لجنة التحكيم تحجب جائزتها الخاصة وتوصي بالتكوين المستمر
بيت الفن
حصد فيلم “حياة مجاورة للموت” جل جوائز الدورة الرابعة من المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، الذي اختتم ظهر اليوم الأحد 23 دجنبر 2018 بقصر المؤتمرات بالعيون بحضور وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج ومدير المركز السينمائي المغربي صارم الحق الفاسي الفهري.
وتمكن “حياة مجاورة للموت” من حصد 3 جوائز من أصل 5، ويتعلق الأمر بالجائزة الكبرى للمهرجان (50 ألف درهم)، الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، من 20 إلى 23 دجنبر الجاري، وجائزة الإخراج للمخرج لحسن مجيد (30 ألف درهم)، وجائزة المونتاج (20 ألف درهم)، بينما حصل فيلم “زهو الدنيا فشقاها” للمخرجة مليكة ماء العينين على جائزة الموسيقى (30 ألف درهم)، وتم حجب جائزة لجنة التحكيم (40 ألف درهم) التي ترأسها المنتج والمخرج جمال السويسي.
وقال السويسي إن اللجنة ارتأت حجب جائزتها الخاصة لضعف الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، مشيرا إلى أن معظم الأفلام لم ترق إلى مستوى تطلعات اللجنة التي تكونت من حمن ماء العينين (صحافي بإذاعة العيون) وصباح بنداوود (صحافية بإذاعة الرباط) ولبنى اليونسي (المنتجة والمخرجة الفائزة بالجائزة الكبرى في دورة 2017 عن فيلمها “معجزات قسم”) وأسماء اكريميش (منتجة وموزعة).
وأبرز السويسي أن اللجنة أوصت بضرورة التكوين السينمائي للمخرجين المهتمين بالمجال الصحراوي الحساني، مشيدا في الوقت نفسه بحسن تنظيم المهرجان والدعم الذي توليه الدولة للسينما بالأقاليم الصحراوية المغربية.
من جهته أشاد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، بنجاح المهرجان، مذكرا بمبادرات جلالة الملك محمد السادس الرامية الرامية إلى تطوير السينما بالصحراء المغربية.
وأشار الوزير إلى الدعم المخصص لإنتاج الأفلام بلغ 7 ملايير و500 مليون سنتيم برسم سنة 2018، كما تضاعف مبلغ الدعم يار و100 المخصص للتنظيم المهرجانات السينمائية من مليار و100 مليون سنتيم إلى مليارين و300 مليون سنتيم.
يشار إلى أن المخرج لحسن مجيد اختار رفقة كاتب السيناريو عبد الواحد المهتاني في “حياة مجاورة للموت” النفاذ إلى تجربة الأسر والاختطاف الذي مورس على مراحل تاريخية في حق أبناء الأقاليم الجنوبية، من طرف المخابرات الجزائرية وجبهة البوليساريو، مع ما رافق ذلك من قتل واعتقال وأعمال شاقة.
كما تناول المخرج في الشريط الذي تصل مدته إلى 92 دقيقة السياق السياسي لبروز البوليساريو وتحوله من مطلب الاستقلال إلى مطلب الانفصال، مؤكدا بالوثائق والشهادات التي أدلت بها شخصيات عاشت المرحلة أن خلق مشروع دويلة تكون عاصمتها تندوف يعود إلى مخطط فرنسي تبلور في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، ثم تبنته الجزائر بتنسيق مع إسبانيا في سنة 1967 ..
والجدير بالذكر أن البرنامج العام لهذه الدورة، المنظمة بتنسيق مع نادي منتجي ومهنيي السمعي البصري والسينما وجهة وولاية العيون الساقية الحمراء والجماعة الحضرية للعيون، تضمن مسابقة للأفلام الوثائقية المرتبطة بتيمة المهرجان وندوتين: الأولى من تنظيم الجمعية المغربية لنقاد السينما حول “الفضاء الصحراوي في السينما” والثانية من تنظيم نادي منتجي ومهنيي السمعي البصري والسينما حول “دور الإنتاج السينمائي والسمعي البصري في الدفاع عن قضية وحدتنا الترابية”.
وتتبارت على جوائز المسابقة، الرسمية سبعة أفلام هي”مرحبا بك في الجحيم” (90 د) لفريد الركراكي، “الصناعة التقليدية في المغرب” (52 د) لقويدر بناني (مدير سابق للمركز السينمائي المغربي)، “حياة مجاورة للموت” (92 د) للحسن مجيد، “حكايات من ماء ورمال” (52 د) لعلي الطاهري، “زهو الدنيا فشكاها” (62 د) لمليكة ماء العينين، “أصداء الصحراء” (96 د) لرشيد قاسمي، “إنسان الصحراء ما قبل التاريخ” (40 د) لرشيد زكي.