الدورة السادسة تسلط الضوء على مكانة النساء في الحقل السينمائي
بيت الفن
تحتضن مدينة مرسيليا، الى غاية سابع أبريل الجاري، الدورة السادسة للقاءات الدولية للسينما (أفلام) التي تتوخى التعريف بالسينما العربية بفرنسا والمنطقة المتوسطية، بمشاركة المغرب، ممثلا بفيلم “صوفيا” للمخرجة مريم بنمبارك.
ويحكي فيلم (صوفيا)، الذي فاز بجائزة السيناريو بمهرجان كان السينمائي في مسابقة “نظرة ما” وبالجائزة نفسها في مهرجان الفيلم الفرانكفوني بأنغوليم، قصة فتاة تضع مولودا خارج إطار الزواج، لتجد نفسها مضطرة للبحث عن الأب لاستكمال الاجراءات الإدارية للمستشفى أو مواجهة السجن.
تنطلق صوفيا رفقة قريبة لها في رحلة ليلية بمدينة الدار البيضاء بحثا عن الأب المفترض للمولود الجديد، كاشفة من خلال رحلتها عن تناقضات مجتمعية وعن معاناة الأم العازبة في مجتمع ذكوري محافظ.
وأكدت رئيسة المهرجان، سعاد الطيب، أن المهرجان يشكل دعوة للجمهور من أجل لقاء العديد من المخرجين والمهنيين في المجال السينمائي، والمساهمة في النقاشات التي تتلو العروض، والوقوف على مكانة النساء في الحقل السينمائي، مشيرة الى ان هذه التظاهرة الفنية تمثل تتويجا لعمل فريق المهرجان طيلة السنة، كما تشكل لحظة قوية من اجل اكتشاف التراث السينمائي العربي، والمسار الفني للمخرجين المشاركين.
وأضافت الطيب، مديرة مونتي كارلو الدولية، أن الأسرة ستكون في صلب هذه التظاهرة السينمائية، مبرزة ان المشاركين في المهرجان وغالبيتهم نساء مخرجات وناشطات وشاعرات، سيحاولون سبل جديدة للتعبير امام هول الحروب والمآسي.
وقالت إن النساء المشاركات في هذه التظاهرة تحدوهن الرغبة في التعبير عن اختياراتهن الحرة ضمن مجتمعات تشهد تحولات متسارعة، مبرزة ان هذه التظاهرة التي تشكل فضاء للتعارف والتبادل من مخرجين عرب واجانب، تواصل هذه السنة توجهها من اجل التعريف بالسينما العربية بفرنسا، بشراكة مع معهد العالم العربي بباريس وعدد من المعاهد الثقافية الفرنسية بعدد من البلدان العربية.
ويهدف المهرجان الذي افتتح بالفيلم اللبناني “غذاء العيد” لمخرجه، لوسيان بورجيلي، الى نشر السينما العربية بمرسيليا والمنطقة المتوسطية، من خلال، مجموعة من الأفلام السينمائية، التي أنتجت حديثا من قبل سينمائيين يتحدرون من الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية، وايضا لمخرجين من العالم بأسره، الذين يتناولون مواضيع ذات صلة بمنطقهم.
وتسلط اللقاءات الدولية للسينما التي تتناول قضايا سياسية وتاريخية ودينية ومجتمعية، الضوء على القضايا الراهنة لهذا الجزء من العالم، من خلال تثمين الابداع المعاصر، عبر عرض نحو اربعين فيلما تتراوح بين الافلام القصيرة والطويلة، فضلا عن أفلام وثائقية وأفلام الخيال.
وتقدم هذه الافلام التي تعرض بعدد من فضاءات مدينة مرسيليا رؤية خاصة حول الأسرة، في عالم مضطرب، حيث تتأرجح الحياة بين الأمل والاحباط، وحيث تنفصل الاسر وتنقسم، او تحاول أن تلتئم، أو تتفكك الروابط والمعالم.
ويسلط المهرجان ضمن فقرة (مسار سينمائي) الضوء على السينما المصرية، من خلال استعادة اعمال المخرج يوسف شاهين (1926 -2008).
واختار المهرجان وهو مبادرة لجمعية (افلام -أفلام) بمرسيليا التي تسلط الضوء منذ سنة 2000 على تنوع الثقافات العربية عبر اعمال مخرجين من الشرق الأوسط والجاليات العربية، صربيا كضيف شرف دورته الجديدة من خلال عرض مجموعة من الأفلام المنتجة حديثا بهذا البلد.
ويقترح المهرجان بالإضافة إلى عرض الأفلام المختارة، ورشات للنقاش بين الجمهور والمخرجين.
وينخرط المهرجان الذي يعد ملتقى لصناع السينما العربية والدولية، في مصاحبة كتابات السينمائيين البارزين.