بيت الفن
يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط من ثاني أبريل إلى نهاية غشت المقبل، معرضا جماعيا يحمل عنوان “أضواء إفريقيا”، يقدم أعمال 54 فنانا إفريقيا يمثلون كل بلدان القارة، تقاطعت أعمالهم عند موضوع الطاقة وتحدياتها بإفريقيا.
وتنكب الأعمال الفنية المقدمة خلال المعرض، الذي افتتح، أول أمس الثلاثاء، على إبراز أهمية الوصول إلى الطاقة في جميع القارات والحاجة إلى أن يستند هذا التطور على تكنولوجيا متجددة تحول دون الإسهام في انبعاثات غازات دفيئة وبالتالي الاحتباس الحراري.
كما تقدم هذه الأعمال، سواء كانت صورا فوتوغرافية أو لوحات فنية أو منحوتات أو عروضا فرجوية، رؤية حول تنوع وقوة وتميز الفن الإفريقي المعاصر، الذي لا يزال ثراؤه مجهولا، كما أنها تدفع إلى التفكير في تحديات تنمية القارة. وتمثل المغرب خلال هذا المعرض الفنانة جميلة المراني، التي تشارك بعمل تركيبي يحمل اسم “أحلام إفريقيا”.
وفي هذا الصدد، قال مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، في كلمة بالمناسبة “نسلط الضوء على إفريقيا من جديد بغية توطيد جسور الوعي والخيال الجماعي المعاصر، هذا المعرض الجديد، الذي أطلق عليه اسم (أضواء إفريقيا) يمن الفن الإفريقي ويساهم في خلق تفاعلات إبداعية بين ثقافات متفردة ومتكاملة في الآن ذاته”.
وأضاف قطبي في الكلمة ذاتها أن متحف محمد السادس للفن لحديث والمعاصر يرحب بهذا التوجه المتعدد والمستدام، مشيرا إلى أن هذا المعرض المتنقل يطمح إلى المساهمة في ازدهار عصر الأنوار الناشئ بالقارة الإفريقية، وهو طموح مشترك بين المؤسسة الوطنية للمتاحف، والرباط مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الثقافية.
من جانبه أوضح مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عبد العزيز الإدريسي، “أن جميع الفنانين الأفارقة الذين يعرضون أعمالهم خلال هذا المعرض، اشتغلوا على موضوع مهم بالنسبة للظرفية الراهنة وهو موضوع الضوء وواقعه بإفريقيا”.
وأضاف الإدريسي، أن “الفنانين الأفارقة ال 54 التزموا بهذه القضية وقدموا مجموعة من الأعمال المرتبطة بهذا الموضوع الأساسي، بما أن إفريقيا هي القارة التي تعتبر الأقل إنتاجا لغاز الكاربون، لكنها الأكثر عرضة لإشعاعاته بسبب إنتاج باقي القارات”، مبرزا أن هذا “المعرض المتنوع والمتعدد، يبرز خصوصية الفن الإفريقي ويقدم مجموعة من الأعمال الفنية المختلفة، من صباغة ومنحوتات وأعمال تركيبية، علاوة على أعمال فيديو أوعمال متعددة الوسائط”.
يذكر أن معرض “أضواء إفريقيا”، الذي ينضم بشراكة بين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ومنظمة “الفنانون الأفارقة من أجل التنمية”، هو معرض متنقل نشأ في سياق مؤتمر الأطراف الـ21 في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 21) بباريس، بهدف تمكين مجموعة من الفنانين الأفارقة في التفكير في موضوع الطاقة والضوء في القارة الإفريقية، ومعضلة الولوج إلى مصادر الطاقات المتجددة والمستدامة في القارة.