رواية “حرب الكلب الثانية” تكشف عن نزعة التوحش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية
بيت الفن
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها الحادية عاشرة عن فوز رواية“حرب الكلب الثانية” للروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله، في حفل أقيم اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بحضور أعضاء لجنة التحكيم وحشد واسع من الكتاب والمثقفين والإعلاميين العرب.
وحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، مما سيسهم في تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.
وعلق رئيس لجنة تحكيم الجائزة الناقد إبراهيم السعافين على الرواية الفائزة بقوله “تتناول هذه الرواية تحولات المجتمع والواقع بأسلوب يفيد من العجائبية والغرائبية ورواية الخيال العلمي، مع التركيز على تشوهات المجتمع وبروز النزعة التوحشية التي تفضي إلى المتاجرة بأرواح الناس في غياب القيم الخلقية والإنسانية”.
من جانبه قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية “كلما ابتعدنا عن الواقع بغرائبية الروائي، كلما اقتربنا إليه بكل ما فيه من عبثية. تطل علينا “حرب الكلب الثانية”، الرواية الفائزة لهذا العام، من هذا المنطلق لترسم لنا عالما متغولا انهارت فيه الضوابط، وانحسرت فيه منظومة القيم التي يُحتكم إليها في الفصل بين المعقول واللامعقول. يحيك إبراهيم نصرالله خيوط روايته هذه بلغة تحاكي الموضوع بكل غرائبيته، وبنفس يلتقط المضحك المبكي، وكأنه بهذا يعبر عن عمق المأساة التي نواكبها من داخل الرواية إلى خارجها وبالعكس، فهنيئا له وللرواية العربية على هذا الإنجاز”.
تركز الرواية على الشخصية الرئيسية وتحولاتها من معارض إلى متطرف فاسد، وتكشف عن نزعة التوحش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية، فيغدو كل شيء مباحا.
وأعرب نصرالله عن سعادته بفوز روايته، مقدرا للجائزة مكانتها عربيا ودوليا، وقال إن روايته كتبت لتحفز القارئ ولتقلقه، ولتجعله أحيانا غير قادر على التنفس. “حرب الكلب الثانية”، كما يرى كاتبها، هي رسالة تحذير مما يمكن أن نصل إليه في المستقبل في ضوء ما عشناه ونعيشه في السنوات الأخيرة، فالرواية من هنا تنطلق من لحظة ضياع اليقين بمن تساكنه أو يساكنك، هو ذلك الجار أو ذلك الأخ أو ذلك الأب أو أيا كان، لذلك تذهب وتقول إذا ما واصلنا في هذا الطريق، سنصل إلى ذلك المستقبل الذي سنصبح فيه مبيدين.
وأضاف نصرالله “إن كل رواية يكتبها الإنسان يحاول أن يطرح من خلالها أكثر من شيء. أولا يحاول أن يطرح مشروعا فنيا مختلفا، ويحاول أن يقدم رؤية في منطقة فكرية ما، أيضا مختلفة، تضيف إلى منجزه الروائي بشكل عام. هذه الرواية هي الرواية الأولى التي تذهب إلى المستقبل من بين رواياتي، وهي تأملت هذا المستقبل في ضوء التوحش الذي نعيشه اليوم، والسؤال أنه ماذا إذا تواصلت الأمور على ما نحن عليه الآن؟ إلى أين سنصل؟ بالتأكيد هي معنية بالإنسان بالدرجة الأولى، لكن أيضا الرواية معنية بالبيئة إلى حد بعيد، لأن هذا الدمار الذي يلحق بها في العالم يحرمنا من بيتنا الأخير حتى الآن على الأقل، لأنه لم يثبت كوكب آخر يمكن أن يستقبلنا بعد، الرواية فيها محاور كثيرة جدا يمكن أن يتحدث عنها الإنسان، لكني أعتقد أنها مسألة مطروحة للنقاد بالدرجة الأولى”.
يشار إلى أن لجنة تحكيم الجائزة لعام 2018 ضمت إلى جانب رئيسها الناقد والشاعر والروائي والمسرحي الأردني إبراهيم السعافين، الأكاديمية والمترجمة والروائية والشاعرة الجزائرية إنعام بيوض، والكاتبة والمترجمة السلوفينية باربرا سكوبيتس، والروائي والقاص الفلسطيني محمود شقير، والكاتب والروائي السوداني- البريطاني جمال محجوب.