بيت الفن
تمثل الفنانة التشكيلية نعيمة أشركوك المغرب في معرض فني تحتضنه العاصمة السويدية استكهولم في الفترة ما بين 20 ماي الجاري فاتح يونيو المقبل، بمشاركة 36 فنانا من جنسيا مختلفة.
وقال أمير خطيب، رئيس شبكة الفنانين المهاجرين في الاتحاد الأوروبي، الجهة المنظمة لهذه التظاهرة الفنية، إن المعرض الجماعي الدولي، الذي ينطلق اليوم 20 ماي الجاري بمدينة استكهولم وتستمر فعالياته إلى غاية فاتح يونيو المقبل، يجمع ثلة من الفنانين التشكيليين والتشكيليات.
وأوضح الخطيب أن المعرض يعرض أعمال 36 فنانا، ينتمون إلى أقطار مختلفة ومن جنسيات متعددة، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي ينظم فيها معرض بهذا العدد من الفنانين الدوليين، الذين أتوا من عوالم مختلفة، من أجل إبراز تجاربهم الفنية وأساليبهم الإبداعية.
ومن أبرز التجارب التشكيلية المشاركة في المعرض الفنانة التشكيلية المتألقة، نعيمة أشركوك، التي تمثل المغرب في هذه التظاهرة العالمية بلوحتين.
في البيت الفني لهذه المبدعة، التي تتحدر من الشمال وتحديدا مدينة شفشاون، ندرك طلائع محاولة رصينة لتقديم فن معاصر يستجيب مع أفق انتظارنا البصري ويتفاعل بشكل كبير مع ذائقتنا الجماعية. لا تخلو تجربة هذه الفنانة من مغامرة البحث والمساءلة، حيث تنتصر لكل ما هو بسيط، أعمالها الأخيرة التي تختزن جمالية الأبواب والأقواس والنوافذ، معادل رمزي لتراثنا اللامادي، الذي يؤسس لذائقتنا الفنية.
إن التراث من منظور الفنانة أشركوك لا يمكن تجاوزه إلا بمحاورته والتفاعل معه، ولا يمكن قتله ولو رمزيا إلا بإحيائه. أشركوك من الفنانات القلائل اللواتي يعانقن الحرية كمبدأ وممارسة، حرية الفكر، وحرية الإبداع، وحرية التمثيل البصري. الرائي لأعمالها يقف مشدوها لتنسيق ألوانها.
اشركوك لا تستكين لأسلوب معين، إذ قامت بتفكيك أحادية التصوير الصباغي الحديث، مشتغلة على نماذج إنسانية غارقة في القدم مثل الأبواب والحواري، وكل ما يحيل على العيش المشترك. أعمال فنية أكثر كثافة وسلاسة، حيث استطاعت بلوغ حد بعيد في العمق والمهارة والقدرة على التحكم إلى درجة تتماهى من خلالها مع الأصول البصرية والشذرية المستنبتة.

وعن أعمالها تصرح الفنانة الشابة نعيمة اشركوك، أن اللوحة بالنسبة إليها فضاء مفتوح، حيث تجسد فيها كل معاني أحاسيسها وروحها، موكدة أنها نوع من الحوار مع القماشة أو الحامل الفني. وترى اشركوك أن الفن منبع التفاؤل والطاقة الإيجابية.
ولأنها فنانة مليئة بالحيوية والنشاط فهي تفضل الألوان المبهجة، وهذا ما تجلى في أعمالها الأخيرة في ملتقى الفنون التشكيلية بلندن، حيث الالوان طافحة بالأمل والطاقة الإيجابية.
عصامية من مواليد شفشاون، درست القانون، واستطاعت أن تؤسس خطابا تشكيليا متفردا منذ بداياتها الأولى. ويقول نقاد جماليون إن عالمها التشكيلي يحتفي بالألوان الحية والأحجام والأشكال التجريدية، التي تنتمي إلى مجال العلاج بالفن. فنعيمة أشركوك تسخر فرشاتها أيضا من وقت إلى آخر، لترسم أشكالا إنسانية، ووجوها، ونباتات، وأيضا، حيوانات، ما يجعل منها فنانة بمواهب متنوعة.