تكريم استثنائي لقامة فنية مغربية كبيرة في أكبر تظاهرة سينمائية خاصة بأفلام القارة السمراء…
بيت الفن
في جو احتفالي طبعته ثقافة الاعتراف، انطلقت مساء السبت بمدينة خريبكة، الدورة الـ24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بتكريم مستحق لقامة فنية فارعة، ويتعلق الأمر بالممثل الرائد محمد الخلفي.
عند تسلمه ذرع التظاهرة السينمائية الأعرق والأهم في إفريقيا، حيث تستضيف هذه السنة أزيد من 300 سينمائي إفريقي، قال الخلفي بتأثر كبير إن تكريمه في خريبكة هو العاشر في مساره الفني، لكنه بطعم آخر، فعند دخوله قاعة المركب الثقافي محمد السادس لامس عبارات الحب والتقدير من جمهور المهرجان، مشيرا إلى أن الاستقبال الحار غمره بإحساس طيب وجميل سيرافقه طوال حياته.
أثناء حفل الاحتفاء، الذي حظي بحضور جماهير قياسي، استعاد الممثل القدير محمد الخلفي، أبرز محطات مساره الفني في المسرح والتلفزيون والسينما، منطلقا من مسرحية “طبيب رغم أنفه”، التي قدمها سنة 1958 بمسرح “سارة برنار” في باريس، ثم في إطار فعاليات المعرض العالمي لبروكسيل في أول دورة له بحضور ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن (المغفور له الحسن الثاني) وكبار الزعماء السياسيين المغاربة، مستحضرا علاقته الطيبة بكبار الفنانين المغاربة، بدءا من الممثل العالمي حميدو بنمسعود وسيد المسرح المغربي الطيب الصديقي.
كما عرج المحتفى به على تجربته السينمائية، الزاخرة بأفلام قيمة من قبيل “الصمت، اتجاه ممنوع” (1973)، و”الضوء الأخضر” (1974)، و”أيام شهرزاد الجميلة” (1982)، و”الورطة” (1984)، و”أوشتام” (1997)، و”هنا ولهيه” (2004)، و”الوتر الخامس” (2010)، إضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة من بينها فيلم لهشام العسري بعنوان “بخط الزمان” (2006) وآخر لرشيد زكي بعنوان “غادي نكمل” (2012).
وعن مرجعياته السينمائية استحضر الخلفي المخرج الأمريكي سيسيل ديميل ملك هوليوود، الذي طبع السينما الأمريكية والعالمية بأعماله الخالدة، والمخرج الأمريكي الأسطورة إيليا كازان، الذي شكل مدرسة تخرج منها كبار هوليوود مثل جيمس دين ومارلون براندو وروك هيدسون وجاك بالانس، وآخرين.
واستحضر الخلفي، أيضا، علاقته بكبار الممثلين العرب، خصوصا عمالقة السينما المصرية فريد شوقي ويحيى شاهين، وليلى طاهر، الذين مثلوا معه في فيلم “الضوء الأخضر” للمخرج المغربي الراحل عبد الله المصباحي، ونجوم التلفزيون اللبناني، خصوصا عبد المجيد مجذوب وهاني الروماني اللذين مثلا إلى جانبه في مسلسل “الصمت”.
ويشهد مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، الذي يحتفي هذه السنة بالسينما المالية، مشاركة 13 فيلما من 10 دول إفريقية تتبارى على جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، المبرمجة ضمن فعاليات الدورة الـ24 التي تتواصل إلى 18 ماي الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويتنافس المغرب على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، بفيلمين هما “صمت الكمنجات” (2024) لسعد الشرايبي و”كاس المحبة” (2023) لنوفل براوي إلى جانب 11 فيلما طويلا من تونس، مصر، البنين، الطوغو، وركينا فاصو، الكاميرون، زامبيا، رواندا، والكوت ديفوار.
وتضم قائمة المسابقة الطويلة أفلام “لك جدي” لسارة بن سعود و”كواليس” لعفيف بن محمود وخليل بنكيران من تونس، و”الطين” لأركاد أسوغبا من البنين، و”حقل المنسيين” لروجي غبيكو من الطوغو، و”الحصان” لإليونوري يميغو من بوركينا فاسو.
كما تضم “جحر الفئران” لمحمد السمان من مصر، و”طاكسي وارين” لأو أسي من الكوت ديفوار، و”خدمة القلب” لبول ويلو من زامبيا)، و”عندما تنكسر القيود” لميسين ديريك تان من الكاميرون، و”خروف سادا” لباب بونام لوبي، و”العروسة” لمريم بيرارا من رواندا.
وتتنافس الأفلام الـ13 على ست جوائز، هي الجائزة الكبرى “عصمان سامبين”، وجائزة لجنة التحكيم “نورالدين الصايل”، وجائزة الإخراج “إدريسا وودراووغو”، وجائزة السيناريو “سمير فريد”، وجائزة أحسن دور نسائي “أمينة رشيد”، وجائزة أحسن دور رجالي “محمد البسطاوي”.
وتقود لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة المخرجة المصرية هالة خليل، بمساعدة كل من جان روك باتوديم من الكاميرون، وعفيفة الحسينات من المغرب، فضلا عن كالو بي كوليان اميل من الكوت ديفوار، وسيدو بيكوم من غينيا.
كما ستسهر لجنة تحكيم النقد السينمائي التي تتكون من ثلاثة نقاد سينمائيين أفارقة، ولجنة تحكيم السينيفليا التي تضم ثلاثة عناصر منتمين إلى أندية سينمائية منضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب على منح جائزتين رمزيتين هما على التوالي “جائزة النقد”، و “جائزة دونكيشوط”.