يتميز حفل الافتتاح بتكريم المخرج كمال كمال وعرض ومناقشة فيلمه الروائي الطويل السمفونية المغربية…
بيت الفن
تحت شعار “السينما للجميع”، تنطلق مساء يوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024 بالمركب الثقافي مولاي رشيد فعاليات الدورة العاشرة، من مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية، الذي ينظمه النادي السينمائي سيدي عثمان إلى غاية 12 أكتوبر 2024 بدعم من المركز السينمائي المغربي وبتنسيق مع مقاطعة سيدي عثمان.
ويتميز حفل الافتتاح بتكريم المخرج كمال كمال وعرض ومناقشة فيلمه الروائي الطويل “السمفونية المغربية”، فضلا عن عرض الفيلم الروائي الطويل “الصوت الخفي” من إخراج المحتفى في حفل الاختتام.
ويقدم برنامج الدورة الجديدة فقرات غنية تتضمن العروض السينمائية المسائية المتنوعة، وتشمل 12 فيلما مغربيا روائيا قصيرا، تتنافس على جوائز المسابقة الرسمية، التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج يونس الركاب وتضم إلى جانبه الموسيقية والمنشطة ومهندسة الصوت سناء فاضل والصحافي الفني عبد الرحيم الراوي والممثل وعضو المكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب جيلالي بوجو.
ومن فقرات ثلاث ورشات تكوينية لفائدة الشباب والمهتمين، ويتعلق الأمر بورشة القراءة الفيلمية من تأطير الباحث السينمائي يوسف أيت همو. ورشة السيناريو من تأطير المخرج والإعلامي رشيد زكي. ورشة الكتابة الصحفية عن السينما ومهرجاناتها من تأطير الصحفي الفني أحمد ردسي.
وهناك، أيضا، حفل تقديم وتوقيع الجزء السادس من السلسلة التوثيقية “وجوه من المغرب السينمائي” بعنوان “سينمائيون رواد بيننا”، من تأليف المؤرخ السينمائي أحمد سيجلماسي، وحفل تقديم وتوقيع بعض إصدارات المخرج هشام العسري.
وتكريسا لثقافة الاعتراف سيتم تكريم مبدعين كبيرين أعطى كل منهما الشيء الكثير في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون والموسيقى على امتداد عقود من الزمن ويتعلق الأمر بالمخرج كمال كمال والممثل إبراهيم خاي في حفل الاختتام.
ويهدف المهرجان، حسب مديره عبد الحق المبشور إلى إتاحة الفرصة أمام المخرجين الشباب لعرض أفلامهم وإبراز مواهبهم في المجال السينمائي وتشجيعهم بجوائز في إطار مسابقة للفيلم الروائي القصير.
والمساهمة في التربية الفنية للجمهور والعمل على الرفع من مستوى ذائقته الجمالية وحسه النقدي بواسطة عرض ومناقشة أفلام مغربية منتقاة بعناية ولقاءات مباشرة مع المبدعين والمثقفين وغيرهم.
كذلك يهدف المهرجان إلى خلق فرص لتكوين الشباب في مجالات السينما والسمعي البصري عبر ورشات، ودعم السينما الوطنية من خلال التعريف بإنتاجاتها وترسيخ ثقافة الاعتراف عبر تكريم رموزها.
عرض 12 فيلما قصيرا في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة:
1، أيام رمادية لرضا هنكام.
2، لي لانتصار الأزهري.
3، أنين صامت لمريم جبور.
4، خريف لمحمد الميساوي.
5، وجدان لهلال العزوزي.
6، أسيف لياسين أيت فقير.
7، الأيام الرمادية لعبير فتحوني.
8، نهاية تصوير لرضى بنعزوزة.
9، السندويش لعبد الله إلحاق.
10، نيفادا 21 لنسيم بودراع وإليزا بودان.
11، يا بني آدم لبن جابر إبراهيم خليل.
12، الزائر لرضوان لقنين.
كمال كمال مايسترو السينما المغربية
المبدع كمال كمال، واسمه الحقيقي كمال الدين بنعبيد، من مواليد 23 يونيو 1961 ببركان (المغرب الشرقي)، درس الموسيقى الغرناطية والموسيقى الكلاسيكية بكونسيرفاتوار وجدة من 1970 إلى 1978، كما حصل على الإجازة في الأدب الفرنسي بجامعة محمد الأول بوجدة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية) سنة 1984 واستفاد من دروس نظرية وتطبيقية في تقنيات كتابة السيناريو بالكونسيرفاتوار الحر للسينما الفرنسية (CLCF) بباريس لمدة ثلاث سنوات ابتداء من 1993.
يمارس حاليا التأليف الموسيقي وكتابة السيناريو، كما يمارس الإنتاج والإخراج للسينما والتلفزيون. ويمكن اعتباره من المخرجين العصاميين الذين دفعهم عشقهم للإخراج إلى تعلم تقنياته والإستئناس بآلياته عبر الممارسة الميدانية وعبر الاحتكاك بالتقنيين والمخرجين المحنكين .
وهو خير مثال للسينمائيين الشباب والهواة للإقتداء به وبتجربته الإبداعية الشمولية، فقد جمع بين كتابة الشعر وعشق الأدب والفنون وبين الانفتاح منذ نعومة أظافره على عوالم الموسيقى المختلفة، كما انجذب بروحه المغامرة إلى عوالم تنظيم المهرجانات الموسيقية بالجهة الشرقية للمملكة: إدارته لمهرجان الفنون الشعبية بالسعيدية سنة 1986 وتأسيسه لمهرجان الراي بوجدة سنة 1988، وإنتاج الأعمال السمعية البصرية وعلى رأسها المسلسل التلفزيوني إدريس الأكبر سنة 1991 بمشاركة ممثلين من المغرب ومصر ولبنان في ثلاثين حلقة بلغت ميزانيتها آنذاك ثمانية ملايين درهم.
انطلقت مسيرة كمال كمال الإخراجية بالوصلات الإشهارية والفيديوكليبات، التي أخرجها لفائدة التلفزة المغربية، وشيئا فشيئا بدأ يتمكن من أدوات التعبير السينمائي والسمعي البصري، الشيء الذي حفزه على كتابة سيناريو وإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة طيف نزار (2002)، الناطق بالعربية الفصحى والحاصل على جائزة أول عمل بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، وأتبعه بأربعة أفلام أخرى تحضر في أغلبها الموسيقى بشكل ملحوظ هي السمفونية المغربية (2005) والصوت الخفي (2013) ونذيرة (2018) ونوبة العشاق (2024). وقد حصل فيلمه الصوت الخفي سنة2014 على ثلاث جوائز بمهرجان طنجة الوطني للفيلم: الجائزة الكبرى، جائزة الموسيقى، جائزة الصوت. كما حصل نفس الفيلم أيضا على الجائزة الكبرى (جائزة عثمان صامبين) لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2014 وجائزة سعد الدين وهبة في الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي …
من أعماله التلفزيونية نذكر: أفلام سيد الغابة (2004) والركراكية (2007)، الذي احتفى فيه بالفن التشكيلي، والصالحة (2009) الذي احتفى فيه بفن العيطة، ومسلسل الحياني (2012) وسيتكوم عائلة محترمة جدا (2005)….
الملاحظ أن أعمال كمال كمال السينمائية والتلفزيونية تحضر فيها الموسيقى بقوة، ويرجع سبب ذلك إلى ممارسته للموسيقى وتعلمه لها منذ الصغر وإلى انجذابه وهو طفل إلى الأفلام الهندية بغنائها وموسيقاها وألوانها وغير ذلك من التوابل المعروفة، فمشاهداته للأفلام الإستعراضية (المصرية والهندية وغيرها) واستمتاعه بموسيقاها في مراحل الطفولة (رفقة والده) والمراهقة والشباب هي التي رسخت لديه عشق السينما.
تجدر الإشارة إلى أن المخرج كمال الدين بنعبيد، زيادة على إبداعاته السينمائية والتلفزيونية والموسيقية المختلفة، ساهم ولايزال في تأطير العديد من الورشات التكوينية في تقنيات كتابة السيناريو، كما ترأس أو شارك في لجن تحكيم مسابقات الأفلام هنا وهناك.
إبراهيم خاي: ممثل تلقائي وصادق
الممثل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي إبراهيم خاي من مواليد الدار البيضاء سنة1951، انطلقت مسيرته الفنية سنة 1967، وهو لا يزال تلميذا بثانوية الخوارزمي، بدار
الشباب قرية الجماعة، مع فرق مسرح الهواة وروادها آنذاك أمثال الأستاذ إبراهيم وردة. شارك في مجموعة من المسرحيات من قبيل مذكرات رجل يعرفهم جيدا ومجدوب القرن العشرين وأسطورة بطل…. وفي أواخر السبعينات نودي عليه من طرف المسرح البلدي للمشاركة في مسرحية كارط سيجور من إنتاج الرسام عبد اللطيف الزين وإخراج محمد مجد وتشخيص عبد الله العمراني وزهور المعمري وفاطمة الركراكي والمحجوب الراجي ونور الدين بكر وحسن الصقلي وعزيز الضيفي وغيرهم. وتوالت بعد ذلك مشاركاته في أعمال مسرحية ناجحة خصوصا مع فرق محترفة توجد على رأسها فرقة مسرح الحي: نصرانية وتزغرت، العقل والسبورة، شرح ملح، القضية في البرقية، فوق السلك، فم بلا عار، حب وتبن، شارب عقلو…
من أعماله التلفزيونية الكثيرة نشير إلى مسلسلات /سلسلات/ سيتكومات: الفاميلا، الصك وغنيمة، راطراباج، زاكي الخفة، أنا وكانتي، زطاط، جنان الكرمة، الهاربان، مبارك ومسعود، فلوكة، خير وسلام، المستضعفون، بعض حلقات مداولة وألف لام وعينة من أعمال يسري شاكر (نوادي العرب، كشكول الفن، ألف ليلة وليلة …)، وأفلام: جرب تشوف (2024) للطفي آيت جاوي، سطوب، لعبة الخيانة، الكنز المرصود، القرصان الأبيض…
أما أفلامه السينمائية القليلة، مقارنة مع أعماله المسرحية والتلفزيونية، فنذكر منها العناوين التالية: طاكسي بيض 2 (2024) لمنصف مالزي، الثلث الخالي (2023) لفوزي بن السعيدي، كازا أوفر دوز (2020) لعادل عمور، وليلي (2017) لفوزي بن السعيدي، عمي (2016) لنسيم عباسي، يا له من عالم جميل (2006) وألف شهر (2003) لفوزي بن السعيدي، شفاه الصمت (2001) لحسن بنجلون…
مما يتميز به الممثل الشعبي المتواضع إبراهيم خاي صدقه وتلقائيته في الأداء وتمكنه من أدوات التعبير بحركات جسمه وتقاسيم وجهه وكلامه وصمته.