أمين الدمناتي

متحف محمد السادس للفن يكرم الراحل أمين دمناتي

إلى جانب تميزه كفنان تشكيلي انشغل بفن المسرح وكان شغوفا بالموسيقى والشعر

بيت الفن

يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، يوم 12 دجنبر الجاري، حفل تكريم الفنان الراحل أمين دمناتي، بمناسبة الذكرى الـ 46 لوفاته ونشر كتاب “أمين دمناتي، تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد”.
ذكر بلاغ لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، أن برنامج الأمسية التكريمية التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتضمن عرض مقاطع من شريط وثائقي يجري إنجازه من طرف القناة الوطنية الأولى، وعرضا لكتاب “أمين دمناتي، تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد”، بمشاركة مؤلفه، موريس أراما، والباحثة الجامعية نادية صبري. وإلى جانب تميزه كفنان تشكيلي، انشغل أمين دمناتي بفن المسرح، حيث عملا ممثلا ومختصا بالديكور، وحظيت أعماله بتقدير وتنويه عدد من الشخصيات الفنية والأدبية من بينها غاستون دييل وكمال زبدي وأحمد صفريوي وجان بوريت.
وأضاف البلاغ أن الفنان الراحل كان شغوفا بالموسيقى والشعر، مشيرا إلى أنه حريصا على تصميم ملابسه بنفسه.
وولد أمين دمناتي ولد في 15 يناير 1942 بمراكش، و تابع تعليمه الابتدائي والثانوي في الدار البيضاء، كما التحق بقسم الفنون التطبيقية بثانوية مرس السلطان، قبل ان يستكمل مساره الدراسي في كلية الفنون التطبيقية بباريس، حيث نظم أول معرض له في عام 1961. وبعد عودته للمغرب، عرض الدمناتي أعماله بكل من الرباط ومراكش والدار البيضاء، وشارك في لقاءات حول وضعية الفنون في المغرب وساهم في إنشاء واحدة من أولى جمعيات الفنانين التشكليين المغاربة، قبل أن توافيه المنية عن 29 سنة.

أمين الدمناتي، فنان تشكيلي، شاعر ومسرحي، ويعد في مصاف التشكيلين الذين أثروا المشهد التشكيلي المغربي، كان ضيفا على الملك الراحل الحسن الثاني في 11يوليوز، فشاءت الأقدار أن يكون من بين ضحايا انقلاب الصخيرات في 1972 …

الشاعر المغربي الراحل كمال الزبدي كتب في حقه عام 1966:«عالم مشحون بالشعر، ينشد فيه اللون الكلمة ويترجمها إلى نصوص من الحياة بحس دقيق: مشاهد يومية، وجوه… أمين الدمناني شاعر بمعنى الكلمة، عرف كيف يقيس الخطوة على سلم الأمل، محتفلا بكل ما جوهري وأساسي».

عن تجربة الراحل قال رفيق دربه الفنان الحسين طلال: «لقد تعرفت على الراحل في أواخر الستينيات في باريس عن طريق الفنان أحمد الشرقاوي، وهو مبدع يجيد الرسم الأكاديمي، وكان له ولع شديد بتشكيل كل ما يتعلق بالمجال المغربي، خاصة ساحة جامع الفنا وصومعة الكتبية والمجموعات البشرية، كان إنسانا متواضعا يحب التواصل الاجتماعي، والانفتاح على مختلف الفاعلين الثقافيين، وكانت له قدرة خارقة على إبدع صيغ جديدة للمعالجة التشكيلية للمواضيع، بعيدا عن كل تكرار واجترار، إن رحيله يعد خسارة كبرى للإبداع المغربي المعاصر».

بمناسبة معرض له نظم سنة 1969، كتبت الأديبة والباحثة زكية داوود في «كاطالوغ» خاص بالمعرض مقالا تحت عنوان:«ربيع الدمناتي»، قالت فيه إن الراحل يحافظ ويعزز السمات المميزة لعمله الإبداعي، وهي على التوالي: الانسجام، السرية والخفة والاستحضار خارج كل نزعة درامية أو عنيفة، فالرجل مشهود له بخطابه الجمالي الهادئ والمسالم، والذي استلهم إبداعه من المغرب العميق، مانحا متلقيه الفعليين والمفترضين شعورا بالجميل والجليل والنبيل، في رحاب عرس ربيعي يطالعنا بألوانه الزاهية والناصعة، التي تحتفي بالحق في الحياة، متجاوزة كل ما هو غرائبي وطرائفي، فالمغرب في أعماله بمثابة مسرح حي ومرصد للقيم الشعبية والعالمة التي ألهمت كبار المبدعين العالميين أمثال دو لاكروا وماتيس».

تلمست يداه فرشاة، وما تلمست رصاصا، أخذ معه عمقه وترك لنا الإرث، ونتمنى ألا يختزل في سوق اللوحة، وتضيع قيمة الرجل في ثنايا النسيان.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

“الشعيبية..ساحرة الفنون” معرض يقتفي أثر أشهر فنانة مغربية

افتتح أخيرا في الرباط معرض “الشعيبية.. ساحرة الفنون”، الذي تنظمه مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، والمخصص...