أسماء لوجاني
تستعد جمعية الفن السابع بسطات في الفترة من 14 إلى 18 نونبر المقبل لتنظيم الدورة الحادية عشرة من مهرجانها الوطني لفيلم الهواة، الذي تفتتح فعالياته بعرض فيلم “تيكيتة السوليما” لأيوب اليوسفي وتختتم بـ”أيام الشتاء”.
ويتضمن برنامج الدورة، الممتدة على امتداد خمسة أيام، حسب بلاغ للمنظمين، مسابقة رسمية لأفلام الهواة تمنح جوائز للفائزين من طرف لجنة يترأسها المخرج السينمائي المغربي داوود اولاد السيد، وتتشكل من المغنية المغربية فاتن هلال بك، والممثلة فاطمة عاطف، والكاتب والناقد في مجال الفنون البصرية إدريس القري، والصحافي والناقد الموسيقي والجمعوي حسن حليم.
وتم انتقاء 17 فيلما للتباري ضمن المسابقة الرسمية لهذه الدورة من جملة 42 توصل بها المنظمون ضمن فترة الترشيحات. ومن الأفلام السبعة عشر المنتقاة للمسابقة عدد مهم يشارك بمهرجان سطات لأول مرة.
وتتبارى أفلام المسابقة على 5 جوائز موزعة على الأفلام الثلاثة الأولى التي تتوفر على رهانات فنية وجائزتي أحسن أداء نسائي ورجالي حسب تقدير لجنة التحكيم.
من جديد الدورة لحظة العشق السينمائي، التي تدرج خلال حفل الافتتاح جوانب ترتبط بالذاكرة السينمائية عبر عرض 15 دقيقة من روائع موسيقى الأفلام العالمية.
وكعادته ينظم المهرجان، الذي يعد محطة مهمة للسينمائيين الشباب، عدة ورشات تكوين، ويتعلق الأمر بمحترفين للتكوين الأولي في كتابة السيناريو في حدود 20 مشاركا بكل محترف.
ومحترف كتابة السيناريو يؤطره حسين الشاني الفائز بالجائزة الأولى خلال الدورة السابعة للمهرجان، الذي استطاع فيما بعد أن يكتب سيناريوهات أشرطة قصيرة وطويلة للمحترفين.
كما ينظم المهرجان محترفا للتصوير السينمائي، يؤطره محمد أمين مونى الفائز بالجائزة الأولى للدورة الرابعة للمهرجان والجائزة الثالثة للدورة السادسة للمهرجان نفسه، وهو يشتغل في مجال الاحتراف بالسينما والتلفزة، ونال أخيرا من صندوق دعم الإنتاج الوطني دعما لفيلمه الروائي الطويل الأول.
وتشرف الفيدرالية المغربية لسينما الهواة بتنسيق مع جمعية الفن السابع بسطات على محترفين للتكوين، الأول حول أدوار ومهام مساعد المخرج يؤطره ابن جبل زين الدين، الذي اشتغل منذ بداية الثمانينيات في مجال الإنتاج السينمائي الدولي والوطني مؤديا عدة مهام تقنية وفنية في أفلام كبيرة منها “المصارع” و”الإسكندر الأكبر” كما قام بمهمة مساعد مخرج في أعمال سينمائية وتلفزية مثل “الليلة المقدسة” و”المومياء” وسلسلات “سفينة نوح” و”إبراهيم” و”يوسف” و”داوود” و”ألف حياة وحياة لهيكتور” بطولة روبين ويليامس… وأطر ابن جبل العديد من التكوينات والتداريب بالمغرب.
ويتمحور المحترف الثاني حول تشكيل الإطار وتنظيم عناصره البصرية في السينما، من خلال أسلوب المخرج داوود اولاد السيد الذي يشرف بنفسه على تأطير المحترف.
كما يقدم داوود اولاد السيد درسا سينمائيا حول تجربته السينمائية وأسلوبه الخاص للسينمائيين الهواة وكافة المهرجانيين، ويفتح نقاشا معهم حول الموضوع نفسه.
واختار المنظمون موضوع “سينما الهواة..مرآة وذاكرة وسراب” محورا للندوة الرئيسية للمهرجان التي يشارك فيها نخبة من المهنيين والباحثين من المغرب والخارج ويتعلق الأمر بالأستاذة بجامعة ليل (3) لورانس ألار، والمخرجين آلان إيمري وروبين هونزينجيز ورئيس الفيدرالية المغربية لسينما الهواة، وتنطلق الندوة من سؤال مهم هو هل مازالت سينما الهواة موجودة في زمن التكنولوجيا الرقمية؟
كما يقترح المهرجان “بانوراما” حول تجربة “إينيدي” وهي جمعية أوروبية غير هادفة للربح تأسست سنة 1991 من أجل تشجيع جمع أفلام الهواة وحفظها ودراستها وتثمينها.
وهي اليوم تضم أربعين عضوا يمثلون جمعيات ومؤسسات وأشخاص ذاتيين من سبع دول أوروبية هي فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والـلوكسمبورغ وموناكو وهولاندا وجمهورية التشيك.
وتلعب ملتقيات “إينيدي” دورا مهما في التعريف بإبداعات سينما الهواة وتنوعها، وهي تسمح بالمشاهدة الجماعية للتعلم من عمل ونظرة الآخر بعشق مشترك يسمى سينما الهواة.
وتتميز فعاليات المهرجان بمناقشات أفلام المسابقة، فبعد نهاية عرض كل الأفلام المرشحة تخصص صبيحة لمناقشة أفلام الهواة على شكل طاولة مستديرة يتدخل فيها المرشحون أنفسهم وكافة المهرجانيين ومؤطري المحترفات… وبعد ذلك يلتحق بهم أعضاء لجنة التحكيم لتقديم التوجيهات والخلاصات العامة دون الإيحاء بالنتائج التي تعلن في حفل الاختتام.
في إطار ثقافة الوفاء والاعتراف التي طبعت المهرجان منذ دورته الأولى، يقترح المهرجان تكريم محمد العربي بنحادة، رئيس ومسير سابق للنادي السينمائي لسطات بداية الثمانينيات، ومحمد جبل حبيبي قيدوم الهواة الذين مازالوا يمارسون عشق التصوير والإخراج الهاوي.