وديع سعادة

تتويج الشاعر اللبناني وديع سعادة بجائزة الأركانة العالمية للشعر 

وصفته لجنة تحكيم الدورة الـ13بـ “شاعر الغياب الذي انكسرت في يده زجاجة العالم”

بيت الفن

قررت لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي يمنحها بيت الشعر بالمغرب بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال، قطاع الثقافة، تتويج الشاعر اللبناني وديع سعادة بالجائزة في نسختها الـ13.

وأفاد المشرفون على بيت الشعر في المغرب أن لجنة تحكيم جائزة الأركانة التي ترأسها الناقد المغربي عبد الرحمان طنكول وتشكلت من الناقد خالد بلقاسم، والشعراء رشيد المومني، نجيب خداري، مراد القادري، رشيد خالص، وحسن نجمي الأمين العام لجائزة الأركانة العالمية للشعر، قررت خلال اجتماعها، في مدينة الرباط، منح جائزة الأركانة العالمية للشعر لسنة 2018 في دورتها الثالثة عشرة، إلى الشاعر اللبناني وديع سعادة، نظير تقديمه، طيلة نصف قرن، منجزا شعريا متفردا أسهم، بجماليته العالية، في إحداث انعطافة في مسار قصيدة النثر العربية وفتحها على أفق كوني يحتفي بالشخصي والإنساني والحياتي.

وأشاروا إلى أن جائزة الأركانة العالمية للشعر تبلغ القيمة المادية للجائزة اثني عشر ألف دولار أمريكي، وتمنح مصحوبة بدرع الجائزة وشهادتها إلى الشاعر الفائز في حفل ثقافي كبير، ينعقد يوم الأربعاء 6 فبراير 2019 بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، علاوة على إحياء الشاعر المتوج لأمسية شعرية يوم السبت 9 فبراير 2019 ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء.

ووصفت لجنة تحكيم الجائزة التجربة الشعرية للمبدع وديع سعادة ب “مزيج مكثف، مدهش، من البلاغة الرومنطيقية المتأخرة، ومن الفانتازيا، ومن الشذرية، ومن السردي والسير ذاتي، يقطر وديع سعادة نصوصَه بلغة شديدة الصفاء، محاولا إعادة تركيب الحياة، ممجدا الغياب والعابرين، في قلق وجودي عميق، آسر، يضيء العدَم و يعانقه، ويؤنسن الطبيعة والأشياء”.

وأبرزت أن الشاعر وديع سعادة هو الذي أعلن مبكرا، في مجموعته الأولى “ليس للمساء إخوة” انكسار زجاجة العالم في يَده، دأبَ على بناء عوالمه، وشروخ ذاته، داخل الهشاشة، والحلم، والوهم، والنبرة الخافتة، والحكمة، والجنون، وضجيج الصمت، وحَطب الذكرى، ملاحقا الأثر الذي يذوب و يزول.

وهو الذي انتمى إلى عديد الأمكنة، و إلى اللامكان، ليكتبَ أسطورة المَنافي ويمحوها، ليكتب أسرار الماء والغابة، ليتذكر الشجر و الحَجر و الريحَ و الذئب الذي يطارد الخروف في قلب الشاعر.

قصيدته انفلتت، باكرا أيضا، من إسَار عمود الشعر، لتلامس رحَابة الشعر في نثر الحياة و تَحررها و تمردها. و تعلم أن ماءَ الشعر لن ينساب في أعطاف القصيدة إلا حين يقول ذاتَه. وهكذا كانت سيرته هي شعره، لاشيء خارجَها، حيث يرتَطم الشعر، دوما، بالشاعر، في جدل حميم، تتعدد  ألوانه و ظلاله وأضواؤه، وتتحول، و تتباعد لتتلاحم و تتناغم أكثر فأكثر… فتصير نبعا، منه تنبجس قطرة الشعر وإليه تعود.

يشار إلى أن ولد الشاعر وديع سعادة، يوم 6 يوليوز1948 في قرية شبطين، شمال لبنان. عمل في الصحافة العربية في بيروت ولندن وباريس وأثينا ونيقوسيا، قبل أن يهاجر مع أسرته إلى أستراليا أواخر عام 1988. ومازال يمارس الصحافة في العاصمة الأسترالية سيدني، ويكتب في عدد من صحف ومجلات الوطن العربي.

ونال الشاعر وديع سعادة، سنة 2011، جائزة ماكس جاكوب الفرنسية الشهيرة عن الأنطولوجيا التي أعدها له وترجم نصوصها أنطوان جوكي، وصدرت عن دار “أكت سيد” الباريسية ( سلسلة “سندباد”) بعنوان “نص الغياب وقصائد أخرى” وضمت مختارات من مجاميع وديع سعادة الشعرية بمقدمة للشاعر صلاح ستيتية.

من إصدارات الشاعر:

ليس للمساء أخوة – 1981

المياه المياه – 1983

رجل في هواء مستعمل يقعد ويفكر في الحيوانات – 1985

مقعد راكب غادر الباص – 1987

بسبب غيمة على الأرجح – 1992

محاولة وصل ضفتين بصوت – 1997

نص الغياب – 1999

غبار – 2001

رتق الهواء – 2006

تركيب آخر لحياة وديع سعادة – 2006

الأعمال الشعرية الكاملة (عن “دار النهضة العربية”) – 2008

من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟ – 2011

قل للعابر أن يعود، نسيَ هنا ظلَه – 2012.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان مراكش العالمي للشعر

مراكش تستقبل شعراء من 15دولة في مهرجانها العالمي للشعر

المهرجان يتيح لضيوفِه “طواف روحي” للتعرف على جانبٍ من الهوية الروحية لمدينة مراكش من خلال …