رحيل عميد الأدب البيروفي ماريو فارغاس يوسا

أمريكا اللاتينية تودع حقبة الجيل الذهبي للأدب بوفاة الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا

بيت الفن

توفي، الكاتب الإسباني-البيروفي ماريو فارغاس يوسا يوم الأحد، 13 أبريل 2025 عن عمر يناهز 89 عاما في ليما، حيث كان يعيش منذ أشهر قليلة بعيدا عن الحياة العامة، حسب ما ذكرت عائلته في رسالة عبر منصة “إكس”.

و أعلن أبناء الراحل، ألفارو وغونزالو ومورغانا فارغاس يوسا، “أنه وبحزن عميق نعلن وفاة والدنا ماريو فارغاس يوسا في ليما، بهدوء ومحاطا بعائلته”. مؤكدين أنه “لن تقام أي مراسم جنازة عامة، والجثة سيتم حرقها”.

وسرت في الأشهر الأخيرة شائعات كثيرة حول تدهور وضع الكاتب الصحي، الحائز على جائزة نوبل للآداب.

وقال نجله ألفارو في أكتوبر الماضي “شارف على التسعين وهو عمر ينبغي فيه التخفيف من نشاطاته” من دون أن يوضح وضع والده الصحي.

ولد فارغاس يوسا في عائلة بيروفية من الطبقة المتوسطة وكان أحد أبرز الأسماء في “الفورة” الأدبية الأمريكية اللاتينية في الستينات والسبعينات مع الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز والأرجنتيني خوليو كورتازار.

ويشكل رحيل الكاتب نهاية حقبة الجيل الذهبي للأدب في أمريكا اللاتينية، فهو آخر الشخصيات البارزة الباقية من جيل القرن العشرين، وهم بمعظمه كتاب استخدموا الواقعية السحرية لنقد المجتمع، وكثيرا ما كتبوا من المنفى.

وقالت الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي على منصة “إكس” إن عبقرية يوسا الفكرية وأعماله الكثيرة ستبقى إرثا دائما للأجيال المقبلة.

ووصف رئيس غواتيمالا برناردو أريفالو الكاتب، بأنه “مؤرخ عظيم لأمريكا اللاتينية، ومترجم فطن لمساراتها ومصائرها”.

دخل فارغاس يوسا الساحة الأدبية بكتابه الأول “زمن البطل” عام 1963، لكن روايته الثانية “البيت الأخضر”، هي التي نالت إشادة عالمية. ومن روائع الكاتب “المدينة والكلاب”، و”محادثة في الكاتدرائية”، وتمت ترجمة أعماله إلى نحو  30 لغة، وكان أول كاتب أجنبي يدخل مجموعة “بلياد” المرموقة خلال حياته عام 2016. وتم انتخابه عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 2021.

عام 2023، أصدر يوسا كتابه الأخير “أمنحك صمتي” (Le dedico mi silencio)، وتوقف بعدها عن كتابة الروايات بعد أكثر من 60 عاما.

وأصبح فارغاس يوسا مدافعا شرسا عن الحريات الشخصية والاقتصادية، متخليا تدريجيا عن ماضيه المرتبط بالشيوعية، وهاجم بانتظام قادة اليسار في أمريكا اللاتينية الذين اعتبرهم ديكتاتوريين.

ورغم أنه كان من أوائل المؤيدين للثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو، إلا أنه شعر بخيبة أمل لاحقا وندد بكوبا كاسترو.

وإلى جانب الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، ساهم يوسا في صياغة المشهد الأدبي في أمريكا اللاتينية، بنقده اللاذع للمجتمع، من خلال دراسة قضايا العرق والاستبداد والنزوح والجنسانية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

رحيل مرسيدس بارشا.. أرملة وملهمة غارسيا ماركيز

أعلنت وزارة الثقافة في المكسيك عن وفاة مرسيدس بارشا أرملة وملهمة الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا...