شريط روائي طويل يحتفي بجمال الصحراء ورمالها وكثبانها
بيت الفن
تشرع القاعات السينمائية المغربية أبتداءا من يوم غد 8 غشت 2018 في عرض الفيلم المغربي الجديد “كلام الصحرا” من إخراج داود اولاد السيد، وبطولة نور الدين سعدان، وأحمد الشحيمة، والممثلتين وسيلة صابحي وهاجر الشركي.
في فيلمه الجديد يعود اولاد السيد إلى فضاء الصحراء، الذي استهواه في أفلام سابقة مثل “طرفاية باب البحر”، كوجهة لأبطاله الثلاثة، “مولود” (نورالدين سعدان) الشاب، الذي ترعرع في ميتم، ويقرر البحث عن أبيه في الصحراء عبر رحلة تنطلق من مراكش، لعله يكشف لغز إيداعه في دار للأيتام، وتخلي أسرته عنه، التي يجهل عنها كل شيء، بطريقة غير مفهومة منذ الولادة، و”حمّادي” (أحمد الشحيمة) الشيخ، الصحراوي، الذي ينتظر عودة ابنه الوحيد، وزينب الشابة التي تبحث في التراث الشفاهي للصحراء.
وحسب، الناقد السينمائي محمد اشويكة، فإن الفيلم يستند إلى حكاية مطروقة في الحكي الأدبي والفيلمي، تتذرع برسالة عثر عليها الشاب مُودعة داخل قارورة زجاجية مملوءة برمال الصحراء. هكذا، ستكون الصحراء فضاء جامعا لمصائر ثلاث شخصيات، وستتحول الرمال إلى مطية للسرد الفيلمي.
وسيلتقي الشاب بالشيخ “حمادي” الذي يعيش رفقة زوجته على أمل عودة ابنه الوحيد، المسافر بعيدا، وسيتعرف على طالبة (هاجر الشركي) تسعى من خلال بحثها الأكاديمي المتعلق بتجميع التراث الشفهي (القصائد الزجلية) إلى تخليد ذاكرة أبيها والمنطقة كافة.
واحتفت الصورة في فيلم “كلامْ الصحرا”، يضيف اشويكة، بجمال الصحراء ورمالها وكثبانها وصفرة لونها في جو ربيعي اختاره المخرج عن قصد، وهو الذي خبر خصوصيات الضوء في الصحراء عبر مختلف فصول السنة، لذلك، لم يخلف عشاق مثل هذه السينما ومتذوقيها شغف الاستمتاع بها، والنظر ببطء إلى العالم بغية تعميق الصلة بأشكال الهشاشة التي تثيرها جمالية الصور، وما يمكن أن تفيض به النفس وتستلهمه من مشاعر تدفع نحو الحلم والاستلهام.
يشار إلى أن فيلم “كلام الصحرا” هو سادس فيلم روائي طويل للمخرج داود أولاد السيد الذي ولد سنة 1953 بمدينة مراكش، وبدأ مساره الفني بالتصوير الفوتوغرافي، وخاض أول تجاربه السينمائية بعد لقائه بالمخرج الراحل أحمد البوعناني.
وسبق لاولاد السيد أن أخرج عدة أفلام قصيرة ووثائقية رفقة الراحل البوعناني، قبل أن يخرج أول أفلامه الروائية الطويل “باي باي السويرتي” سنة 1998، سيناريو البوعناني ويوسف فاضل، ثم فيلم “عود الريح” سنة 2001، سيناريو البوعناني، وفي سنة 2003، تعاون مع يوسف فاضل لإنجاز فيلم “طرفاية باب البحر”، ثم فيلم في “انتظار بازوليني” سنة 2007، وأخيرا فيلم “الجامع” سنة 2010.