بيت الفن
“ذاكرة الحقائب”، هو عنوان الرواية التي أصدرتها حديثا الكاتبة المغربية رشيدة الانصاري الزاكي، عن منشورات “نيوزيس” بفرنسا، في 435 صفحة من القطع المتوسط.
تحمل “ذاكرة الحقائب”، التي طافت على العديد من المنتديات في أوروبا و دول عربية منها تونس، القارئ إلى عوالم شديدة الخصوصية، وتغوص به في تفاصيل أكثر اللحظات حميمية، ممزوجة بشغف الفرح، ومنكسة بسواد الحزن.
بلاغة الرواية من بلاغة تفاصيل السرد اليومي، ومحكيات المعيش الذي تجولت خلاله الكاتبة رشيدة في دروب الحياة، وخبرت مشتقات الحلم على ضفاف سفر طويل.
من متن الرواية نقتطف ”ها أنا بين الأمس واليوم واللاغد!
تأكدت بعد لأيٍ، أنني ضللت الطريق في منعرج شهوتي. كنت أمشي على رأسي، وعمري المقلوب هارب مني كظل خائف، يبحث عن مظلة يتوارى بها من حرقة الشمس داخل حلبة الموت. توقف الزمن حينها، ليتركني على رصيف الهلع، أشيح بوجهي خلف ستائر الغياب، أبكي وحدي، بعيدا عن فضول الراحلين، وثرثرة المتشدقين.
أجنحة مكسورة لطير جريح، كنت أعلمه حرفة النسيان، بعد أن رقص رقصته الأخيرة على ترانيم الوجع الأبدي!
لحن شارد، تعزفه أنامل مبتورة، لم تتمرن بعد على نظام العزف النشاز!
تسيل دموعي على أوتار مقطعة لكمنجة قديمة. تخرج منها نغمات حزينة، تتيه فيها البوصلة لتحط على كتف التاريخ، فيسطرها رواية… من ألف حكاية لماض سحيق!”.