نزوات غويا

عبد الرحيم التوراني يوقع “نزوات غويا” ببيروت

مجموعة قصصية عبارة عن لوحات فنية ساحرة أشبه بلوحات فرانسيسكو غويا 

بيت الفن

يوقع الكاتب والزميل الصحفي المغربي عبد الرحيم التوراني مجموعته القصصية الجديدة “نزوات غويا” ضمن فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته 61 المنظمة من 30 نونبر الجاري إلى 13 دجنبر المقبل في مركز بيال للمعارض وسط بيروت، برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني ومن إعداد وتنظيم النادي الثقافي العربي بالتعاون والتنسيق مع اتحاد نقابة اتحاد الناشرين في لبنان.

وأكد التوراني أنه سيكون من بين ضيوف المعرض، حيث سيقدم “نزوات غويا” بجناح رياض الريس للكتب والنشر في بيروت، مشيرا إلى أن “نزوات غويا” عبارة عن مجموعة قصصية تتألف من عشرين قصة توزعت على العناوين التالية “الميت الأبكم”، “المديح السفلي”، “موت مجنون”، “ذاكرة الحرب المبتورة”، “نزوات فرانسيسكو غويا”، “رائحة القتل والجنون”، “أفكار بلا أزرار”، “سكرة بجانب الموتى”، “المشنوق يشرب القهوة من السقف”، “مدونة الغيلم”، “فيلم جديد للمخرج مايكل مور”، “بوحمارة في درب مولاي الشريف”، “أغنام وارانب مغدورة”، “القمقوم”، “سنوات الكلب والنباح”، “الذباب البليد”، “هزيمة حارس المرمى”، “البيروقراطي والأرستقراطية”، “القبر الأخير” وأخيرا “إعدام الجثث ذات الدم الحار”.

في تقييمه للمجموعة كتب الدكتور عبد الصمد محيي الدين على الغلاف “لعل ما يميز عبدالرحيم التوراني، عن غيره من القصاصين والروائيين المغاربيين، علاوة على سلاسة الصوغ السردي، ذلك التوظيف البديع لعبثية الوجود، داخل قوالب تتخذ من التفكه نسيجا يمتشق المضامين كسلاح ضد كآبة العالم.

وحتى لا تطغى الكآبة على المد السردي، يوظف الكاتب ما يصح أن نسميه “ما وراء ـ السوريالية” غاية في الحبك التصويري.

ومن قصة إلى أخرى، تمخر أقدار الشخوص عباب الأحداث في سياق عجائبي بامتياز، دون أن تفقد مثقال ذرة من مصداقيتها الواقعية.

لذا حق القول بالسهل الممتنع إزاء هذه المجموعة القصصية الذكية المضامين، الزاهية الأسلوب”.

من جانبها كتبت الإعلامية اللبنانية فاطمة حوحو (نزوات غويا).. “عنوان معبر عن عوالم موضوعات يقدمها عبد الرحيم التوراني بأسلوب مختلف، منتقدا الأوضاع السياسية والاجتماعية بطريقة غير مباشرة، عبر تصوير الاضطرابات التي تسكن النفس البشرية نتيجة الظروف المحيطة، شخصيات غرائبية وكوميديا سوداء، تكشف عيوب المجتمع ولا تغرق القارئ في الكآبة أو البكاء، وإنما تنقله إلى ما وراء العتمة، إلى خاتمات مفتوحة الأسئلة، فلا أجوبة جاهزة أو استنتاجات واقعية، فقط آفاق بعيدة، من سخرية قاتلة حد الموت المعشش في ثنايا النصوص، والمحلقة بعيدا عن العادي والواقعي كما في الأحلام إلى رمزية وفنتازيا فوق المرئيات”.

قصص تغوص في عيوب تنخر السلطة ورجالها وحكام الفساد السياسي والأخلاقي والديني، تفند مظاهره وتأثيراته، في لغة وسرد غني ومميز، يحفر عميقا في اللغة التعبيرية الخاصة.

القصص هي عبارة عن لوحات فنية ساحرة، أشبه بلوحات الفنان الاسباني الشهير فرانسيسكو غويا المعروفة باسم “النزوات”، التي عبر فيها عن نقده لفساد البلاط الملكي الاسباني والنبلاء ورجال الدين ومحاكم التفتيش وضحاياها، في أواخر القرن السابع عشر، ساخرا من الواقع الاجتماعي الممتلئ بالرعب من الفظائع التي ارتكبت والشرور التي حيكت في كواليس القصور.

في إحدى هذه اللوحات يظهر رجل نائم وقد أسند رأسه ويديه إلى طاولة بينما نحى قلمه جانبا. وخلف الرجل تظهر مجموعة من طيور البوم والخفافيش الضخمة وهي تصفق بأجنحتها وتصيح. كما يظهر في اللوحة وحشان غريبا الهيئة أحدهما رابض على الأرض وقد صوب نظراته الشريرة إلى الرجل بينما قفز الآخر على ظهره وعيناه تلمعان في الظلم. وعلى مقدم الطاولة التي ينام عليها الرجل كتبت عبارة “إذا نام العقل استيقظت الوحوش”. هذه اللوحة اعتبرت ترجمة بسيطة ومباشرة لأفكار غويا، الذي كان يحترم العقل ويؤمن بحرية الفكر.

لا شك أن تأثير لوحات “النزوات” على الكاتب واضح، ربما كونه، أيضا، فنان تشكيلي لديه حساسية خاصة تجاه اللوحة التي تقرأ لغتها بالألوان والخطوط المصورة وتترجم بالكلمة عبر الكتابة.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *