عبد الإله الجوهري
تكريم الفنانة المغربية راوية بمهرجان الإسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط، في دورته 34، جاء بطعم المحبة والاعتراف، طعم العطاء الحق لإمرأة مختلفة إبداعيا و إنسانيا، مبدعة راكمت تجربة فنية متميزة بعشرات الأفلام التلفزية والسينمائية، أفلام بأدوار متباينة من حيث مرجعياتها وخلفياتها الإنسانية الإجتماعية، لكنها وفي كل حالاتها عميقة في تشخيصها، تشخيص ينتصر للعب القائم على الدواخل، على التوحد مع المشاعر، على وضع حد للواقع المباشر، وهروب نحو الأعالي.
أن تمثل راوية يعني أن تدخل وتدخلك في حالة نفسية خاصة، حالة من الوجد والتيهان، القائم على العرفان، في عوالم الله الشاسعة من الأحاسيس، الأحاسيس الغارقة في الجذبة والإنقطاع عن العالم الخارجي المغلف بالكذب والبهتان.
أن تمثل راوية يعني أن تلبس عباءة المتصوفة، وتغرق في عوالم الأذكار والرقص على موسيقى الزار، والتلبس برهبة الخشوع والخضوع لما تمليه الروح و يوجهه القلب الناصع البياض.
خلال الندوة الصحفية التي أقيمت على هامش التكريم، وكان لي شرف تسييرها، سألها المخرج المصري هاني لاشين بشكل مباشر: “ما الحالة التي تتلبسك وأنت تقفين أمام الكاميرا لحظة التصوير؟. أجابته بقليل من التفكير وكثير من التلقائية الصادقة: “ما بين حركة و قطع، بالنسبة لي حركة قدسية، أعيش خلالها جذبة روحية، لحظة يصعب علي وصفها أو تحديد ملامحها الإبداعية”.
تحية للمتصوفة راوية، الفنانة العاشقة لما تصنع في الحياة والفن، وشكرا لمهرجان الإسكندرية على التكريم و الإحتفاء بوجهنا المغربي الجميل.