بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
المهرجان ينطلق بـ”البحث عن أم كلثوم”
أسماء لوجاني
تنطلق يوم 20 أبريل الجاري فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بقابس التونسية. وتتنافس على جوائز المهرجان (الواحة الذهبية) تسعة أفلام روائية طويلة وثمانية أفلام وثائقية طويلة وثمانية أفلام قصيرة إضافة إلى ثمانية أفلام بمسابقة مدارس السينما.
ويمثل المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان، الذي يعقد دورته هذا العام من 20 إلى 26 أبريل الجاري في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بفيلم “عرق الشتا” للمخرج حكيم بلعباس، والمسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بفيلم “منزل الحقول” لتلا حديد.
يتناول “عرق الشتا” لحكيم بلعباس، الفائز بالعديد من الجوائز الدولية والوطنية، قصة الفلاح (مبارك) أمين الناجي الذي يحاول إنقاذ أرض أجداده من البيع بعد أن غرق في الديون وعجز عن تسديد قرض البنك بعد أن حبست السماء ماءها.
يبحث (مبارك) عن الماء في باطن الأرض بفأسه وتساعده زوجته (عايدة) فاطمة الزهراء بناصر بمقاسمته الهم والأخذ بيده، تحمل في بطنها المولود المنتظر وفى قلبها حبا عفويا عميقا لزوجها لا يجد الفرصة أو الظروف المناسبة ليظهر، حتى يصل المولود الجديد.
أما فيلم “منزل الحقول” لتالا حديد، الفائز بدوره بجوائز دولية عديدة آخرها الجائزة الكبرى لمهرجان تطوان للسينما المتوسطية، فيرصد واقع أسرة أمازيغية تعيش في عزلة في منطقة بالأطلس.
التاريخ الألفيني للشعوب الأمازيغية نقل وحفظ في معظم الحالات وحافظ عليه وانتقل إليه رواة القصص بشكل شفوي بين المجتمعات الرعوية التي تتحدث اللغة الأمازيغية.
ويواصل “بيت الحقول” هذا التقليد على شكل سمعي بصري فيصور قرية ومجتمعا ظل دون تغيير لمئات السنين عرغم التغيرات المتسارعة للواقع الاجتماعي والسياسي للبلد.
وقال منظمو المهرجان الدولي للفيلم العربي، الذي تتولى الممثلة هند صبري رئاسته الشرفية، إن فيلم “البحث عن أم كلثوم” للمخرجة الإيرانية شيرين نشأت وبطولة الممثلة المصرية ياسمين رئيس سيفتتح الدورة الثالثة التي تنطلق الجمعة المقبل.
ويغوص الفيلم في حياة أم كلثوم أشهر مطربات الوطن العربي على مر التاريخ ويستعرض قوتها كامرأة استطاعت تجاوز كل الحواجز الاجتماعية والدينية والسياسية من خلال رحلة مخرجة تسعى لصنع فيلم يروي حياة الفنانة الراحلة وتبحث عن ممثلة مناسبة للدور.
وقالت فاطمة الشريف المديرة الفنية للمهرجان “يروي فيلم الافتتاح قصة مخرجة أرادت أن تنجز فيلما عن أم كلثوم فتعترضها صعوبات كبيرة وتكمن الطرافة في اشتغال مخرجة إيرانية على أحد أهرامات الفن في مصر”.
وتستضيف الدورة الثالثة الممثل المصري خالد أبو النجا الذي يقدم ورشة بعنوان (إدارة الممثل) والممثل الأردني إياد نصار والممثلة المصرية ياسمين رئيس.
ويكرم المهرجان المخرج السوري عكر اميرلاي والتونسيين عمر الخليفي والطيب الوحيشي والمصور السينمائي علي بن عبدالله.
وقال مدير المهرجان محمود الجمني “ما يميز الدورة انفتاحها على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. ارتأينا الذهاب إلى ما هو أرحب”.
وأضاف “الثقافة قاطرة وعبارة للوصول للآخر.. نسعى لتسويق صورتنا ومعرفة صورة الآخر. ما ينقصنا الصورة الايجابية عن الآخر وبالتالي التسامح والتفاهم”.
وبجانب المسابقات التنافسية يقدم المهرجان لرواده عددا من الأفلام العالمية ضمن الأقسام الموازية كما ينظم ندوة فكرية بعنوان “قراءات معاصرة في السينما العربية”.
وتتشكل لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل من الممثلة الإسبانية إستر ريجينا، المنتج والمخرج التونسي عطية الدراجي، والمخرج السنغالي موسى تورى، والممثلة التونسية سوسن معالج، والمخرج السوري محمد ملص.
