أبت وزارة الاتصال الجهة الوصية على المركز السينمائي المغربي إلا أن تدفن مؤقتا نتائج لجنة الدعم التي توصلت بها نهاية يوم الاثنين الماضي…
بيت الفن
على عادتها المستحدثة، أبت وزارة الاتصال الجهة الوصية على المركز السينمائي المغربي إلا أن تدفن مؤقتا نتائج لجنة دعم الأعمال السينمائية، التي توصلت بها نهاية يوم الاثنين الماضي (يوليوز 2024)، فبعد انتهاء جولة التحقيقات والمداولات، صدت اللجنة بالأدبار، وتركت النتائج في يد آمنة للتمعن فيها ورقة ورقة، دقة، دقة، لتذوق مذاقها، وتنسم توابلها، هو القاضي، هو الأمين، يعرف من يستحق الكُرْصَةْ، ومن يستحق الخبزة، ومن لا يستحق… لا زربة على صلاح، وضع الختم على النتائج، تستدعي التجول والتفسح بين السطور والملفات.
القاضي الأمين يحب سماع “المْزَاوْكَة” (تْلْقُونَا لْلْفْرَاجَة) نعم هو يحاول أن يوقر في ذهن صناع الفرجة أهمية الاعتناء بعنصر التشويق في أعمالهم الإبداعية، ودون ذلك لا تستحق أعمالهم الفرجة، وعليه احجزوا أماكنكم وضعوا الحزام، وكونوا متحمسين وأنتم تنتظرون علي بلحسين، وهو يلتصق بحائط الموت ويقوم بـ “شقليبان”، رافعا يديه عن المقود.
الحمد لله، أن اللجنة مستقلة في قراراتها، والوزير، أيضا، لا يرضى عن نفسه أو يسمح لغيره القيام بلعبة “شَقْلِيبَّانْ”، شكون الأول وشكون الثاني، ومن سيكرر القسم، ومن سيقول “حقي في الله كبير”.
قد يتساءل سائل لماذا لا تعلن نتائج اللجنة في سبورة تعلق بباب المركز السينمائي، على غرار نتائج الشهادة الابتدائية في ذلك الزمن الذي كان الكل يدرس بالسْكْوِيلَة ديال المخزن؟
آه لو فعلوا ذلك!
قبل تعليق السبورة سنشاهد “الدِّفِيلِي”، أمام باب المركز مخرجين، مخرجات، منتجين ومنتجات، شيوخ وشباب، واقفين تحت ضوء قنديل بلا فْتِيلَةْ في صباح بهيم، يمشون ذهابا وإيابا، ويرددون شعار “احنا على بابك واقفين”، وينادون أخرجوا النتائج من التابوت، نريد من دار الضمانة أسفل السبورة، وينادي البراح عن الفائزين.
تعليق السبورة، لا يحتاج إلى ختم، فقط صوت جهوري يعتمد على بوق، ويعلن صمت (SA TOURNE) ويبدأ البراح في سرد الأسماء من أين تبدأ وأين تنتهي من الألف إلى الياء.
وفي المشهد الساقطون يتمرغون في الأرض، والناجحون يزغردون، ومنهم من ينظم هْدِّيَّةْ، فيما أحدهم ما هو بالحي ولا بالميت يبدو مقروحا وهو مْتْوُسّْدْ مْسْنْ، لا يعرف هل يضرب أم يهرب. أما أولئك من أنعم الله عليهم بدعم لأول فيلم طويل، فسيصحبه أقرانه إلى بيته وهم يرددون: “طالب، طالب يايو، فرحات مو وبوه”.
اللوحات الأخيرة ليست مْتُوْلَة بما يكفي، هي فكرة تتناول موضوع “الطَّنْزْ العَكْرِي”، لكنها تحتاج إلى تطريز واجتهاد كل حسب طاقته، لنجعل منها أفلاما قصيرة تنضح بالكوميديا السوداء الساخرة، لتشكل أسلوب مقاومة حضارية، في مواجهة بؤس ثقافي، مترسخ لدى بيروقراطية إدارية تعيق التواصل الفعال، وهو ما لم يعد مرغوبا اليوم.