بيت الفن
كرم مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في افتتاح دورته الخامسة والعشرين الممثل محمد الشوبي أحد أبرز وجوه السينما المغربية.
وقبل تسلمه التكريم أمس السبت، صعد بعض من زملاء وتلاميذ وأصدقاء الشوبي (55 عاما) على مسرح سينما اسبانيول للإدلاء بشهادتهم على مساره الفني.

وقال الشوبي “التكريم في مدينة تطوان يعني لي الكثير… تطوان هي مدينة النضال السينمائي، مدينة الجمال، مدينة تمزج بين العبق الأندلسي والعبق الأمازيغي والعبق العربي الأصيل”.
وأبرز الشوبي أن الفنان مطالب بالنضال في سبيل النهوض بوضعية الحقل الفكري والثقافي بشكل عام، مؤكدا أن من ضمن المسؤوليات الملقاة على عاتق أي فنان مغربي النضال والمساهمة من موقعه في الدفع بعجلة الفن والثقافة والفكر والإبداع إلى مزيد من العطاء والرقي.
وبعد أن لفت إلى تخليه عن وظيفته قبل سنوات للتفرغ لعمله بالمجال الفني، أبرز الشوبي أن هناك “آفاقا جميلة” تنتظر القطاع على المستوى الوطني، مشيرا، في هذا الصدد، إلى قانون الصناعة السينمائية الذي تشتغل عليه حاليا وزارة الثقافة والاتصال.
وفي سياق ذي صلة بحضور الجانب التجاري في الإنتاج الفني الوطني وتحديدا السينمائي، شدد المسرحي المغربي على أنه “من الواجب التعامل بحذر شديد مع غزو ظاهرة التسليع للقطاع”، معتبرا أن “الإبداع من أجل الإبداع والعطاء من أجل حب العمل الفني يظل الركيزة الأساسية لضمان استمرارية الإشعاع الثقافي والفكري لبلادنا”.
وفي شهادات في حق المحتفى به، اعتبر المخرج المغربي، داوود أولاد السيد، أن “محمد الشوبي يعد من أجود الممثلين المغاربة”، مشيرا إلى أن التجربة التي جمعته به في فيلم “عود الريح”، مكنته من “اكتشاف الحضور والعطاء المميزين للشوبي في العمل السينمائي”.
وأبرز أن محمد الشوبي أثبت تألقه ونجاحه في المسرح كما في السينما والتلفزيون، رغم أنه يجد نفسه أكثر في الفن السابع.
يذكر أن الفنان محمد الشوبي من مواليد مدينة مراكش، التي ترعرع فيها. وكانت أول تجربة له في مجال التمثيل السينمائي في فيلم “عطش” للمخرج المغربي سعد الشرايبي، قبل أن يثبت علو كعبه في أعمال أخرى عديدة وشهيرة من قبيل “السمفونية المغربية”، و”طريق العيالات”، و”ألف شهر”، و”دموع الرمال”.
والجدير بالذكر الدورة الخامسة والعشرون لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط تتضمن برمجة غنية ومتنوعة، تجمع بين عروض المسابقة الرسمية، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات الموضوعاتية، بالإضافة إلى فقرات أخرى متعددة من قبيل “استعادة” و”خفقة قلب” وبرمجة خاصة بالأطفال.
ويشمل برنامج المهرجان 60 فيلما يتنافس منها 23 فيلما على جوائز مسابقتي الأفلام الطويلة والأفلام الوثائقية.
ويضم البرنامج قسما بعنوان “خفقة قلب” يعرض أربعة أفلام حديثة من الجزائر ومصر وتونس وإسبانيا.
كما يحتفي المهرجان في يوبيله الفضي بالسينما الفلسطينية التي يخصص لها برنامجا خاصا يعرض خلاله باقة من الأفلام الحديثة والقديمة.
وفي قسم “استعادة” يعرض المهرجان سبعة أفلام مغربية توجت بجوائز الدورات السابقة منذ 2004 وحتى 2017.
وقال وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج في الافتتاح “هذا المهرجان يتميز بخصوصيته وطبيعته، يهتم بسينما البحر الأبيض المتوسط، وهو من أهم المهرجانات داخل المملكة المغربية”.
وأضاف “يساهم المهرجان في إعطاء السينما المغربية إشعاعا دوليا من خلال تكريم العديد من السينمائيين المغربيين والعالميين وشخصيات أثرت الثقافة المغربية والإبداع الفني بشكل عام”.
ويكرم المهرجان الممتد حتى 30 مارس الجاوي الممثلة المصرية نيللي كريم والمخرج الإسباني لويس منيارو.