(و م ع) بيت الفن
ضرب عشاق الموسيقار محمد عبد الوهاب، ليلة أمس الجمعة بالرباط، موعدا مع حفل فني بعنوان “وهابيات الفن الخالد” سافر بهم إلى عوالم الفن الراقي الأصيل.
“أنا والعذاب وهواك”، و”جفنه علم الغزل”، و”يا مسافر وحدك”، و”مضناك جفاه مرقده”، و”ست الحبايب” أغاني ضمن باقة من المقطوعات التي أداها بفنية واحترافية عالية المطرب المغربي فؤاد طرب، الذي أدى أيضا مجموعة من الأغاني التي لحنها الموسيقار عبد الوهاب لفنانين كبار كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة.
ولم يترك الجمهور الحاضر لهذا الحفل الذي نظمه المركز الثقافي المصري، تحت شعار “وهابيات الفن الخالد”، للمطرب فؤاد طرب فسحة التفرد بأداء الأغاني، بل شاركه وتفاعل مع كل المقطوعات التي أداها رفقة جوق تحت رئاسة المايسترو عز الدين منتصر .
كما أدى الفنان القدير عبد الواحد التطواني، بإلحاح من الجمهور، أغنية “إمتى الزمان يسمح يا جميل”، ثم رائعة الراحل أحمد الغرباوي “إنها ملهمتي”، فأضفى بهجة على الحفل، إلى جانب المطرب ابراهيم بركات، الذي أدى مقطوعة “أنا لك على طول” للعندليب الأسمر، التي لحنها الموسيقار عبد الوهاب.
وقبل ذلك، تتبع الحضور شريطا عن الراحل عبد الوهاب تضمن عددا من المحطات الفنية التي طبعت حياته الفنية، وكذا علاقته بالمغرب الذي زاره، وتخللتها الرسالة الصوتية التي هنئ من خلالها الموسيقار جلالة المغفور له الحسن الثاني والشعب المغربي بمناسبة عيد الشباب.
وقال المستشار الثقافي، مدير المركز المصري يحيى طه حسنين، في كلمة بالمناسبة إن هذه الأمسية الاحتفالية بالموسيقار عبد الوهاب تأتي لاستعراض حياة وأعمال واحد من رواد مصر والعالم العربي، الذي كان فنانا شاملا جمع بين اللحن والغناء، مشيرا إلى أن اللقب الذي أطلق على عبد الوهاب “فنان الأجيال” كان عن جدارة واستحقاق.
وأضاف المستشار أن عبد الوهاب، فنان تذوق اللغة العربية وأتقنها، فيما كان لأمير الشعراء أحمد شوقي بالغ الأثر في تذوقه للشعر العربي، مشيرا إلى أنه كان فنانا مجددا، وظل قيمة فنية كبيرة .
وقال حسنين في تصريح نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، إن الاحتفال بفن الموسيقار عبد الوهاب كأحد أعلام الموسيقى المصرية والعربية، يندرج في إطار الاحتفالات التي ينظمها المركز منذ يناير 2017 بمناسبة مرور60 سنة على إحداثه .
وأشار إلى أن تكريم الموسيقار عبد الوهاب بأصوات مغربية تجسيد للعلاقات الوطيدة، التي تربط بين ثقافتي وشعبي المغرب ومصر، معتبرا أن الفن حياة النفوس، ويخاطب المشاعر، ووسيلة للتقارب بين الشعوب .
وذكر أن عبد الوهاب كغيره من رواد ورموز الفن بمصر، زار المغرب، وتعرف عليه وعلى ثقافته، وشعبه، وملكه آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني، مبرزا أن عبد الوهاب عنى للشارع المغربي محمد الطنجاوي رائعته “الله أكبر” .
جدير بالإشارة إلى أن محمد عبد الوهاب، الذي رحل سنة 1991، ولد بالقاهرة، وعمل كملحن ومؤلف موسيقي، وكممثل سينمائي، بدأ حياته الفنية مطربا ضمن فرقة فوزي الجزايرلي عام 1917، ثم درس العود في معهد الموسيقى العربية وانتقل إلى السينما عام 1933 .