بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بيت الفن
ضمن فعاليات الأيام الثقافية للداخلة 2017 “دورة الدكتور محمد عابد الجابري”، احتضنت قاعة دار الثقافة “الولاء” بالداخلة، أخيرا، ندوة علمية حول فكر الراحل محمد عابد الجابري، ومشروعه النهضوي، الذي حمله على عاتقه طيلة نصف قرن من الزمان.
وأجمع المتدخلون في الندوة على أن الجابري تعامل مع التراث بوصفه قوة حاضرة لم تخرج من حيثيات الحراك الإنساني الحاضر، وحضور التراث في الذاكرة العربية الجمعية يعني أن الإسلام لا يزال يلعب دور المحرك للتاريخ العربي، في مختلف لحظاته وتجلياته وتقلباته في مختلف الميادين.
وأبرزوا أن تناول التراث كان محور اشتغاله الفكري، ونقده للعقل أيضا، فإلصاق المحدد العربي لهذا العقل عنده، يشي بأن العقل المدروس هو عقل يتعين بالتجربة العربية، تفكيرا ولغة وقواعدا وسواها، مؤكدين على أن همه كان يتحدد في نقد المعنى وفحصه بغية تصنيفه.
وشددوا على أن الجابري سعى إلى الكشف عن جذور التراث العربي الإسلامي عبر الحفر في طبقاته المتراكمة، وعن آلية اشتغال العقل الذي أنتج هذا التراث، وحاول، اعتمادا على المنهج النقدي، تحديد مواضع الخلل في التعاطي مع هذا التراث، وتبيان مكامن القوة والإبداع فيه، مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الزمني بين الماضي والحاضر.
وأوضحوا أن الجابري حاول تغيير الفكر العربي من خلال رؤيته الطليعية الحداثية متعددة التيارات الفكرية، من منظور علمي واقعي يوفق بين التراث والحداثة، وعقلنة الممارسة السياسية وجعل الديمقراطية السياسية خالصة.
وأكدوا أن الجابري كان دائم الاستحضار لقضية الهوية، إما بشكل مباشر أو بشكل ضمني، وإما بتسميتها بأسماء أخرى يصعب فهمها ما لم يتم استحضار الهوية ذاتها، مشيرين من جهة أخرى، إلى أن للجابري اهتمامات متعددة في مجال التربية، وله كتب متعددة في هذا الميدان، وله مجهودات في ترجمة المقررات الدراسية لمادة الفلسفة في المرحلتين الجامعية والثانوية.
من جهة أخرى، قال البخاري المامون، المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة الداخلة وادي الذهب، أن المديرية الجهوية للثقافة تسعى من خلال تنظيمها لهذه الأيام الثقافية ترسيخ موعد ثقافي سنوي بالداخلة يعنى بالنهوض بالمشهد الثقافي، بهدف الإسهام في إبراز الثقافة المحلية وإشعاعها على المستوى الوطني والقاري.
وأضاف المدير الجهوي، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الحالية تقارب فكر الدكتور محمد عابد الجابري، كما تسلط الضـوء على الشأن الثقافي المحلي من خلال تدارس مجموعة من المحاور التي تلامس المكونات الثقافية بالجهة وسبل حمايتها وآليات تثمينها.
وأشار الماموني، إلى أن فعاليات الأيام الثقافية تنفتح على الأطياف المختلفة للثقافة عن طريق معارض فنية وتشكيلية بمختلف الأروقة التابعة لمديرية الثقافة بالداخلة، فضلا عن أمسيات ثقافية فنية بحضور الموسيقى الحسانية وقراءات شعرية وكذا الأمداح النبوية.
يذكر أن برنامج هذه الدورة يشهد تنظيم ندوة ثانية، تلامس الشأن الثقافي المحلي من خلال أربعة مواضيع، “بنية مجتمع الصحراء المغربية”، و”ملامح من التراث الثقافي المادي لما قبل التاريخ بمنطقة تيرس.. بين سبل الحماية وآليات التثمين”، و”التراث المغمور ورهان التنمية الجهوية”، و”حماية وتثمين التراث الثقافي أي دور للجان الجهوية لحقوق الانسان”.
كما تشهد فعاليات هذا الملتقى الثقافي، تنظيم معرض تشكيلي طيلة الايام الثقافية ببهو دار الثقافة الولاء، وحفل موسيقي تتخلله قراءات شعرية وأمداح نبوية.
