بيت الفن
قال الروائي والناقد المغربي، محمد برادة، إن روايته الجديدة “رسائل من امرأة مختفية” تحمل إلى الجيل الحالي رسائل امرأة عاشت في ستينيات القرن الماضي.
وذكر برادة أن منطلق روايته لم يكن هو الأوضاع الاجتماعية والسياسية، بل إيصال رسائل جاذبية عبد العزيز التي وقعت بين يديه وكانت، بالنسبة له، سابقة لزمانها.
رواية “رسائل من امرأة مختفية” تتضمن، حسب برادة، رسائل امرأة سابقة لزمانها، “كانت تنطق باسم الكثير من النساء في مجتمعنا، وتريد المطابقة في حياتها بين الحلم والواقع، رغم أن التقاليد القرسطوية كانت تحول بينها وبين ما تريد أن تكونه؛ أي أن تكون كاتبة وصحافية”.
ورأى الكاتب المغربي محمد الهرادي أن “زمن الرواية ينطلق مباشرة بعد الاستقلال وعودة برادة من مصر”، وأنها “جزء من سيرته الروائية”، مضيفا أن سردها يمتد لقضايا الاعتقال السياسي وناس الغيوان، وصولا إلى الإحساس اليائس بلا جدوى الإصلاحات بالمغرب.
وذكر المتحدث أن الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية هما جاذبية عبد العزيز وهيمان السبتي، مضيفا أنها “قصة جاذبية وهيمنة؛ فرغم أنها في ظاهرها تبدو قصة حب ولكنها تحكي قصة شاب متخصص في العلوم الاقتصادية والمالية، ويشغل منصبا جيدا، ينتبه إلى صحافية شابة لها نزعة حرياتية، وتستمر جلساتهما، وبعد فترة تختفي جاذبية، ويقابل ذلك زواجه بامرأة من الطبقة الأرستقراطية”.
ويعتقد الهرادي أن المرأة المختفية في هذه الرواية تعكس اختفاء رمزيا، ويرى أن لهذا الاختفاء “طابعا جنسيا، أو سياسيا باختفاء الروح الوطنية الأولى، أو بالشعور بتهالك الجسد وتعبه المزمن واختفاء الرغبات وتراجعها”، مضيفا أن هذا الاختفاء في العنوان ومتن الرواية “ليس اختفاء سيدة كانت صديقة، بل له أبعاد ودلالات أخرى”.
القارئ اللبيب، حسب الهرادي، يتلذذ بكل طبقة من طبقات الرواية السردية، وتغيرات اللغة حسب طبيعة الموضوع المتناول فيها، ويزيد أن رواية برادة “تزاوج بين الواقعي والتخييلي، وكتبت في سن الثمانين”، قبل أن يستدرك بأنه “لا يدعي بسذاجة تطابقا بين الرواة والكاتب”.