السينما والأدب

المصباحي: معظم السينمائيين يجهلون الأدب

بيت الفن

قال الروائي حسونة المصباحي، خلال لقاء حول السينما والأدب استضافه منتدى القصاصين في اتحاد الكتاب التونسيين، إنه استفاد كثيرا من السينما التي عشقها في أرياف القيروان عندما كان يشاهد أفلاما على الجدران زمن اهتمام الدولة الوطنية بالتأسيس ونشر الثقافة رغم غياب الإمكانيات المالية والتقنية.

واعتبر أن السينما كانت الباب الذي فتح عينيه على روائع من الأدب العالمي والعربي مثل أعمال نجيب محفوظ واعتبر أن الحالة التونسية فريدة ولا نظير لها في أي بلد في العالم، إذ لا توجد أي علاقة بين السينما والأدب، إذا استثنينا بعض التجارب في بدايات السينما التونسية مثل فيلم “وغدا” لأبراهيم باباي أو “حبك درباني” أو “خليفة الأقرع” فالسينمائيون يجهلون الأدب التونسي ولا يتعاملون مع الكتّاب في كتابة السيناريو، رغم أن الروائي هو الأقدر على كتابة الروائية لكن ما نجده في تونس هو العكس تماما خلافا للتجارب العالمية، مثل هنري ميلر وهمنغواي ونجيب محفوظ وغيرهم وفسر المصباحي تجاهل السينمائيين للأدب التونسي بجهلهم وانعدام الرغبة في المعرفة ولاعتبارات مالية أيضا إذ أنهم يرغبون في الغنيمة المالية وليس في الإبداع.

وتحدث المصباحي عن المشروع السينمائي الذي يعده الآن مع المخرج والمنتج فتحي الدغري عن زمن مصطفى بن اسماعيل الذي تسلل للحكم ونجح في تقديم البلاد إلى الاستعمار الفرنسي لينتهي بعد دخول الاستعمار إلى تونس مشردا في تركيا واعتبر المصباحي أن الطبقة السياسية الجديدة تشبه مصطفى بن إسماعيل، إذ لا تعنيها سيادة تونس ولا مستقبل شعبها، بل أكثر ما يمكن من الغنائم وتشغيل الأقارب والأصهار والأصدقاء، وهو ما يفسر انحدار البلاد وتراجعها في كل الميادين والقطاعات، ورغم كل المؤشرات التي تقدّمها الجهات المختصة مازال السياسيون يتحدّثون عن الثورة التي دمّرت البلاد حسب تعبيره.

المصباحي قال إنه كروائي مسكون بأوجاع شعبه وبلاده، ولا يمكن أن يصمت أمام العبث الذي يراه بمستقبل تونس من طبقة سياسية جاهلة وغير وطنية لذلك اختزل أوجاع البلاد في شخصية مصطفى بن إسماعيل لأن التاريخ يعيد نفسه اليوم.

وأكد المصباحي أنه استفاد كثيرا من عمله مع المخرج فتحي الدغري، الذي فتح عينيه على الكثير من تقنيات الكتابة السينمائية التي كان يجهلها وقد وجد لديه الكثير من الإلمام بتقنية كتابة السيناريو وهو ما يحتاجه أي كاتب.

شهادة المصباحي أثارت بعض التعقيبات إذ اعتبر الشاعر محمد الهاشمي أن هناك تهميشا ممنهجا للكاتب التونسي، الذي يعاني الإقصاء فهو غير معترف به تقريبا قياسا بما تحظى به السينما والموسيقى والمسرح من دعم، أما المسرحي حمادي المزي فاعتبر أن السينما في تونس تحولت في السنوات الأخرى إلى مشاريع عائلية تنفق عليها الدولة، إذ نجد في نفس الفيلم المخرج وزوجته وأولاده وأحفاده أحيانا أو أشقاءه دون اعتبار الكفاءة والإبداع لاعتبارات مالية بحتة وهو ما لم يكن يفعله رواد السينما التونسية، وفي الاتجاه نفسه طالب فتحي الدغري بمراجعة معايير الدعم السينمائي، مؤكدا أن فيها الكثير من شبهات الفساد.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

غيثة الخياط

المهرجان الوطني للفيلم يناقش مستقبل الدعم السينمائي

لا ينبغي أن يكون دعم الدولة لقطاع السينما بالمال فقط لأن هذا يفسح المجال أمام …