طان طان: مريم عثماني
على إيقاع أهازيج البدو الرحل والأغاني والشعر الحساني ورغاء الجمال وعبقالبخور والشاي المغربي، انطلقت فعاليات موسم طانطان المنظم في الفترة الممتدة من 14 إلى 19 يونيو الجاري بالمملكة المغربية.
وتحت شعار “موسم طانطان.. حاضن لثقافة الرحل العالمية”، انطلقت الدورة الخامسة عشر من موسم طانطان، محتفية بالثقافة والموروث الشعبي والتقليدي الموريتاني، حيث تأتي موريتانيا ضيف شرف هذا الموسم.
وجاء موسم طانطان الذي تم إدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، ليؤكد في كل دورة موقعه على خارطة السياحة الثقافية في المملكة المغربية، حيث يأتي الزوار من كل بلدان العالم للاستمتاع بلوحاته التقليدية وأجندته التراثية الحافلة.
يقام موسم طانطان جنوب غرب المغرب وهو تجمع سنوي لشعوب الصحراء الرحل، حيث يجمع أكثر من ثلاثين قبيلة من جنوب المغرب ومن أماكن أخرى شمال غرب أفريقيا والبلدان العربية.
ولدى إشرافه على افتتاحه على الدورة الجديدة، قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة “أصبح معلمة ثقافية مهمة، وأصبحت له مكانة عالمية تحضره وفود من عدد من الدول الصديقة”، مشيراً إلى أن اختيار موريتانيا كضيف شرف لهذه الدورة “يعكس عمق العلاقات الثقافية والتاريخية والحضارية التي تجمع بين البلدين وبين شعبيهما”.
يشكل موسم طانطان جزءا من رزنامة رعي الأبقار والزراعة البدويّة، فتُعتبَر هذه التجمّعات مناسبة للاجتماع وشراء المواد الغذائية وغيرها من المواد وبيعها وتبادلها، وتنظيم مسابقات الجمال وترويض الأحصنة، والاحتفال بالزواج واستشارة الملمين بالأعشاب.
ويتضمَن الموسم أيضا مجموعة من التعابير الثقافية كالعروض الموسيقية والغناء الشعبي والألعاب ومسابقات الشعر وغيرها من التقاليد الشفهية الحسانية الخاصة بالموروث المغربي.
وشهدت هذه النسخة الجديدة من موسم طانطان مشاركة متميزة لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال جناح تشرف عليه اللجنة الثقافية والتراثية في أبوظبي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي مثل الاتحاد النسائي العام، واتحاد سباقات الهجن.
ويعكس الجناح الإماراتي في صحراء طانطان صورا حية للحضارة والتراث والثقافة المشرقة للإمارات في العالم العربي، ضمن فعاليات التظاهرة التي صنفتها اليونيسكو من روائع التراث الشفهي غير المادي للبشرية لما يزخر به من إرث حضاري وثقافي كبيرين.
ذكرت وسائل إعلام مغربية أنه تم تنظيم أول موسم لطانطان عام 1963 بهدف الترويج إلى التقاليد المحلية وتأمين منصة للتبادل والاجتماع والاحتفال.
وذكرت أن هذا الموسم كان مرتبطا بالأساس بمحمد الأغظف الذي قاوم الاحتلال الفرنسي والإسباني، وتوفي في العام 1960 ويقع قبره بالقرب من المدينة.
ويعتبر موسم طنطان من بين أهم التظاهرات الثقافية بالمغرب، حيث يمثل همزة وصل تجمع بين الثقافات الصحراوية التي تتميز بها الأقاليم الصحراوية في المغرب.