بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بيت الفن
شكل حفل تكريم الزجال بوعزة الصنعاوي وتوقيعه ليلة أمس الخميس 15 مارس 2018 لديوانه الأول “ضحكت القصيدة” أقوى لحظات مهرجان تامسنا الذي افتتحت فعالياته يوم الثلاثاء الماضي تحت شعار “المدن الجديدة والتنمية الجهوية”.
فقد تمكن هذا الزجال من إمتاع عشاق الكلمة الموزونة بقصائد أعاد من خلالها تركيب الواقع المعاش وفق قالب كوميدي ساخر وبطريقة إنشاد شدت اليها الحاضرين الذين استمتعوا بالصور البلاغية الجميلة وبالأداء المسرحي الرفيع .
تتشكل قوة الشاعر الصنعاوي، ابن مدينة الرماني، الذي رافقته في الالقاء فرقة (جيبسي فيب) الموسيقية بقيادة الفنان المعطي احمينة، عبر قدرته على التقاط تفاصيل الحياة اليومية بلهجة زعرية عشقها حد الجنون مما يساعده على فضح البون الشاسع بين الميسورين والمقهورين وبين القبح والجمال وبين السعادة والتعاسة وبين الحضارة والتخلف .
فسواء من خلال قصائد “روضة النصارى” و”ميزان الحرارة” و مسلسل زيرو” أو “بزولة” التي تضمنها ديوانه “ضحكت القصيدة”، والتي هي أقرب الى سيرة ذاتية، يطل الصنعاوي بسخرية سوداء، يلتقط كما سبق وان قال الاديب والناقد مجد الدين سعودي “المشاهد اليومية والمعيشية والصور الاجتماعية والسياسية والف كرية، يلتقط الفقر والقهر ويحولها الى لقطات سينيمائية بلغة الزجل فتتراءى أمامك المشاهد والصور الساخرة وبعفوية وديناميكية” .
وفي شهادة في حق المحتفى به، قال مراد القادري رئيس بيت الشعر في المغرب، الذي شارك في تنظيم هذا التكريم، إن الصنعاوي يعتبر من الفرسان الكبار للقصيدة الزجلية الذين يكتبون الشعر لأجل الشعر، وقصيدته مثقفة وليست منبرية، تتحاور مع عوالم ثقافية اخرى، مضيفا أن الصنعاوي “يدهشنا بقصيدته ولغته وسخريته السوداء هذا من دون ان تفقد اللغة جماليتها”.
وفي كلمة بالمناسبة، قال مدير مهرجان تامسنا ميلود الهاشمي، من جانبه، إن هذا اللقاء التكريمي يرمي الى إتاحة الفرصة لابناء المدينة للاستمتاع بالقصيدة وبالكلام الموزون، مشيرا الى ان اختيار بيت الشعر للمشاركة في تنظيم هذه الاحتفالية “يشكل بداية اشتغال بشكل مشترك من جل تطوير مشروع ثقافي خدمة لابناء تامسنا التي لا نريدها مقرا للسكن بل فضاء للعيش بمفهومه الواسع”.
وأضاف الهاشمي قائلا إن هذا الحدث الثقافي يروم تعزيز الدينامية التي تشهدها مدينة “تامسنا”، مبرزا أن الطبق الثقافي والفني الغني والمتنوع للمهرجان سيمنح المدينة مزيدا من الإشعاع وسيلفت الانتباه إلى أن هناك قطبا حضاريا يتعين إدماجه ضمن القطب الحضاري للرباط.
