بيت الفن
أكدت وكالات أنباء إيطالية وعالمية خبر وفاة المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي صباح اليوم الإثنين 26 نونبر 2018 في روما عن عمر ناهز 77 عاما، تاركا خلفه إرثا سينمائيا ثريا.
وكان المخرج الراحل، الذي رأى النور يوم 16 مارس 1941، مصنفا في مراتب عمالقة الفن السابع، حيت نال جائزة فخرية في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي لعام 2011، وفاز فيلمه “الإمبراطور الأخير”، بتسع جوائز أوسكار عام 1988، من بينها جائزة أفضل صورة وأفضل إخراج.
إلا أن الفيلم الأكثر شهرة لبيرتولوتشي، هو فيلم “التانغو الأخير في باريس”، الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في عام 1972.
بعد عرضه في مهرجان نيويورك السينمائي عام 1972 كتبت بولين كيل، الناقدة الأمريكية الأكثر شهرة وتأثيرا حتى وفاتها عام 2001، تقول “يجب أن يحفر هذا التاريخ في ذاكرة السينما”، وقارنت كيل بين عرض الفيلم، وبين افتتاح باليه “حفلا لربيع” لسترافنسكي في نيويورك الذي أعتبر أحد أهم أحداث القرن العشرين الفنية، ووصفت فيلم برتولوتشي بأنه “أكثر الأفلام الإيروتيكية قوة”.
في “التاغو الأخيرة في باريس” يسعى بول (مارلون براندو) إلى خلق عالمه الخاص المعزول تماما عن العالم الخارجي من خلال الإغراق في الجنس، وهو ينكر هويته الاجتماعية، كما يرفض الانتساب العائلي برفضه الأسماء، ويتعامل فقط من خلال الواقع الرمزي المجرد: الأنا والآخر، ويتطلع الى تحديد شكل العلاقة بين الدولة والبطريرك الأب والعائلة والفرد. وموته في النهاية ما هو سوى تتويج لمحاولته الدائمة الانتحار عن طريق الافراط في الجنس.
يقترب برتولوتشي في “التانغو الأخير” من روح الأوبرا، فالخط الدرامي الروائي يتم توظيفه لخدمة الموسيقى والدفع بها الى الأمام، تماما كما في الأوبرا. وفضلا عن ذلك يمتلئ الفيلم بمشاهد تشبه الألحان الثنائية في الأوبرا التي يؤديها شخصان كما في مشهد الحوار بين بول وجيني، وبول وأم زوجته، ويعتبر مونولوغ بول أمام جثة زوجته، من أعظم “الألحان” في السينما المعاصرة.