فين ماشي يا موشي

“فين ماشي يا موشي” يبرز قيم التعايش والتسامح بالمغرب

بيت الفن

نجح الشريط المغربي “فين ماشي يا موشي”، لمخرجه حسن بنجلون، الذي عرض، أخيرا، بالعاصمة بنما ضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما، المنظم بمبادرة من وزارة الخارجية البنمية، في استقطاب جمهور واسع اطلع من خلال هذا العمل السينمائي على ميزة التعايش بين مختلف الديانات التي طالما ميزت المملكة.

ورغم أن الفيلم يتناول تيمة الهجرة والمسارات التي يمكن أن تتخذها، وهو الموضوع نفسه الذي اختير للدورة الثانية من هذه التظاهرة السينمائية (23 أبريل-25 ماي)، فإنه يؤرخ أيضا لقصة تعايش رائعة بالمملكة بين المسلمين واليهود، تجسدت من خلال تعاملاتهم اليومية ومن خلال العلاقات الاجتماعية والإنسانية التي جمعت بينهم كأبناء البلد الواحد.

ويحكي الفيلم قصة هجرة يهود مغاربة في الستينيات، وتحديدا سنة 1963، بعد استقلال المغرب بسنوات قليلة، حيث يصور أعدادا من اليهود يغادرون منطقة “أبي الجعد” بإقليم خريبكة، كما يعرض في لقطات ومشاهد لنشاط سماسرة في تهجير اليهود المغاربة، في الوقت الذي يرفض فيه يهود آخرون الهجرة والابتعاد عن بلدهم المغرب مثل شخصية “شلومو” لاعتقادهم وإيمانهم الراسخ أنهم أبناء المغرب.

وتأكدت هذه الروابط بعودة العديد من اليهود المغاربة الذين هاجروا، للاستقرار لاحقا في بلدهم الأصل، المغرب، في حين يحرص آخرون على زيارته باستمرار لتجديد الصلة بجدورهم والاتصال مع ذويهم.

وأكدت سفيرة المملكة في بنما، أمامة عواد، في كلمة قبل عرض هذا الشريط في قاعة تابعة لوزارة الخارجية البنمية بحضور أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد في هذا البلد وعدد من عشاق الفن السابع والطلبة، أن الفيلم يسمح بالاطلاع على جزء من تاريخ المغرب، وعلى التعايش الذي طالما ميز العلاقة بين المسلمين واليهود بالمملكة، مشيرة إلى أن هذا العمل السينمائي يتحدث عن طائفة يهودية مهمة من الساكنة الأصلية للمغرب اضطرت للهجرة بسبب سياق دولي خاص، وليس وطني.

وأشارت عواد إلى أن أغلبية اليهود المغاربة الذين هاجروا واستقروا في بلدان أخرى من العالم يزورون المملكة بانتظام، ولذلك حينما يتعلق الأمر بشتات يظل متشبثا بأصوله وبهويته، لا يمكن الحديث عن خسارة لهذه الجالية.

وخلصت الدبلوماسية إلى أن قصة الفيلم تستمر إلى اليوم ووصلت حتى بنما، حيث أن عددا من اليهود المغاربة، لاسيما الناطقين بالإسبانية، توجهوا إلى بلدان أمريكا اللاتينية، مثل البرازيل والبيرو وفنزويلا، التي غادرها العديد منهم في السنوات الأخيرة، بفعل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها، ليستقروا في بلدان اخرى بالمنطقة مثل بنما، ما يعكس المسارات التي يمكن أن تتخذها الهجرة ويؤكد أن جميع البلدان معنية بهذه الظاهرة الإنسانية.

من جانبه، اعتبر ممثل المنظمة الدولية للهجرة في بنما، غونزالو ميدينا، أن قصة الفيلم تؤكد ان الهجرة قد تكون ضرورة بالنسبة للبعض وخيارا بالنسبة للبعض الآخر، لكنها واقع بالنسبة للجميع، مبرزا أن العناصر الأربع لمسار الهجرة، وهي البلد الأصل والعبور والبلد الوجهة والعودة، حاضرة في هذا العمل السينمائي.

وأضاف أن المهاجر بشكل عام يترك وراءه العديد من الأشياء “التي لا تتسع لها حقيبته”، وهي بلده وأهله وتاريخه وثقافته وعلاقاته الاجتماعية، ولذلك فإن العودة بدورها قد تكون خيارا أو ضرورة بالنسبة لهذا المهاجر، وهو ما يفرض وضع سياسات وطنية ودولية لتدبير تدفقات الهجرة بكيفية منظمة ومنتظمة وآمنة.

كما أبرز زيادة تدفقات الهجرة في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم لأسباب مختلفة، قد ترتبط بالبحث عن حياة أفضل أو بالفرار من النزاعات والحروب والكوارث البيئية، على الخصوص، مشيرا إلى أن عدد المهاجرين في عدد من البلدان يزداد أكثر من النمو الديمغرافي في هذه البلدان.

وتنظم وزارة الخارجية البنمية دورة هذه السنة من المهرجان الدولي للسينما، تحت شعار “الهجرة: رحلة بحث عن الكرامة”، بتعاون مع سفارات كل من المغرب والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال والمكسيك وكوستاريكا والبرازيل والأرجنتين والبارغواي والإكوادور والسلفادور وغواتيمالا ونيكاراغوا، ومع المنظمة الدولية للهجرة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المشاركة المغربية في اللقاءات السينمائية بكوتونو تحظى بجائزتين

تتويج “صحاري سلم وسعى” للمخرج مولاي الطيب بوحنانة بالجائزة الكبرى و”اللغم الأخير” للمخرجة فاطمة أكلاز …