بيت الفن
“البحث عن الذات بين جيلين”.. كتاب جماعي جديد يستحضر المنجز الإبداعي والنقدي والقصصي لمحمد برادة، اشترك في تأليفه مجموعة من الكتاب والنقاد العرب والمغاربة من بسنهم محمد الداهي، سعيد بنكراد، إبراهيم الخطيب، وأسماء أخرى مغربية وعربية.
يقول محمد الداهي في مقدمة الكتاب “إن تجربة برادة في الكتابة الروائية والقصصية والنقدية تعد من الجبهات التي كرس لها محمد برادة وقتا طويلا من حياته، باعتبارها مدخلا للتعدد اللغوي والثقافي والسياسي، ودعامة أساسية لنقد الذاكرة المحنطة والسلطة المستبدة، ورسم آفاق محتملة للتغيير والعيش الكريم”، مضيفا أن الجبهات التي واجهها محمد برادة من أعتى الجبهات بحكم رسوخ مظاهر التقليد والمحافظة في المجتمع العربي، والتشبث بالنماذج الجاهزة، وتعثر البدائل الديمقراطية والتنويرية، وإخفاق المحاولات الإصلاحية والنهضوية.
وأشار الداهي إلى أن في كل عمل من أعمال محمد برادة الروائية ينتدب صوتا سرديا، يستحضر فيه عينات سير ذاتية من حياته الشخصية، بغية استنطاق مخزون الذاكرة الجماعية.
كما استأثرت أيضا، تجربة محمد برادة النقدية باهتمام كبير، لكونه يعد من أكثر النقاد مقاربة للجنس الروائي، بحكم العدد الهائل من الروايات التي حللها، ومن صفوة الباحثين الذين واكبوا مسيرة الرواية العربية، مستجلين خاصياتها الفنية والجمالية، ومبينين الخيوط التي تربطها بالرواية العالمية.
يشار إلى أن محمد برادة أديب وناقد ومترجم مغربي، كتب القصة والرواية، وله حضور مهم في العالم العربي وفي أوروبا، اشتغل بالسياسة قبل أن يتفرغ للعمل الأدبي والنقدي.
ولد يوم 14 مايو 1938 في الرباط بالمغرب. وتابع دراسته بمدارس محمد الخامس بالرباط، ثم سافر إلى مصر لمتابعة دراسته الجامعية في القاهرة حيث حصل عام 1960 على الإجازة في الأدب العربي.
نال عام 1962 شهادة الدراسات المعمقة في الفلسفة بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط، وحصل على دكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية عام 1973.
عمل أستاذاً محاضراً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيسا للبرامج الثقافية في الإذاعة المغربية.
كان من مؤسسي اتحاد كتاب المغرب، وانتخب رئيسا له في ثلاث ولايات متتالية، في المؤتمر الخامس عام 1976 والسادس عام 1979 والسابع عام 1981.
انتمى في فترة من حياته إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وساهم في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، لكنه تفرغ فيما بعد للعمل الأدبي والنقدي.
بدأ الكتابة في سن مبكرة (18عاما) ونشر أول قصة له بعنوان “المعطف البالي” في جريدة “العلم” عام 1957، لينطلق في مشوار الكتابة وينشر أعماله في صحف ومجلات عديدة. وكان يرى أن اختيار شكل الكتابة أو نوعها هو اختيار لموقع معين في الخريطة العالمية للأدب.
قرأ لروائيين عالميين كغونترغراس، وأعجب كثيرا بالشاعر غوته لبعده الإنساني ولتبنيه مبكرا مفهوم الأدب العالمي.
اهتم كذلك بالفلسفة فقرأ لهايدغر ونيتشه وغيرهم مما مكنه من ثقافة واسعة ساعدته في الكتابة والنقد، والترجمة باعتبارها حوارا مع ثقافات مختلفة.
شارك في تحرير مجلتي “القصة والمسرح” و”المشروع” وأشرف على إدارة مجلة “آفاق”، وتنوع إبداعه بين القصة والرواية والنقد الأدبي والترجمة.
ألف برادة العديد من الأعمال الأدبية التي ترجم بعضها للغات أجنبية، منها مجموعة قصصية بعنوان “سلخ الجلد” عام 1979، “لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية” عام 1986، رواية “لعبة النسيان” عام 1992، رواية “الضوء الهارب” عام 1994، ورواية “حيوات متجاورة” عام 2009. وقد ترجم العديد من مؤلفاته إلى لغات أجنبية.
صدرت له ترجمات لكتب أدبية ونقدية لكل من: رولان بارت، ميخائيل باختين، وجان جنيه، ولوكليزيو وغيرهم.
حصل محمد برادة على جائزة المغرب للكتاب في صنف الدراسات الأدبية عن كتابه النقدي “فضاءات روائية”، وجائزة مهرجان فاس المتوسطي للكتاب.