بيت الفن
احتفت النسخة الثانية من مهرجان المسرح التجريبي التي نظمت، أخيرا، بمدينة فاس، بروح الفنان الراحل أحمد الطيب لعلج، الذي أثر بشكل كبير في فن الخشبة وطنيا وعربيا.
ويأتي احتفاء الفرع الإقليمي لنقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتليفزيون بفاس، المنظم للمهرجان، بروح الفنان الراحل الذي يوصف بـ”عراب المسرح المغربي”، لإبرازه كقامة فنية شاملة، وكوجه مسرحي أحدث ظهوره تحولا كبيرا في المسرح، عندما بدأ يكتب أعمالا بالدارجة خلافا لما كان سائدا، فضلا عن كونه نقل فوق خشبة المسرح هموم الإنسان المغربي البسيط بلغة بسيطة، مما جعل أعماله تحظى بالتعاطف والتفاعل من قبل العموم.
وحسب شهادات فنانين مسرحيين، فإن أن أحمد الطيب العلج “نهر يجري من الإبداع” الذي دشنه في سن الـ17 بزجيليات وكتابات، سرعان ما لقيت صداها داخل الحقل الفني بالمملكة.
ومكن العطاء المتجدد والمستمر لهذه القامة الفنية من إنجاز العديد من الأعمال المسرحية وكذا لعدة أشعار غنائية تعامل معها جملة من المطربين والملحنين، دون الحديث عن “مغربته” لمسرحيات قام بترجمتها منها “الحكيم قنقون” عن مسرحية “كنوك”، و”مريض خاطروا”، وإنجازه بحوثا متنوعة في التراث الشعبي. وتضمنت النسخة الثانية من المهرجان تقديم عروض مسرحية من مناطق مغربية مختلفة تمحورت مواضيعها حول التجريب في المسرح، وتكريم الفنان محمد فراح العوان تقديرا من المنظمين لإسهاماته المتعددة في مجال المسرح والسينما والتيلفزيون.
وقال الفنان محمد خشلة رئيس (جمعية المسرح الشعبي والمحافظة على التراث) والأمين الاقليمي لنقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتليفزيون بفاس، “إننا حاولنا عند تأسيسنا للمهرجان، السنة الماضية، الإجابة عن سؤال لماذا المسرح المغربي، حتى يكون الشباب المسرحيون على بينة من طبيعة الاتجاه التجريبي وأهميته”.
وأضاف الفنان خشلة أن التجريب في المسرح قديم الأزل مثل قدم فن الخشبة، وأن المغاربة ساهموا، من خلال أسماء عديدة، في تبويئ المملكة لمكانة لائقة داخل المسرح العربي.