القراءة في الشواطيء

شواطئ فرنسا ليست للسباحة فقط!

مطالعة الكتب باتت طقسا معتادا في نورماندي

بيت الفن

مقصورات لمطالعة الكتب ومكتبات تضم عشرات الروايات على شواطئ فرنسا، هي نتاج مبادرة “القراءة على الشاطئ” التي انطلقت عام 2005 مع ثلاثة أكواخ وباتت الآن تضم 38700 مشارك من شمال غرب فرنسا من مدينة الهافر إلى مدينة تريبور.

وبات انتشار مقصورات للمطالعة تستقطب محبي الكتب بمقاعدها الطويلة التي توفر لهم أجواء هانئة بعيدا عن الصخب، مشهدا مألوفا على شواطئ مقاطعة نورماندي الفرنسية.

مصففة الشعر إيزابيل، البالغة 52 عاما، تقول وهي تجلس على أحد الكراسي في إتريتا قبل أن تغوص في رواية بوليسية هي الثانية التي تستعيرها في غضون 4 أيام “محطة القراءة والاسترخاء هذه ممتازة في هذا الإطار الجميل وبما أني لا أذهب في عطلة فهذا الأمر مصدر متعة لي في فترات ما بعد الظهر”.

هذا المنتجع السياحي البحري الشهير في نورماندي، هو ضمن المناطق الساحلية الـ12 في مقاطعة سين-ماريتيم التي جهزتها السلطات المحلية بين السابع من يوليو والـ26 من غشت بأكواخ خشبية صغيرة يحوي كل واحد منها ألف كتاب.

هذه المكتبات العابرة تفتح أبوابها كل أيام الأسبوع من الساعة الثانية من بعد الظهر إلى الساعة السابعة مساء.. وتتم الإعارة مجانا ومن دون تدوين الأسماء وينبغي أن تقرأ الكتب على أحد الكراسي الطويلة الأربعمئة الموضوعة في الخدمة من قبل سلطات المقاطعة.

يجلس في إتريتا نحو 15 شخصا تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر و70 عاما في فترة بعد الظهر وهم يقلبون بمتعة ظاهرة صفحات الكتب التي اختاروها فيما يسبح آخرون في البحر..  وقال رومان ماسيه، مهندس من روان يبلغ الثالثة والثلاثين من العمر، وهو يقرأ كتابا لبودلير فيما طفله الرضيع نائم إلى جانبه “يجب الإكثار من هذه الأماكن. كنت أبحث عن مكان أجلس فيه. وقد اخترت ديوانا شعريا”.

ويحلو لستيفاني بلانشينو (45 عاما) أن “ترتاح” مع نجلها البالغ ثماني سنوات في هذه الأكواخ التي ترددت عليها في مناطق أخرى أيضا. وأوضحت بلانشينو التي ترعي مسنين في ضاحية باريس “عندما تمطر نلجأ إلى الكوخ الذي يمدنا بالدفء”.

ويشبه داخل الكوخ بألوانه وبطاقات القراءة ومسانده المكتبات الأخرى، وهو يوفر، أيضا، كتبا بالإنجليزية والإيطالية والألمانية..  وتوجه طالبتان في الأدب القراء، وتضعان جانبا كتب الأشخاص الذين يأتون يوميا لقراءة حوالي عشر صفحات من رواية ما.

وأتت كورين آيت عمار (47 عاما) إلى إتريتا لرؤية الأجراف الصخرية التي شغلت مخيلتها في مغامرات أرسان لوبين.. وأكدت هذه الممرضة من سان إتيان أن “الأمر رائع.. ثمة الكثير من الكتب الصادرة في الفترة الأخيرة. ومع ابنتي (12 عاما) نمضي وقتا هنا ونتأخر على بقية أفراد العائلة”.

وقد تجاوز هذا المفهوم حدود منطقة نورماندي. في منطقة إيرو احتفلت المبادرة للتوّ بمرور عشر سنوات على اعتمادها بعدما جذبت نحو 21 ألف شخص في أكواخ أقامتها على شاطئ كارنون وفرونتينيان قرب مونبولييه في 2017.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

عبدالعزيز كوكاس يبحث عن بذرة الجمال في الأدب

في كتابه الجديد بعنوان “فتنة بذرة جمال النص.. محاولات في مداعبة النص” يتابع الكاتب والإعلامي المغربي عبدالعزيز كوكاس...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master