تسليم ذرع الدورة السابعة للإدريسي وجائزة الفارابي لرشيدة طلال والخلالة الذهبية لزوهري وجائزة ميكري للموسيقى العالمية لبرياح
أسماء لوجاني
على إيقاعات الموسيقى المغربية والإفريقية بمختلف أصنافها، اختتمت أخيرا بالرباط، فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للثقافة والفنون “صيف الأوداية”، الذي تنظمه وزارة الثقافة والمجلس الوطني للموسيقى تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميزت فعاليات الدورة، التي كانت ناجحة بكل المقاييس، بتنظيم معرض تشكلي موضوعاتي حول “الآلات الموسيقية للثقافات العالمية” برواق باب الكبير افتتحه محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال رفقة عامل الرباط، والفنان حسن ميكري رئيس المجلس الوطني للموسيقى، عضو المجلس العالمي للموسيقى اليونسكو-باريس).
ومن أبرز لحظات المهرجان الدورة السابعة تسليم ذرع المهرجان للفنان محمود الإدريسي، وجائزة الفارابي لرشيدة طلال، والخلالة الذهبية لزوهري، وجائزة ميكري للموسيقى العالمية لمغني الراي رشيد برياح.
الموسيقى الكناوية الحسانية تسحر جمهور المهرجان
واستطاع سيد الفن الكناوي بلا منازع، الفنان حميد القصري أن يحشد جمهورا كبيرا، تفاعل مع نصوصه التي تستمد كنهها من الموسيقى الصوفية والجذبة الكناوية، مثل “الشرفة”، “حمدوشية”، “بابا حمو”.. وكذلك “حمودة” و”ميمون”.
بعد ذلك جاء الدور على مغنية الجنوب الفنانة رشيدة طلال، السفيرة ذات القدرات الفنية الصحراوية، والأداء المتميز بالحسانية والعربية والاسبانية. بصوتها الملائكي العميق، فأشعلت منصة “صيف الأوداية” بالإيقاعات الحسانية والأغاني ذات الرسائل الإنسانية الرائعة، قبل أن يسلمها المستشار الملكي أندري أزولاي “جائزة الفارابي” التي قرر المجلس الوطني للموسيقى (عضو المجلس العالمي للموسيقى اليونسكو-باريس)، منحها إياها، اعتبارا لروح تفانيها وإخلاصها للثقافة الحسانية للصحراء المغربية، ومساهمتها الفعالة والوازنة في حماية تقاليدها وعاداتها الغنية في وجه تيار العولمة الجارف.
الأنغام الإفريقية الأمازيغية تصدح في سماء الأوداية
تابع الجمهور الغفير والوفي لمهرجان صيف الاوداية سهرة اليوم الثاني، التي تميزت بمشاركة المجموعة الفنية الإفريقية “مبانزا كونغو” Mbanza Kongo المكونة من فنانين شهيرين من مالي والكونغو كينشاشا والكونغو برازافيل وأنغولا. وأتحفت المجموعة الجمهور بأنواع من الرقص الشعبي الإفريقي مثل المانيانغا “Manianga” من الكونغو الديمقراطية ، والسوبانزا “Sobanza” من الكونغو برازافيل، كما قدمت عرضا فنيا راقيا تمحور موضوعه حول “الاتحاد الأفريقي”.
بعد ذلك كان موعد جمهور المهرجان مع أسطورة الراي الحية، الفنان رشيد برياح الذي يتبوأ مكانة متميزة في طليعة هذا التيار الفني الدولي على مستوى العالم العربي، بعد أن أثار بقوة، انتشار شعلة الراي بالشرق المغربي.
ولأنه كان دائما حاضرا في النواة الصلبة للراي المغاربي، فقد كان نجم الفنان رشيد برياح يشع على نحو متزايد على منصة المهرجان وينال تقدير وتجاوب الجمهور الحاضر مثلما حظي في مختلف المهرجانات الدولية المرموقة لفن الراي. وكانت لحظة تسليمه “جائزة ميكري للموسيقى العالمية” قوية جدا كاعتراف وعرفان بهذا الفنان المغربي، بعدما قرر المجلس الوطني للموسيقى (عضو المجلس العالمي للموسيقى اليونسكو-باريس)، منحه إياها، برعاية المجلس العالمي للموسيقى، الشريك الرسمي لليونسكو.
بعد ذلك، كان الجمهور على موعد مع مجموعة صنهاجة من الريف باعتبارها مرجعا ثقافيا وثيقا للتراث الامازيغي التقليدي، تحافظ على الرقصات القديمة على إيقاعات “الهيت” و”الركادة”، مصحوبة بأغاني تحكي وتمجد المقاومة البطولية لفلول المعتدين.
ويقوم أعضاء المجموعة الثلاث عشر يتقدمهم الشيخ عزيز زوهري بدور الفرسان لحماية هذا الإرث الأمازيغي الشديد الخصوصية الذي يعود إلى فجر التاريخ. وقد شكل راقصو مجموعة صنهاجة من الريف كلا منسجما ومتناغما إلى أبعد الحدود تفاعلت معه حشود الجماهير كثيرا، ليتوج المجلس الوطني للموسيقى مشاركة هذه المجموعة بتسليم مؤسسها وقائدها الشيخ عزيز زوهري “الخلالة الذهبية” الخاصة برواد الموسيقى الامازيغية.
وتوجت سهرة الأحد بمشاركة المنشد الحساني ساري محمد الوافي، الذي يعتبر من أهم المدافعين الأوفياء عن الأسلوب الفني الحساني، كنمط موسيقي أصيل من التراث الصحراوي للمملكة المغربية. حيث استمتع الجمهور كثيرا بنخب من الموروث الموسيقي الحساني التقليدي الجميل.
معرض فني حول “الآلات الموسيقية”
انطلقت فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية” ليلة السبت بالفضاء الأثري للقصبة، بمعرض فني موضوعاتي حول “الآلات الموسيقية للثقافات العالمية” احتضنه رواق باب الكبير بمشاركة الفنانين نعيم شماعو وقاسم بنمسعود وحسن ميكري.
وانطلقت السهرة الافتتاحية التي حضرها جمهور غفير بمشاركة فرقة الإخوان السفياني التي قدمت قطعا من ربرتوار الموسيقى الاندلسية المغربية وقصيدة “الفياشية” الشهيرة من التراث الصوفي المغربي، ثم تابع جمهور المهرجان جديد مجموعة الشرقاني الاوركسترالية، قبل أن يستمتع بروائع الفنان القدير محمود الادريسي، الذي تسلم تحت تصفيقات وتجاوب الجمهور، درع المهرجان لهذه الدورة.
وتتميز الدورة المنظمة في إطار الاحتفال بعيد العرش، من طرف وزارة الثقافة والاتصال والمجلس الوطني للموسيقى، بمشاركة فنانين مشاهير من دول مالي والكونغو كينشاسا والكونفو برازفيل وأنغولا بالإضافة إلى المغرب البلد المنظم.
ويستمر المعرض التشكيلي، الذي يحتضنه رواق باب الكبير ضمن فعاليات المهرجان إلى غاية السابع من شهر غشت الجاري، وهو يتمحور حول “الآلات الموسيقية للثقافات العالمية”، بمشاركة الفنانين حسن ميكري ونعيم شماعو وقاسم بنمسعود.