بيت الفن
تحتضن الكنيسة البرتغالية بالجديدة، مساء الخميس 13 دجنبر الجاري لقاء فنيا وفكريا ينشطه الباحث في الجماليات موليم العروسي ويتمحور حول عرض ومناقشة فيلم “موشومة” من إخراج لحسن زينون.
يقوم فيلم “موشومة”، حسب مخرجه لحسن زينون، على فكرة أساسية تتمثل في الذاكرة، التي تكاد تمحي من المجتمع المغربي، خاصة تلك القائمة على الثقافة الشفوية، مشيرا إلى أن الفيلم يطرح، من خلال الذاكرة، قضايا عديدة تتمثل في ازدواجية الشخصية، والعلاقة بالجسد، والجمال، والسلطة، والهوية بشكل عام.
وأضاف زينون، أنه اختار “مريريدة نايت عتيق”، الشاعرة الأمازيغية الداعرة، والمغنية الثائرة، التي تنشد الشعر في السوق أمام الرجال سافرة بجرأة وأناقة وغواية، والتي اكتشفها وكتب عنها الطبيب الفرنسي والشاعر الرومانسي، روني أولوج، وأصدر كتابها الشعري” الأغاني الأمازيغية” سنة 1920 قبل أن يلتفت إليها قلة من المغاربة، كخلفية لفيلمه الجديد، لأن تلك الشخصية هناك من أنكر وجودها واعتبرها من صنع خيال الكاتب الفرنسي فحسب، ولم يكن لها أصلا وجود، وهو ما يدل على المشكل الحقيقي للمغاربة مع ذاكرتهم، التي يمكن أن تمحي بسرعة البرق. وأشار إلى أنه اشتغل على الوشم وبحث في دلالاته المتعددة، وقال إنه يوضع على جسد المرأة إما لحماية جمالها، أو الحيلولة دون فقدها للأطفال، أو وقايتها من الأمراض، وهذا كله يدل على ثقافة معينة يمكن الوقوف عليها من خلال أشكال ورسومات مختلفة، مازال البعض منها مستمرا إلى غاية الآن، رغم محاولات الطمس، التي تتعرض لها.
ينطلق فيلم “موشومة”، بجريمة قتل، ذهبت ضحيتها امرأة موشومة، وجدت مرمية في بيتها، بعدما تعرضت لعملية إخفاء الوشم من بطنها بماء النار، “الماء القاطع”، تعرف عليها زوجها الأنثروبولوجي، الذي كان يحاضر في كندا. ومع هذه الجريمة تنطلق خيوط البحث عن القاتل، وعن الوشم، أيضا، وعن واضعه، وبشكل عام عن الذاكرة.
عموما يقوم الفيلم على فكرة أساسية وجوهرية هي الذاكرة، ولأنه يضعنا أمام ذواتنا، وحقائقنا المخجلة، لذلك اعتمد زينون، على الجرأة في إظهار الجمال والقبح”.
يشارك في فيلم “موشومة”، الذي اشترك في كتابة السيناريو الخاص به المخرج لحسن زينون، والناقد السينمائي الراحل محمد سكري، كل من الممثلين: إسماعيل أبو القناطر، وفاطيم العياشي، وعبد اللطيف شوقي، وعبد الكبير الشدادي، ومحمد الشوبي، وراوية، وعمر السيد، وجيهان كمال، والطفل حاتم عبده.