بفضل دعم الأعمال السينمائية الأجنبية
بيت الفن
فضلا عن تنوع المشاهد الطبيعية والتاريخية، والطقس المعتدل على مدار فصول العام، ساهم القرار، الذي اتخذته الحكومة بدعم الأعمال السينمائية الأجنبية، بتخفيضات قيمتها 20 في المائة، للأفلام التي يتم تصويرها في المغرب في انتعاش موارد المدن المغربية جراء إقبال صناع السينما العالمية عليها للاستفادة من الامتيازات الجديدة.
واعتبرت الجريدة الأمريكية “Variety” المتخصصة في رصد ومواكبة حركية المشهد السينمائي العالمي، أن وتيرة إقبال المخرجين العالميين على التصوير بالمواقع الطبيعية التي يتوفر عليها المغرب، إلى جانب استوديوهات مدينة ورزازات، ستشهد ارتفاعا خلال السنوات المقبلة، خاصة مع الدعم الذي خصصه المغرب للإنتاجات الأجنبية.
ويقبل كبار المخرجين على تصوير أعمالهم بالمغرب بفضل المساهمة الفعالة لكافة مؤسسات الدولة الرسمية بما فيها القوات المسلحة الملكية، سلاح الجو الملكي، البحرية الملكية، رجال الدرك الملكي و الأمن الوطني، وكذلك تسهيل عملية الاستيراد المؤقت للأسلحة و الذخيرة اللازمة لتصوير الأفلام، والتخفيضات التي تمنحها الخطوط الملكية المغربية للنقل الجوي للأشخاص و المعدات، والتسعيرة الرمزية من أجل تصوير المواقع و المعالم التاريخية، والإعفاء الضريبي على كافة المقتنيات و الخدمات المحصل عليها في المغرب، وتسهيل عملية التعشير خلال استيراد أو تصدير معدات التصوير، وإحداث أقسام في المركز السينمائي المغربي من أجل تسهيل الإجراءات و التواصل مع الإدارات و السلطات المعنية بالتصوير.
لقد ساهمت جميع هذه المعطيات في جعل السينما العالمية تختار المغرب كوجهة من أجل تنفيذ إنتاجاتها، ما يساهم دون شك في تنمية القطاع السينمائي وكذا الاقتصاد الوطني.
من أجل ازدهار هذا القطاع الحيوي، قام العديد من المستثمرين المغاربة والأجانب بإنشاء استوديوهات مجهزة بشكل تام للتصوير في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، ستوديو كان زمان، ستوديو سينيدينا، ستوديو إستر أوندروميدا، ستوديو كلا)، وقد قام جلالة الملك محمد السادس بتدشين ستوديو “سينيسيتا” سنة 2005 بمدينة وارزازات.
ومن أكبر عوامل الجذب التي يتمتع بها المغرب هي تنوع مناظره الطبيعية. الجبال المكسوة بالثلوج أو الصحاري المفروشة بالرمال، قصور ألف ليلة وليلة أو البنايات العصرية، القصبات أو الفيلات الكاليفورنية، المطارات العصرية وقرى الصيادين، والطرق السيارة ومدارج هبوط الطائرات في قلب الصحراء..
وكان مارتن سكورسيزي صور التيبت وساحة تيان أن مان في المغرب (كوندون)، ووجد كذلك الديكور الملائم لتصوير (الإغواء الأخير للسيد المسيح).
أما بالنسبة لكلينت إستوود، فقد صور الفلوجة (القناص الأمريكي)، و ريدلي سكوت الصومال (سقوط الصقر الأسود)، وكذلك روما القديمة في (المصارع). جون هيوستن بدوره صور كافيريستان، وهي منطقة خيالية في أفغانستان في (الرجل الذي أراد أن يكون ملكا). “كوبي” بروكولي صور أفغانستان كذلك في (جيمس بوند القتل ليس لعبة). و منذ بداية سنة 2000، فإن الإناتجات التي صورت أفغانستان في المغرب لا تعد ولا تحصى. أما فيما يخص مصر، فنجدها في فيلم “مهمة كليوباترا” لألان شاباط، أو “نزهة عند أوزيريس” لنينا كومبانيز، وكذلك في حملة نابوليون على مصر في (نابوليون لإيف سيمونو أو نابوليون و جوزيفين – قصة حب التي أنتجتها وارنر بروس). و حتى المملكة الخيالية لويستيروس في (صراع العروش) تم تصويرها بالمغرب.
كما تم تصوير الجزء الخامس لفيلم (مهمة مستحيلة) سنة 2014 في مراكش، وكذالك الجزء 24 من سلسلة أفلام جيمس بوند، الذي شهد تنفيذ عملية أكبر تفجير في ناريخ السينما.