سلمى بن عمر

سلمى بن عمر تقدم القفطان بلمسة عصرية

أزهار البياتي

باقة رمضانية مترفة نسجت بخيوط الذهب ومطرزات الفضة، وتحمل عبق التراث الأصيل ونفحات الأزياء الراقية، قدمتها المصممة الواعدة سلمى بن عمر ضمن تشكيلة صيف 2017، مستوحية من أصولها المغربية ونشأتها الفرنسية، أفكارا تشي بفنون الشرق وأناقة الغرب، لتصوغها على هيئة أثواب وقفاطين تتسم بالثراء.

لرمضان 2017 فضلت بن عمر اللجوء للطبيعة ملتقطة من مفرداتها الجمالية عناصر مزهرة ومتفتحة غاية في الجاذبية، راصدة أشكالاً متنوعة من الأزهار والورود النادرة، مثل زهرة الخشخاش الحمراء التي تضج بالحيوية.

حول أبرز ملامح مجموعتها، تقول «حولت شغفي بالسفر إلى بلدان مختلفة ليكون جزءا من عملي، وأصبحت رحلاتي مصادر إلهامي، فالاطلاع على الثقافات المختلفة، والأماكن المميزة يثري الذائقة، ويكون حصيلة جمالية هائلة»، مشيرة إلى أنها تفضل جنوب شرق آسيا، التي أسرتها بسحر طبيعتها، فابتكرت من خلالها موضوع مجموعتها الأخيرة.

وعن الأقمشة التي استخدمتها، تذكر «لتشكيلة رمضان فضلت النوعيات المترفة والفاخرة، المستوردة من فرنسا وإيطاليا، التي تتميّز بالنعومة والثراء، وبرز من بينها أمتار من الحرير الطبيعي، والشيفون الرقيق، والكريب ساتان، والجبير المطرز، والبروكار مع قطع من الحرير الموشاة بالكامل بالزري وخيوط الذهب والفضة، بحيث تعكس أطياف الضوء أثناء الحركة». وعما يميّز القفطان المغربي، تقول «إضافة إلى أسلوب القصّة وانسيابية الخطوط التي تلف القوام، فإن هذا الزي يعتمد بالأساس على شكل المطرزات والحياكة التي تّزين مساحات القماش سواء في الوسط أو على الحواف، بالإضافة إلى اللمسة الأهم وهي الحزام الذي يطّوق الخصر ويحدده، والذي عادة ما نوليه الكثير من الاهتمام والتركيز، فنطرزه بخيوط البريسم والزري والحرير، ونضيف إليه الشغل اليدوي المطّعم بالأحجار والكريستال، ليصبح في نهاية المطاف قطعة فنية مدهشة تستقطب الأنظار».

ومنذ البدايات رسمت هذه المصممة الشابة لذاتها نمطاً مميّزاً في مجال صناعة الموضة، على الرغم من أنها اختارت خطاً يعد تقليدياً سلكه كثيرون من قبلها، ولكنها تمكنت من وضع طابعها الخاص، منتصرة لأصولها المغاربية وتراثها الجميل، ناهلة نفحات الفن والإبداع من هنا وهناك، لترسم أفكارا غاية في الغنى والخصوصية، وتصقلها ضمن صياغات أكثر عصرية وحداثة، بحيث تعكس من خلالها مدى تأثرها بالأناقة الفرنسية والحس الأوروبي السلس الذي عاشت في كنفه خلال سنوات الصبا، مترجمة هذا التوجه إلى تصاميم استثنائية من نموذج القفطان المغربي.

تقول: «إرثي العربي والحضاري له الفضل الأكبر في اختياري صناعة زي القفطان المغربي، الذي شدني للتبّحر في عالمه الفني البديع على الرغم من نشأتي الفرنسية، لأتناوله ضمن أسلوب معاصر ومختلف، مستلهمة من فنون حياكته ومطرزاته اليدوية الآسرة تصاميم متعددة، رسمتها وفق ذوقي وضمن صياغات أكثر حيوية وشبابية».

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *