بيت الفن
أكد المشاركون في ندوة فكرية عقدت أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء حول موضوع «الإنتاج العربي المشترك بين الحلم والواقع» أن العالم العربي يتوفر على مؤهلات كبيرة لإنتاج المزيد من الأفلام العربية المشتركة.
وأجمع المتدخلون خلال الندوة، المنظمة في إطار فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي المنتظر أن تختتم يوم غد الخميس 25 أكتوبر 2019، أن الانتاج المشترك بين البلدان العربية شهد تراجعا ملحوظا في الفترة الأخيرة مقارنة مع سنوات السبعينيات، لعدة أسباب مختلفة ومتباينة، التي بالإمكان تجاوزها اذا ما توفرت الإرادة الأكيدة خاصة لدى المخرجين وأصحاب القرار.
وعبر النجم المصري أحمد الفيشاوي عن امتنانه لإدارة المهرجان، التي استطاعت أن تفتح الباب أمام صناع السينما من أجل مناقشة وإيجاد حلول للتوافق ترضي كل الأطراف من أجل خلق سينما عربية إفريقية تناقش قضاياها وتعبر عن همومها، كما عبر عن استعداده للتخفيض من أجره إذا كان الأمر خدمة للسينما العربية ولصالح الأعمال الفنية التي ترقى لطموحات المتلقي العربي.
أما رئيسة المهرجان، فاطمة النوالي أزر، فعبرت عن ترحيبها بالفكرة وقالت إنها لن تنجح إلا بتظافر الجهود، ودعم المبادرات الفردية لصناع السينما، وكذا العزيمة القوية لتنفيذ هذا المشروع الطموح، وإلا سيبقى الحلم رهين الندوات واللقاء، كما دعت الموزعين إلى فتح الآفاق لتوزيع الأعمال السينمائية المغربية خصوصا والعربية عموما لتمكين الجمهور للتعرف عليها، والتفكير في إنتاج أفلام بتكلفة أقل من أجل تسهيل التعاون العربي في المجال السينمائي. ومن المتدخلين من ارتأى ضرورة الانطلاق من البعد الإقليمي في تحقيق المبتغى قبل التفكير في توسيع نطاق الإنتاج السينمائي على كافة الدول العربية، في إشارة إلى أن بلدان المغرب العربي لديها من القواسم المشتركة ما يساعدها على أن تفي بالغرض، بالنظر للتقارب الحاصل فيما بينها من حيث لغة التواصل والثقافات والعادات والتقاليد وغيرها.
وتوقف المشاركون عند سلسلة من التجارب العربية المشتركة التي لقيت نجاحا باهرا أهلها لتتخطى مجالها الجغرافي وتكتسي طابع العالمية من قبيل فيلم «الرسالة»، مشيرين في هذا الصدد إلى أن المغرب على سبيل المثال يشكل فضاء للإنتاجات السينمائية العالمية في الوقت الذي يبقى فيه حضور الإنتاج العربي المشرك دون الطموحات والتطلعات المراهن عليها.
واعتبروا أن الإنتاج العربي المشترك، ناهيك عن مساهمته في تقريب الأفكار والخبرات وتلاقح الثقافات، يشكل مجالا خصبا لتحقيق الانفتاح بشكل واسع، وكذا لجني إيرادات مهمة تحفز على مضاعفة الجهود بين مختلف مكونات الحقل الابداعي والفني، خاصة في مجال الفن السابع.
وفي نهاية الندوة دعا المخرج الجزائري أحمد راشدي إلى تبني الفكرة وعرضها على إدارة المهرجان، وقدم دعمه التام للأعمال المقترحة، الشيء الذي رحب به الحضور، ولقي استجابة من قبل المخرج سعيد حامد وعرض على الحضور توصية بتشكيل لجنة لتدارس فيلم مشترك بين الدول الحاضرة خلال الدورة الثانية لمهرجان الدارالبيضاء للفيلم العربي.
الجدير بالذكر أن برنامج النسخة الثانية من مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي يتضمن فضلا عن الندوات والمحاضرات الموضوعاتية وورشات العمل، مشاركة 71 فيلما طويلا وقصيرا في المسابقة الرسمية في عروض البانوراما، إلى جانب تكريم نجوم فنية مغربية وعربية ممن أغنت بمساهماتها المشهد السينمائي العربي وفي مقدمتها النجم السوري دريد لحام، وهاني رمزي وداوود حسين من الكويت، وعزيز داداس وزهور السليماني إلى جانب المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان.