الموسيقى الأندلسية

الموسيقى الأندلسية.. تضيء ليالي رمضان

بيت الفن

ترتبط موسيقى الآلة أو الموسيقى الأندلسية العريقة لدى عموم المغاربة، بشهر رمضان المبارك، إذ دأبت الإذاعة والتلفزة، منذ بداياتهما بالمغرب بإدراج وصلات من هذه الموسيقى الساحرة، وقت الإفطار، خصوصا مع روادها أمثال محمد الجعيدي، ومحمد التازي مصانو، وأحمد لبزور التازي، ومحمد العربي التمسماني، والحاج عبد الكريم الرايس، ومولاي أحمد لوكيلي وغيرهم ممن ساهموا في إرساء قواعد هذا الفن التراثي الجميل.

وسيرا على هذا المنوال، تحتفي معاهد ثيربانتيس بالمغرب بالثقافة الأندلسية كتراث مشترك بين المغرب وإسبانيا، في إطار برنامج “ليالي رمضان”، الذي تتواصل فعالياته الى 23 يونيو الجاري.

افتتحتالتظاهرة بسهرة لمجموعة “رفاق” مساء يوم 12 يونيو بطنجة وتواصل مساء 13 يونيو بتطوان و15 يونيو بالدار البيضاء.

وتنشط مجموعة “رياض الأندلس” سهرة يوم 13 يونيو بالدارالبيضاء على أن تحيي فرقة “مارا أراندا” سهرة يوم 14 يونيو بمراكش ويوم 16 يونيو بأكادير.

كما ستقدم مجموعة التهامي المدغري، رفقة عازف القيثارة سيمو البوعزاوي، عرضا يمزج بين الموسيقى الأندلسية والفلامينكو يوم 15 يونيو بالرباط.

وتشمل هذه التظاهرة سلسلة أفلام وثائقية تحمل عنوان “التراث الأندلسي” ودورة تدريبية عن “العمارة الإسلامية في اسبانيا” ومحاضرة بعنوان “علماء الأندلس” ستقدمها الباحثة ساندرا روخو بمعهد ثيربانتيس بالرباط.

وتحتل للموسيقى الأندلسية مكانة خاصة في قلوب المغاربة، خصوصا في شهر رمضان المبارك.

وانطلاقا من ساعات المساء، وقبيل الإفطار تبدأ أصوات أوتار القانون والعود الأندلسيين تعلو على الأصوات في المحطات الإذاعية وشاشات القنوات الوطنية في جميع أنحاء المغرب، ليذهب الناس في رحلة وجدانية مع طرب عريق توارثوه عبر قرون طويلة كابرا عن كابر.

وفي هذا الوقت، حيث الناس صيام يعلو الشق الصوفي من الطرب الأندلسي الضارب في العراقة، والذي لا يقطعه غير أذان المغرب والصلاة، ثم يعود مرة أخرى ليصاحب المغاربة على موائد إفطارهم.

وفي ساعات المساء وبعد صلاة التراويح، تنتشر في كثير من المدن وفي بعض الفنادق العريقة فرق الموسيقى الأندلسية، لتعزف للناس على وقع “الشاي” المغربي (الشاي الأخضر) أعرق الألحان وأكثرها شجنا، المرتبطة في غالبها بالمدائح النبوية التي هي جزء لا يتجزأ من الثقافة والكيان الروحي للمغرب.

وعلى مر القرون طور المغاربة هذه الموسيقى وهذبوا مكوناتها وأوزانها ومقاماتها المكونة من مادة نظمية من الشعر والموشحات والأزجال، والدوبيت، والقوما، مع ما أضيف لها من إضافات لحنية أو نظمية محلية جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع، وما استعاروه من نصوص وألحان مشرقية، وتعتبر النوبة أهم قالب في الموسيقى الأندلسية.

وتختلف هذه الموسيقى اختلافات لا يعرفها إلا أهلها، فالموسيقى الأندلسية في المغرب تسمى فن الآلة والطرب الغرناطي في كل من وجدة وسلا وتلمسان ونواحي غرب الجزائر، والمألوف في قسنطينة وتونس وليبيا.

ولكن هذه الأصناف كلها بأسمائها المختلفة، والغرناطي والمألوف ترجع إلي أصول واحدة أي الموسيقي الأندلسية التي نشأت في الأندلس.

وفي عموم المغرب نشأت منذ وقت مبكر جمعيات ومدارس كبرى تعتني بهذا الفن الفريد الذي لا تخطئه الأذن، تعزفه مجموعات متمرسة من الموسيقيين المغاربة الذين توارثوا الصنعة

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الموسيقى الأندلسية تفقد أحد روادها محمد التازي مصانو

توفي، يوم 28 دجنبر 2020، بمدينة فاس، الفنان محمد التازي الشرتي مصانو، أحد رواد الموسيقى الأندلسية بالمغرب...