المهرجان الوطني للفيلم

المهرجان الوطني للفيلم.. ملاحظات وتساؤلات؟؟

طنجة : أحمد سيجلماسي

احتضنت القاعة الكبرى للمركز الثقافي أحمد بوكماخ مساء الجمعة 9 مارس الجاري حفل افتتاح الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم بحضور جمهور متنوع من سكان طنجة وضيوف المهرجان من فنانين ومثقفين وإعلاميين ونقاد وغيرهم . لم يكن هذا الحضور بنفس الكثافة التي شهدتها دورات سابقة للمهرجان بسبب غياب الكثير من وجوه الفن السابع المغربي عن دورة 2018 .

تأخر انطلاق الحفل بأكثر من نصف ساعة بسبب انتظار قدوم وزير الثقافة والإتصال ، الذي بمجرد تشريفه أعطيت الإشارة للمشرفين على الحفل بتنفيذ برنامجه المسطر . كانت البداية بعرض الوصلة الإشهارية للدورة 19 ، وتلت ذلك الفقرات التالية : كلمتي عمدة المدينة ووزير الثقافة والإتصال ، عرض شريط يتضمن لقطات من الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة رافقه عزف فنانة شابة على الكمان ، تقديم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير برئاسة المخرج المغربي محمد مفتكر ، تكريم التقني السينمائي جواد بوعبد السلام ورئيس القسم التقني سابقا بالمركز السينمائي المغربي محمد الصابري ، عرض شريط يذكر بالسينمائيين المغاربة الراحلين بين الدورتين 18 و19 للمهرجان ، عرض شريط يتضمن لقطات من الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة رفقة عزف على آلة الكنبري وغناء من طرف فنان وفنانة شابين ، تقديم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل برئاسة اللبنانية المقيمة بفرنسا رشا سلطي …

الملاحظة الأولى على حفل الإفتتاح هذا أن مدته لم تتجاوز ساعة بالتمام والكمال ، الشيء الذي جنب الحاضرين الشعور بالملل ، زد على ذلك أن فقراته كانت متماسكة وطريقة إخراجه أظهرت مجهودا في الإنارة والموسيقى والسينوغرافيا … إلا أن ما شكل نشازا هو التنشيط الذي كلف به الثنائي أمين وعبيد ، فهذين الشابين ارتكبا العديد من الأخطاء عند تلفظهما بأسماء بعض أعضاء لجنتي التحكيم وعناوين بعض الأفلام المشاركة في المسابقتين ، كما أن ثرثرتهما بمناسبة وبدونها أثقلت على قلوب الحاضرين . ومما زاد الطين بلة إحراجهما لوزير الثقافة والإتصال عندما طلبا منه ” صورة سيلفي ” واضطراه لإيلاء ظهره للجمهور الحاضر وعلى رأسه في الصف الأمامي والي الجهة ورئيس مجلسها وعمدة المدينة ومدير المركز السينمائي المغربي وشخصيات أخرى .

الملاحظة الثانية تتجلى في كون جل المتدخلين ، باستثناء عمدة طنجة ووزير الثقافة والإتصال والمكرمين ، تحدثوا بالفرنسية وكأننا في مهرجان غير وطني .

الملاحظة الثالثة تتمثل في كون فقرة التكريم ، التي كان مقررا أن يكرم فيها التقني جواد بوعبد السلام والممثلة فاطمة وشاي ، التي تعذر عليها الحضور بسبب التزامات مهنية وعوضت برئيس القسم التقني محمد الصابري الذي كان مقررا تكريمه في حفل الإختتام ، لم يطرأ عليها تغيير في الشكل والمحتوى منذ دورات عدة . فقد تضمنت كالعادة شهادة جامعة مانعة أدلى بها المؤرخ السينمائي أحمد عريب في حق جواد بوعبد السلام وشهادة مقتضبة أدلت بها المخرجة نرجس النجار في حق محمد الصابري مع تسليم ذرعين للمكرمين وأخذ صور بالمناسبة بعد الإستماع إلى كلمة كل منهما . وهنا نتساءل : ألم يكن بالإمكان إصدار كتاب أو إنجاز شريط وثائقي عن كل واحد منهما يوثق لجوانب من حياتهما المهنية ويتضمن صورا ثابتة ومتحركة لهما وشهادات لزملاء وفنانين اشتغلوا معهما ؟ ألا يتوفر المركز السينمائي المغربي على الإمكانيات المالية والتقنية والبشرية للقيام بذلك ؟

الملاحظة الرابعة والأخيرة يستدعيها احتفال الدورة 19 للمهرجان بالذكرى الستين للسينما المغربية ، فحفل الإفتتاح لم يتضمن أي فقرة تشير إلى هذا الإحتفال . وهنا نتساءل : ألم يكن بالإمكان إنجاز فيلم يلخص تاريخ السينما المغربية في دقائق منذ 1958 إلى الآن انطلاقا من لقطات الأفلام المبرمجة وغير المبرمجة في فقرة ” استعادة ” ؟ ألم يكن من المناسب عرض الفيلم القصير الذي أنجزه الراحل أحمد البوعناني حول أب السينما المغربية محمد عصفور في مطلع السبعينات من القرن الماضي ؟

مما لا يستساغ في حفل افتتاح مهرجان سينمائي هو غياب عرض فيلم مناسب ، فهل ستستدرك إدارة المهرجان هذا الأمر وتبرمج عرضا سينمائيا له علاقة بالذكرى الستين للسينما المغربية في حفل الإختتام ، الذي سيشهد بالإضافة إلى الإعلان عن الأفلام الفائزة بجوائز المسابقتين ، تكريما للمخرج محمد أومولود العبازي والممثلة فاطمة وشاي ؟!!

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

كمال كمال: «وحده الحب» يكسر الحواجز ويعبر الحدود

سيمفونية سينمائية مغربية للمخرج كمال كمال تتناول قضية الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر بمشاعر إنسانية …