تكريم المخرج المغربي مصطفى الدرقاوي وعرض فيلمه القصير “الصمت”
بيت الفن
تتواصل حتى يوم غد الأربعاء بمدينة الدارالبيضاء فعاليات مهرجان “السينما والمدينة” في دورته الأولى، التي تنظم من 21 إلى 25 يوليوز 2018 بقاعتي سينما “الريف” و”أ ب س” بمدينة الدارالبيضاء بمشاركة 9 أفلام عربية وأجنبية في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وشهد اليوم الأول من المهرجان، الذي تنظمه الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بتكليف من جهة الدارالبيضاء سطات بتكريم المخرج المغربي مصطفى الدرقاوي من خلال منحه ذرع المهرجان وعرض فيلمه القصير “الصمت”.
وانطلقت عروض المسابقة الرسمية بعرض فيلم “واجب” للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، بدل الفيلم المصري “أخضر يابس” الذي تعذر مقررا عرضه في حفل الافتتاح، لكن عطب تقنيا حان دون عرضه.
يسلط الفيلم، الذي مثل فلسطين في الأوسكار بعد حصده عشرات الجوائز الدولية المهمة، عن الحياة في مدينة الناصرة، من خلال ثلاثة ممثلين رئيسيين وهم محمد بكري ونجله صالح بكري وماريا زريق.
تدور أحداث الفيلم على مدى ساعة ونصف الساعة في مدينة الناصرة تطرح فيها المخرجة العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الفلسطينيون داخل إسرائيل.
واختارت المخرجة أن تكون مناسبة حفل زفاف ينتقل فيها محمد بكري، الذي يقوم بدور أبو شادي ونجله صالح بدور شادي من منزل إلى آخر لتوجيه دعوة للمشاركة في حفل زفاف ابنته أمل التي تقوم بدورها ماريا زريق في عرض هذه القضايا.
من خلال الفيلم، تظهر أبعاد العلاقة بين الابن ووالده في إطار من الكوميديا السوداء، علاقة حب وكره، أمل وألم، رضا وسخط، يمكن أن نقول أنها موجودة بنسب متفاوتة بين تسعة من كل عشرة آباء عرب وأبنائهم. ففي مجتمعات أبوية قروية بطبيعتها، ينشأ الفرد فيها من ناحية على قدسية صورة الأب من طاولة الطعام حتى رأس السلطة، ومن ناحية أخرى على قيمة تقدير المجتمع وتقييمه لأفعاله وخياراته كجزء لا يتجزأ من الإنجاز الحياتي، يغدو من البديهي أن تكون الآمال المتبادلة محركا جوهريا في غالبية علاقات الأبوة والبنوة.
وفي هذا السياق تقول المخرجة آن ماري جاسر (حكاية “واجب” تنطلق من توزيع بطاقات الدعوة للزفاف وهو فعل يؤديه الرجال، عادة ذكورية بحتة. ربما ما دفعني للتحدي هو أمر قد تراه “كليشيها” نمطيا هو ملاحظتي أن الرجال لا يتحدثون فيما بينهم، ولا يميلون لتعرية مشاعرهم أمام بعضهم البعض؛ هذا أثارني لكتابة نص صحيح إنه حواري يتضمن الكثير من الحديث بين شادي وأبيه، لكنه أيضا يكشف عن الصمت الدائم بينهما، وكيف إن كل منهما في حاجة لأن يحكي للآخر لكنه لم يقدم أبدا على هذا.
الأمر نفسه يمكن أن تراه في تفصيلة استخدام التدخين في الفيلم. أعرف كثيرا من الرجال العرب يدخنون بحرية أمام العالم كله لكنهم لا يدخنون أمام آبائهم. الثقافة العربية أشبه برقصة يؤدي كل منا دوره داخلها، لكن الأمر أوضح في حالة العلاقة بين الرجال. أغلب الرجال لديهم هذه الحالة. يكون الرجل قريب جدا لإنسان، لكن هناك فراغ بينهما لا يملآنه أبدا بالإفصاح عن مشاعرهم. “واجب” هو محاولة لدراسة هذا الفراغ).