بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
سجلت نسخة 2019 مشاركة أكثر من 200 ألف زائر و200 فارس
بيت الفن
وسط أجواء احتفالية كبرى وبحضور رسمي وجماهيري وازن اختتمت، أخيرا، بالزنيد جماعة أربعاء عياشة إقليم العرائش ولاية طنجة – تطوان، فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للفروسية “ماطا”، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “ماطا إرث ثقافي تراث عالمي”.
وتميز حفل اختتام الدورة التاسعة من المهرجان بالإعلان عن تسجيل تراث ماطا ضمن قائمة التراث الوطني لدى وزارة الثقافة والاتصال، في كلمة ألقاها رئيس المهرجان الدولي لفروسية ماطا وسط حضور إعلامي كبير من الصحافة الدولية والوطنية والإقليمية، التي حجت بكثافة لتغطية فعاليات وأنشطة الدورة التاسعة للمهرجان، الذي استقطب أزيد من 200 فارس من أبناء المنطقة.
وشهد اليوم الأخير من المهرجان عروضا فنية متنوعة من التراث الجبلي العريق، اختتمت بمنح دمية ماطا لهذه الدورة، للفارس رشيد الفرجاني من دوار دار السعيدي، الذي عبر عن اعتزازه بالفوز بهذه الدورة.
كما تم توزيع شهادات المشاركة على الفرق المتنافسة التي قدمت من كل قبائل المنطقة، ليسدل الستار على دورة هذه السنة في أجواء من الفرح والتنافس الشريف أملا في الحفاظ على هذا الإرث الوطني للأجيال الصاعدة، وترسيخا لقيم الهوية الثقافية للموروث الجبلي.
وبالإضافة إلى مسابقة الفروسية (ماطا)، التي اختتمت بتوزيع الجوائز على الفائزين، تضمن برنامج المهرجان العديد من الأنشطة الموازية من أبرزها معرض المنتوجات المجالية والفلاحية والصناعة التقليدية، وصبحيات ثقافية وترفيهية للأطفال، وحملات تحسيسية حول البيئة.
وتميزت فعاليات المهرجان بسهرة فنية كبرى شاركت فيها ثلة من الفنانين المغاربة من بينهم شامة الزاز وعبدو الوزاني، ويونس البولماني، والتهامي الحراق، والثنائي جمال ونور الدين.
وقال المنظمون إن التظاهرة، التي امتدت على مدى ثلاثة أيام، ترسخ تقليدا قديما من تراث المنطقة الشمالية، تربط جسرا واصلا بين حاضر فاعل، ومستقبل قيد التكوين، مشيرين إلى أن لعبة “ماطا” تظاهرة توارثها أبناء منطقة بني عروس أبا عن جد، وظلوا متشبثين بها منذ عصور.
وأوضح نبيل بركة، رئيس المهرجان، أن تظاهرة “ماطا” أسس لها الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، ولم يشأ لها أن تكون فضاء للتسلية، فحسب، بل، امتدادا مجتمعيا للمدرسة الصوفية المشيشية الشاذلية في حث الناس على التحلي بشجاعة الفرسان.
وأبرز بركة أن المهرجان يهدف بالأساس، إلى التعريف بالموروث الحضاري والثقافي لقبيلة بني عروس، والحفاظ عليه، والمساهمة في إبراز وتطوير المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي تتميز بها المنطقة.
من جانبها أفادت نبيلة بركة، رئيسة الجمعية العلمية للعمل الاجتماعي والثقافي، الجهة المنظمة للمهرجان، قائلة “يعد معرض المنتجات المجالية والتقليدية نقطة بارزة في كل نسخة من مهرجان ماطا الدولي لركوب الخيل. الأقاليم الجنوبية، الضيف الدائم للمهرجان، تعرض منتجاتها إلى جانب تعاونيات المنطقة الشمالية وتسمح لضيوفنا باكتشاف تنوع وثراء كنوزنا المحلية. إنها دليل على التزامنا بتعزيز السياحة والديناميكيات الثقافية والاجتماعية ودعمنا للتنمية البشرية”.
وقد سجلت نسخة 2019 مشاركة أكثر من 200 ألف شخص بين الزوار المحليين والدوليين. واجتذبت منافسة ماطا أكثر من 200 فارس من قبائل مختلفة. كما تمكنت أزيد 45 جمعية تعاونية من عرض منتجاتها.
يشار إلى أن حفل الاختتام شهد توافد عدد كبير من الشخصيات وعلى رأسهم والي صاحب الجلالة على جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد مهيدية وعامل صاحب الجلالة على إقليم العرائش بوعاصم العالمين وعامل إقليم فحص أنجرة عبد الخالق المرزوقي وإدريس الضحاك أمين عام الحكومة المغربية سابقا، ونقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة، ومدير المهرجان نبيل بركة، الذي رحب فيها بكل الحاضرين وشكر كل الداعمين والمساهمين في إنجاح هذه التظاهرة الدولية التي تنظم كل سنة تحت الرعاية السامية.
