بيت الفن
توفي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس 25 يوليوز 2019 الفنان المصري فاروق الفيشاوي، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 67 عاما.
وأفنى الفنان الراحل حياته خدمة لفنه، وقدم عشرات الأدوار المميزة في السينما والتلفزيون والمسرح، وحصد عدة تكريمات من مهرجانات داخل وخارج مصر.
وشاركت كوكبة كبيرة من نجوم الفن والإعلام والشخصيات العامة في جنازة الفنان فاروق الفيشاوي، التي شيعت بعد صلاة ظهر الخميس، في مسجد مصطفى محمود في القاهرة، بحضور ابنه الفنان أحمد الفيشاوي ووالدته الفنانة سمية الألفي.
وتعرض عدد من نجوم الفن في مصر لحالة من الانهيار خلال مشاركتهم في الجنازة، وظهرت زوجته السابقة الفنانة سمية الألفي غير قادرة على السير، ورغم محاولات قوية للتماسك، لم يتمالك الفنان أحمد الفيشاوي، نجل الفنان الراحل، أعصابه وانهار في وصلات بكاء متقطعة.
وألقى خبر الرحيل بظلاله الحزينة على الوسط الفني المصري، فالفيشاوي استطاع عبر مشواره الفني الحافل بالعطاء أن يتوحد مع جمهوره، وأن يخلق لنفسه مكانا في قلوبهم، عن طريق الشخصيات الرائعة التي قدمها عبر السينما والمسرح والتليفزيون.
أثناء دراسته بمعهد التمثيل وقعت عينا الفنان عبدالرحيم الزرقاني على فاروق الفيشاوي، وشعر بأنه يمتلك موهبة فنية شديدة الخصوصية، فراهن عليه بقوة ورشحه لبطولة مسرحية بعنوان “طائر البحر”، عرضت على خشبة المسرح القومي عام 1979، وابتسم له الحظ عندما تحمس له المخرج محمد فاضل في العام نفسه ورشحه للوقوف أمام الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي في مسلسل بعنوان “أبنائي الأعزاء شكرا”. وتوالت بعد ذلك التجارب الدرامية، التي أسهمت في تدعيم روابط الود والحب بينه وبين الجمهور.
اكتسب الفيشاوي الثقة ونمت لأحلامه البسيطة أجنحة، فراح يحوم حول شاشة السينما، فهي التي تكتب التاريخ الحقيقي للفنان، وجاءته الفرصة على طبق من ذهب عندما رشحه المخرج سمير سيف للوقوف أمام الزعيم عادل أمام في فيلم “المشبوه”، إنتاج عام 1981.
ومن أبرز أعماله في السينما أفلام (درب الهوى، والطوفان، والأوغاد، والحب في طريق مسدود، وديك البرابر، وملف سامية شعراوي، وحكمت فهمي، وسوق المتعة، وليلة هنا وسرور).
ورغم التوهج على شاشة السينما لم ينس فاروق الفيشاوي التلفزيون، فقد كان يدرك أهمية هذا الجهاز، فظل طوال حياته حريصا على الدراما التلفزيونية.
ومن يتأمل أرشيفه الفني سوف يجد أنه يضم 73 مسلسلا، من أبرزها (الحاوي، وعلي الزيبق، وطيور بلا أجنحة، وألف ليلة وليلة، وأهل الهوى، وشمس الأنصاري، وغوايش، وعوالم خفية، ولدينا أقوال أخرى، والبر الغربي، والأصدقاء، وخيال الظل).
كما قدّم أعمالا مسرحية مهمة جدا، منها “الناس اللي في التالت”، التي حققت نجاحا كبيرا وقت عرضها عام 2001، و”أنا والحكومة”، و”البرنسيسة”، و”أولاد ريا وسكينة”، و”الأيدي الناعمة” عام 2010.