صوفيا

المرأة (بطلة وضحية) في 3 أفلام مغربية

“صوفيا” “بلا موطن” و”العزيزة”

بيت الفن

افتتح الفيلم المغربي “بلا موطن” للمخرجة نرجس النجار فعاليات الدورة الـ29 من أيام قرطاج السينمائية التي تختتم مساء اليوم  السبت بتونس. كما شارك المغرب بفيلمين في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، هما “صوفيا” لمريم بن مبارك و”العزيزة” لمحسن البصري، وثلاثتهم قدموا المرأة بطلة وضحية في الآن ذاته.

وتتجلى البطولة النسائية، حسب الناقد والكاتب التونسي صابر بن عمر، منذ البداية من خلال عنوانين مختارين لمخرجيهما، فالأول حمل عنوان “صوفيا” للمخرجة المغربية-الفرنسية مريم بن مبارك، كما منح المخرج محسن البصري فيلمه “العزيزة” عنوانا أنثويا، سواء كان اسما أو رمزا، الذي يندرج ضمن أفلام السيرة الذاتية، حيث اختار البصري طرح قصة حياة والدته لتكون موضوعا لفيلمه.

وحسب البصري، فإن الفيلم بمثابة تكريم لوالدته التي ضحت بكل شيء من أجله، مشيرا إلى أنه بمثابة هدية للسيدة التي أنجبته وساعدته ودعمته حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم.

ويروي فيلم “العزيزة” لمخرجه محسن البصري قصة “لعزيزة” التي يهجرها زوجها، دون أسباب، وهي حامل في شهرها السابع، لتلد بمنزل شقيقها وتعيش فيه مع ابنها “إحسان”.

وبعد عدة سنوات، وعندما يحين موعد التحاق وحيدها بالمدرسة، يبدي والده رغبة في استعادته، وعلى العكس من رفض أشقائها، تقرر لعزيزة أن تأخذ ابنها إلى عتبة البيت الذي كان مغلقا في وجهها يوما من الأيام، وبرأسها تدور فكرة واحدة، هي أن مستقبل إحسان فوق أي شيء.

أما فيلم “صوفيا”، الذي قامت مريم بن مبارك بتصويره في الدار البيضاء أواخر سنة 2017، فيروي قصة فتاة ميسورة الحال اسمها “صوفيا” تضع مولودتها نتيجة علاقة خارج إطار الزواج، لتجد نفسها مضطرة إلى إحضار الأب للمستشفى أو مواجهة السجن وفق القانون، ومن هناك تنطلق الفتاة ذات الـ20 عاما برفقة إحدى قريباتها في رحلة ليلية بمدينة الدار البيضاء بحثا عن الأب المفترض للطفلة، أو بالأحرى من أجل عدم الكشف عن الأب الحقيقي لمولودتها، رجل الأعمال الذي أوقعها في المحظور، فتعقد صفقة مع شاب من الطبقة الفقيرة “عمر” للتستر على حملها وإنجابها.

في كلا الفيلمين، ورغم اختلاف القصتين، أتت المرأة بطلة وضحية في “صوفيا” التي تقودها الأقدار للوقوع في براثن رجل مُستهتر، فتجد نفسها في دوامة أخلاقية وقانونية من أجل إسناد لقب وهوية لمولودتها، فتبحث عن ضحية، وهي الضحية، كي تنجو من مصير مجهول.

وإن بدت صوفيا مشاركة وفاعلة في ما آلت إليه، ولو من خلال سكوتها وخنوعها، في فيلم مريم بن مبارك، فالأم في فيلم محسن البصري، بدت ضحية خيارات زوج يُغادر متى يشاء ويعود متى يُريد، ليمارس أنانيته الذكورية إلى أقصاها غير عابئ بعواطف زوجة ثم أمّ قدّمت الغالي والنفيس من أجل زوجها أولا فطفلها ثانيا، لتتوالى تضحياتها لصالح ابنها دائما.

التيمة ذاتها قدمها فيلم “بلا موطن” للمخرجة نرجس النجار الذي افتتح الدورة 29 لأيام قرطاج السينمائية بمدينة الثقافة في تونس العاصمة.

ويلقي الفيلم، على مدى 114 دقيقة، الضوء على قضية المغاربة الذين تم طردهم من الجزائر سنة 1975، من خلال تتبع قصة فتاة تم طردها وعمرها لا يتجاوز 12 سنة مع والدها إلى المغرب، فيما أرغمت أمها على البقاء في الجزائر، لتعيش الفتاة مأساة إنسانية كبيرة بسبب فراقها لأمها.

وللمرة الثالثة تكون المرأة بطلة وضحية في الأفلام المغربية الثلاثة المُشاركة في دورة مهرجان قرطاج السينمائي لهذا العام.

وللمرة الثالثة تكون المرأة بطلة وضحية في الأفلام المغربية الثلاثة المُشاركة في دورة مهرجان قرطاج السينمائي لهذا العام، ما يعني، حسب الكاتب التونسي صابر بن عمر،  أن “نصف مجتمعنا العربي لا يزال مريضا، على اعتبار أن المرأة هي نصف المجتمع، ومُلهمة نصفه الثاني، كما يوصفها علماء الاجتماع، فمتى شُفيت من عللها، برأ المجتمع كله، ومتى تعاظمت مآسيها، تصّدع المجتمع بأسره”.

وبذلك، يضيف بن عمر “ربما، تستعرض الأفلام الثلاثة، قراءة مُبطنة لحالة التردي العام الذي باتت تعيشها بعض مجتمعاتنا العربية في ظل عدم تمكين المرأة من أبسط حقوقها في الحب والأمومة والانتماء لأوطان تعيش شتاتها من الداخل”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

عزالدين كريران يرأس لجنة التحكيم الرسمية لمهرجان بانغي السينمائي

يرأس مدير المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة عز الدين كريران لجنة تحكيم الدورة الخامسة لمهرجان …