اللقاء شكل فرصة لإثارة تساؤلات حول قضايا السينما المغربية وأسباب عزوف الجمهور…
بيت الفن :
في إطار أنشطة المهرجان الدولي لفيلم الطالب، احتضن فضاء المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، حفل توقيع كتابين الأول بعنوان “السينما المغربية من التراكم إلى الحساسية الجمالية” للكاتب والباحث والناقد السينمائي محمد اشويكة، والثاني موسوم بـ “السينما العربية” للكاتب والناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، من تنشيط الفنان والناقد شفيق الزكاري.
وفي تقديمه للقاء قال شفيق الزكاري إن السينما المغربية شهدت في السنوات الأخيرة، تقدما ملحوظا على المستوى الكمي، وتم تصوير العديد من الأفلام سواء الطويلة منها أو القصيرة أو الوثائقية، كما كانت هذه الأفلام بشتى أنواعها حاضرة في المحافل الوطنية والدولية، مما ساهم في تشكل إرهاصات خطابات حساسية سينمائية وجمالية في الآن نفسه، باختلاف توجهات ومرجعيات المخرجين، إلا أن ما يرافق كل هذه الإنجازات، هو سؤال الجودة، وشروط الآليات المتحكمة في النهوض بقطاع السينما.
وأضاف منشط اللقاء أنه بعد حضور السينما المغربية بالمفهوم النظري سابقا، أصبحت هذه السينما حقيقة جدية، نظرا لاختلاف الرؤى والمواضيع وتقنيات وأساليب التصوير. بمعنى أن السينما المغربية بدأت في تحديد ملامحها للانتماء لتربتها، وانشغالاتها بالقضايا الكبرى في المجتمع المغربي. ولكي تسير في هذا الأفق، لا بد من مسايرة هذه الإنتاجات الإبداعية بنفس نقدي هادف، يستطيع أن يقوم مسالكها تقنيا وإبداعيا في خط متواز، وطبعا هذا ما أشار إليه في الجلسة الافتتاحية لمهرجان فيلم الطالب الدكتور كلاوي، حين تحدث عن علاقة السينما بكل المناحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وخاصة الفلسفية منها.
من جانبه تحدث محمد اشويكة عن ما جاء في كتابه من آراء وتوضيحات عن واقع السينما المغربية بكل حيثياتها الموضوعية والتقنية، مستشهدا بنماذج من أفلام مغربية حديثة، ونوعية انشغالاتها في خضم هذا التراكم الحاصل على مستوى الإنتاج، ثم طرح بعض القضايا المتعلقة بالحساسيات الجمالية التي تجمع بين هذه الإنتاجات، وعن سبب اختيارات المخرجين لهذا النوع من المواضيع.
أما الكاتب والناقد عبد الكريم واكريم، فسلط الضوء في كتابه على السينما العربية والمغربية، وحواراته الخاصة مع بعض المخرجين المغاربة والعرب، محاولا الوقوف على التقاطعات التي جمعت اهتمامات المخرجين العرب والمغاربة، ومدى التفاوتات الإبداعية في هذه التقاطعات وتطوراتها، التي أصبحت محط اهتمام النقاد والمهتمين والجمهور، مع تسليط الضوء على بعض الانتقادات التي عرفتها السينما في العالم العربي بصفة عامة.
وشكل هذا اللقاء موضع تساؤلات الحاضرين من الفنانين والمخرجين والنقاد حول هموم وقضايا السينما، خاصة السينما المغربية، وعن أسباب عزوف المشاهد المغربي عنها، وأسباب غياب قاعات العرض كذلك، لينتهي هذا اللقاء بتوقيعات الكتابين.