خالد بن الصغير

صدور النسخة العربية من “يهود في مهب الريش..”

تأليف الباحثة الأمريكية سارة أبريفا ستاين وترجمة المؤرخ المغربي خالد بن الصغير

بيت الفن

ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط صدرت، أخيرا، كتاب جديد من ترجمة المؤرخ المغربي خالد بن الصغير موسوم بـ”يهود في مهب الريش، تجارة ريش النعام الدولية” للباحثة الأمريكية سارة أبريفا ستاين.

وقال الدكتور خالد بن الصغير، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عن أهمية إصداره الجديد “إن كتاب سارة أبريفا ستاين، الباحثة الأمريكية وأستاذة التاريخ في جامعة كالفورنيا، الذي استغرقت في تحضيره حوالي عشر سنوات، واستمتعت حقا بترجمته، لا يظهر فيه المغرب بمفهومه الضيق والمتعارف عليه في أوساطنا البحثية والأكاديمية، إلا من زاوية الحيز الذي شغله في سياق المبادلات الدولية الخاصة بتلك البضاعة، بين سبعينيات القرن التاسع عشر، وسنوات ما بعد الحرب العالمية الأولى. وهنا، في تقديري الخاص، تكمن أهمية هذه الدراسة، لأنها تتجاوز الحدود الوطنية للدول في تتبع النشاط التجاري والصناعي لتجارة الريش لتسافر معها في فضاءات أرحب تشمل مختلف المجالات العالمية التي احتضنتها وتفاعلت معها. ومن خلالها يستطيع القارئ والباحث المهتم بتاريخ المغرب أن يكتشف موقعه ودرجات حضوره ضمن سياقات وخطوط ومحطات هذه التجارة العابرة للقارات”.

وكانت التجارة أهم نشاط اقتصادي على الإطلاق حقق الربح الأساسي ليهود سوس، نظرا “لاحتكارهم مختلف العمليات التجارية، التي تتم داخل الأسواق والمواسم”، إضافة إلى دورهم الفعال كوسطاء ووكلاء ضمن نظام تجارة القوافل الصحراوية والتجارة الخارجية، التي اتخذت من مدينة الصويرة مركزا رئيسيا للتصدير والاستيراد في مغرب القرن التاسع عشر.

و”سيطر اليهود على تجارة ريش النعام، إذ أصبحوا من أهم محتكريها طيلة النصف الثاني”، وتضاف إلى هذه المادة تجارة الصمغ، التي كانت مهمة إلى جانب ريش النعام.

ويعد الباحث والمؤرخ المغربي خالد بن الصغير من أهم الباحثين المغاربة الذين اهتموا بالأرشيف الخاص بالمغرب والأبحاث المنجزة حول تاريخه في بريطانيا وأمريكا، مشيرا إلى أن “اللجوء إلى الأرشيف التاريخي المتعلق بالمغرب والمحفوظ في الخارج أمر أساسي لتمكين الباحث من معالجة مواضيعه بأكبر عدد ممكن من الوسائل الكفيلة بالإجابة على أسئلة تظل مطروحة إلى اليوم”.

وفي هذا الباب، يمكن القول حسب بن الصغير “إن جميع الدول الأجنبية التي كان لها تمثيل دبلوماسي في المغرب، سواء خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث كانت مقرات جميع المفوضيات الأجنبية قائمة في طنجة، أو خلال مرحلة الاستقلال، جميع هذه الدول تتوفر ضمن دور أرشيفاتها الوطنية على ملفات قد تكثر أو تقل تتعلق بالأوضاع في المغرب، بما في ذلك روسيا والسويد والدنمارك والنرويج والولايات المتحدة والبرازيل وغيرها. صحيح أن تكاليف البحث في هذا الأرشيف ثقيلة، ولكنها تمكن من سد الفراغات الكثيرة الموجودة أحيانا في الأرشيف المغربي، كما تساعد على تسليط الأضواء الكاشفة على مواضيع لا تتوفر عنها معطيات كثيرة في الأرشيف المغربي”.

الجدير بالذكر أنه صدر للمؤرخ خالد بن الصغير ، صاحب مجموعة من الأعمال الشهيرة منها “المغرب في الأرشيف البريطاني: مراسلات جون دراموند هاي مع المخزن 1846-1886” و “بريطانيا وإشكالية الإصلاح في المغرب، 1886-1904” وأعمال أخرى في الترجمة  اهتمت بالأساس بأدب الرحلات، كترجمته لكتاب رحلة الصفار الى فرنسا، 1845-1846  لسوزان جيلون ميللر التي حازت ترجمته على جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي بالإمارات.

وكذلك أعمال أخرى ركزت على مسألة الأقليات بالمغرب، التي حظيت بمساحة شاسعة من اهتماماته في الترجمة، فأصدر عدة أعمال منها “يَهُودِيُّ السلطان: المغرب وعالم اليهود السفرد” و “يهود المغرب وحديث الذاكرة” الذي حازت ترجمته على جائزة المغرب للكتاب 2016، في صنف الترجمة.

عن بيت الفن