الميزانية العالمية لإنتاج الأفلام الروائية تقدر بأكثر من 30 مليار أورو ويتوخى المغرب الاستفادة من حصة 0.40 في المائة من هذا السوق بحلول 2020 بدل نسبة 0.13 في المائة المحققة سنة 2017
بيت الفن
احتفل المركز السينمائي المغربي، أمس الاثنين باليوم الوطني للسينما، بتنظيم مائدة مستديرة حملت عنوان “100 سنة من الإنتاج السينمائي الأجنبي بالمغرب، الحصيلة والآفاق”، سيرها الإعلامي محمد العروسي، وشارك فيها مدير المركز السينمائي المغربي محمد صارم الحق الفاسي الفهري، و4 من المشتغلين في مجال الإنتاج الأجنبي في المغرب ويتعلق الأمر بسعاد المريقي، وكريم الدباغ، وخليل لكماني وفرنتز ريشارد.
وأجمع المتدخلون على أن قطاع السينما أضحى في السياق الاقتصادي الجديد تطبعه العولمة من بين أقطاب التنافس الدولي لجلب الاستثمار الأجنبي، بالنظر لما يتيحه من فرص تتجلى في إحداث مناصب للشغل والترويج لصورة البلد سياحيا، فضلا عن إضفاء الطابع المهني على الموارد البشرية والتقنية للقطاع.
وأشار المتدخلون إلى أن المغرب يستقطب المنتجين الأجانب لتصوير أعمالهم به، بفضل عوامل الجذب الطبيعية (الضوء، تنوع التضاريس، والقرب من أوروبا…)، إضافة إلى أسباب فنية يفرضها مضمون السيناريو، حيث أن بعض مشاهد التصوير لا يمكن تصويرها بمكان آخر غير المغرب.
كما أبرز المتدخلون أن هاجس خفض تكاليف الإنتاج يبقى العامل الأهم للمنتجين الأجانب، الذين يستفيدون منذ سنة 1997 من الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على السلع والخدمات المنجزة بالمغرب، كما يستفيدون من دعم خاص تصل قيمته إلى 20 في المائة من القيمة الإنتاجية للفيلم.
ورغم ما تحقق من مكاسب في هذا المجال، فإن المغرب مازال يسعى، حسب المتدخلين، إلى تحقيق الأفضل، خصوصا أن الميزانية العالمية لإنتاج الأفلام الروائية تقدر بأكثر من 30 مليار أورو، ويتوخى المغرب الاستفادة من حصة 0.40 في المائة من هذا السوق بحلول 2020، بدل نسبة 0.13 في المائة المحققة سنة 2017.
يشار إلى أن سنة 1919 شكلت الانطلاقة الحقيقية لتصوير الأفلام الأجنبية بالمغرب، حيث صور الفرنسيان بنشون وكانتان أول فيلم روائي طويل بين طنجة ومراكش بعنوان “مكتوب”.
ومنذ سنة 1922 تزايد عدد الأعمال السينمائية الأجنبية المصورة بالمغرب، حيث تم تصوير 3 أفلام طويلة هي “دم الله” و”إنشاء الله”، و”الرجال الجدد”، ومنذ ذلك التاريخ أصبح المغرب قبلة لتصوير مئات الأفلام الأوربية والأمريكية، وشكلت مدينة ورزازات الواقعة على أبواب الصحراء منذ فترة طويلة وجهة معروفة للإنتاجات الضخمة بفضل انتشار الاستوديوهات السينمائية فيها.