مهرجان تطوان لسينما المتوسط ينطلق بتكريمات مستحقة

أحمد حسني: المسابقة الرسمية تضم أفلاما جديدة وقوية 8 منها تعرض لأول مرة في المنطقة…

تتضمن عروض المهرجان 6 أفلام من أبرز الإنتاجات الجديدة…

عرض فيلم “يوم استثنائي” للمخرج الإيطالي إيتوري سكولا

عرض المنجز الفيلمي للمخرج المغربي فوزي بنسعيدي..

بيت الفن

على إيقاعات رقصة “الفلامينكو” الساحرة وموسيقاها الصاخبة، انطلقت، مساء السبت 29 أبريل 2024 بسينما “إسبانيول” بتطوان، فعاليات الدورة الـ29 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتكريم ثلاثة وجوه سينمائية من إيطاليا وبلاد الأناضول (تركيا)، ويتعلق الأمر بالنجمة الإيطالية إيزابيلا راغونيزي، والنجمة التركية فيلدان أتاسيفير، وضيف المهرجان النجم التركي ميرت أرتميسك المعروف لدى الجمهور المغربي بـ”كمال كوزان” في مسلسل “سامحيني”، الذي حقق متابعة قياسية خلال عرضه على القناة الثانية (دوزيم).

في كلمة بالمناسبة، أعربت النجمة السينمائية التركية، فيلدان أتاسيفير، التي تسلمت ذرع تكريم المهرجان من يدي الممثل المغربي مالك أخميس، عن اشتياقها للمغرب ولمدينة تطوان، التي كانت مدعوة إلى مهرجانها السينمائي في دورة سابقة، لكن الزلزال الذي ضرب تركيا حال دون حضورها.

كما استحضرت النجمة التركية، التي حظيت باستقبال حار من جمهور المهرجان، الزلزال الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر 2023، بعبارات مؤثرة اختزلتها في مقولة شهيرة للكاتب الروسي ليو تولستوي “إذا شعر الإنسان بالألم فإنه حي، وإذا شعر بآلام الآخرين فإنه موجود”.

أما النجمة الإيطالية إيزابيلا بيغوزيني، فعبرت بدورها عن سعادتها بحضور هذه الدورة، التي خصتها بتكريم سيظل راسخا في ذاكرتها، معتبرة أن السينما هي ما يجعلنا أسرة واحدة تلتئم في القاعات السينمائية لمشاهدة الأفلام.

بدوره عبر ضيف المهرجان النجم التركي ميرت أرتميسك، عن عشقه للمغرب الذي يعود إليه للمرة الخامسة، مشيرا إلى أنه يتابع السينما المغربية بشغف.

لجنة تحكيم ذات خبرة واسعة ومسارات غنية

حفل الافتتاح، الذي سجل حضورا مكثفا لمهنيي وعشاق الفن السابع وشخصيات من عالم الثقافة والفنون وممثلي وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي وسفير تركيا بالمغرب ومسؤولين جهويين ومحليين، وشركاء مؤسساتيين، شهد تقديم لجنتي تحكيم المهرجان، ويتعلق الأمر بلجنة تحكيم المسابقة الرسمية، ولجنة النقد (مصطفى المسناوي).

وخلال تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية قال رئيس اللجنة المخرج الفلسطيني، إليا سليمان، إنه يحب المغرب لأنه يعرف أن المغرب يحب فلسطين، بدورها قالت رئيسة لجنة النقد، الكاتبة التونسية شادية خضير، إن السينما هي النافذة التي ننظر منها إلى العالم، مشيرة على أن اللجنة ستنظر للأفلام بطريقة خاصة وفنية.

وتتشكل اللجنة، التي يقودها المخرج الفلسطيني إليا سليمان، من الممثلة الفرنسية الشابة كوستالاجي مالاندا، وكاتبة السيناريو والمخرجة الإيطالية سيلفيا سكولا (ابنة أحد كبار السينما الإيطالية إيتوريه سكولا)، والمخرج وكاتب السيناريو الفرنسي الروماني الأصل رادو ميهايلينو (مخرج فيلم عين النسا)، والكاتبة والمخرجة ومنتجة الأفلام الوثائقية المغربية-الفرنسية سيمون بيطون (من أحدث أفلامها الزيارة).

أما لجنة تحكيم النقد (مصطفى المسناوي)، التي تقودها الناقدة والإعلامية التونسية شادية خضير فتضم الناقد والأستاذ الجامعي المغربي رشيد نعيم، والناقد والصحافي المتخصص في الشأن السينمائي الإسباني فرانسيسكو غرينيان.

وتحيل لجنتا التحكيم على مبدعين مكرسين وأسماء ذات خبرة واسعة ومسارات غنية، أوكلت إليها مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط مهمة صعبة، هي تقييم الأفلام المقترحة (12 فيلما في المسابقة الرسمية) واختيار أكثرها قوة وجاذبية، ضمن برمجة فنية يشهد المتخصصون والنقاد بأنها تميزت في مختلف دورات المهرجان بكونها برمجة جريئة ومبتكرة.

“بنات ألفة” تحفة سينمائية تونسية في الافتتاح

واختتم حفل افتتاح المهرجان، بعرض الفيلم التونسي”بنات ألفة” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الحائز على  عشرات الجوائز العالمية .

ويسلط الفيلم، الذي يمزج بين الوثائقي والدرامي، الضوء على الفترة الممتدة من 2010 إلى 2020 بما تحمله من صراعات وتقلبات، حيث الأحداث مستوحاة من قصة حقيقية لامرأة في عقدها الرابع تدعى “ألفة” تصارع الفقر وتشهد سقوط بناتها في مستنقع الإرهاب والتطرف حتى انتهى بهن المطاف في السجن.

وتركز المخرجة كوثر بن هنية في هذه التجربة السينمائية على كيفية تعامل “ألفة” مع بناتها المراهقات وميولهن نحو التطرف وهروبهن إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم داعش وانتهاء الأمر بهن في السجن.

وكان الفيلم الذي تشارك في بطولته الممثلة هند صبري مع بعض الشخصيات الحقيقية للقصة، قد بدأ سلسلة نجاحاته العالمية بمشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” السينمائي الدولي في ماي 2023، حيث توج بأربع جوائز هي “المواطنة” و”العين الذهبية” والسينما الإيجابية”، إلى جانب “تنويه خاص” من لجنة جائزة الناقد “فرنسوا شالي” التي تمنحها جمعية “فرنسوا شالي” منذ 27 سنة على هامش مهرجان كان من قبل مجموعة من النقاد والصحافيين المختصين في المجال السينمائي. وتتالت بعدها جوائزه العالمية المرموقة.

فوزي بسعيدي

أفلام تعرض لأول مرة وفيلم استثنائي لـ سكولا واحتفاء خاص بأفلام بنسعيدي

تتنافس على جوائز مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط،، الذي يتواصل إلى 4 ماي المقبل، 12 فيلما متوسطيا جديدا (إنتاج 2023 و2024)، فضلا عن عروض “خفقة قلب” التي تتضمن 6 أفلام من أبرز الإنتاجات المتوسطية، فضلا عن عرض فيلم “يوم استثنائي” للمخرج الإيطالي إيتوري سكولا، والمنجز الفيلمي للمخرج المغربي فوزي بنسعيدي.

وأفاد رئيس المهرجان، أحمد حسني، أن برنامج الدورة الـ29 يضم أفلاما متوسطية جديدة وقوية من بينها ثمانية أفلام تعرض لأول مرة في المنطقة العربية وحوض المتوسط تتنافس على جوائز المسابقة الرسمية (12 فيلما)، وأخرى (6 أفلام من إنتاج 2023) ستعرض ضمن فقرة “خفقة قلب”، وكلها أفلام قوية تسعى لإمتاع المتلقين والرقي بذائقتهم السينفيلية، فضلا عن عرض كل أفلام المخرج المغربي المتميز فوزي بنسعيدي، إضافة إلى تنظيم ندوات ذات أهمية كبرى.

وفي فقرة عرض خاص، يقترح برنامج هذه الدورة إعادة اكتشاف تحفة سينمائية خالصة هي فيلم “يوم استثنائي” للمخرج الإيطالي الشهير إيتوري سكولا، ستقوم بتنشيطها ابنته المخرجة سيلفيا سكولا. كما سيكون لجمهور المهرجان وللسنفيليين على الخصوص فرصة لمشاهدة أو إعادة مشاهدة مجموع أفلام المخرج المغربي المبدع فوزي بنسعيدي، وأغلبها في صيغة 35 ملمترا ويتعلق الأمر بـ(“الثلث الخالي”، “أيام الصيف”، “موت للبيع”، “ألف شهر”، “يا له من يوم رائع”، “لماذا تركت الحصان وحيدا؟”، “يوم مشمس”، “أشجار”، “القاعة، فكرة ما عن السينماّ”، “الحافة”، “الجدار”، “مسارات”).

أبي لم يمت

“أبي لم يمت” للمخرج المغربي عادل الفاضلي في المسابقة الرسمية

يشارك المغرب في المسابقة الرسمية بفيلمي “أبي لم يمت” للمخرج عادل الفاضلي، و”مذكرات” للمخرج محمد الشريف الطريبق، في أول عرض له، كما تتضمن فقرة “حفقة قلب” فيلم “أنيماليا” للمخرجة صوفيا العلوي.

وتتضمن قائمة أفلام المسابقة الرسمية 12 فيلما متوسطيا 8 منها تعرض لأول مرة في إفريقيا والعالم العربي وحوض المتوسط، وتتبارى لنيل اهتمام الجمهور والنقاد  والفوز بجوائز الدورة الـ29 من المهرجان، ويتعلق الأمر بالفيلمين التركيين “قصب” للمخرج جميل أوغلو، و”فاروق” للمخرج أسلي أوزكي، والفيلم الفلسطيني  “بيت في القدس” للمخرج مؤيد عليان، وكذا الفيلم اليوناني “القاتلة” للمخرجة إيفا ناثينا، فضلا عن الفيلمين الإيطاليين “الصيف الجميل” للمخرجة لاورا لوتشيتي، و”مجهول خالص” للمخرجتين ماتيا كولومبو وفالانتينا تشيكونيا، إضافة إلى الفيلمين الإسبانيين  “القرن” لخايوني كامبوردا، و”نساء” لمارطا ليانا، والفيلمين الفرنسيين “فتى الملهى” لجياكومو أبروسيسي و”من عبدول إلى ليلى” للمخرجة ليلى البياتي، وأخيرا الفيلمين المغربيين “أبي لم يمت” للمخرج عادل الفاضلي، و”مذكرات” للمخرج محمد الشريف الطريبق.

وتتنافس أفلام المسابقة الرسمية على الجائزة الكبرى “تمودا”، وجائزة العمل الأول “عز الدين مدور”، وجائزة لجنة التحكيم “محمد الركاب” وجائزة السيناريو، وجائزتي أفضل أداء إناث وأحسن أداء ذكور وجائزة النقد “مصطفى المسناوي”.

وفي فقرة “خفقة قلب” سيتم عرض جملة من الأفلام الجديدة الفاتنة، ويتعلق الأمر بالفيلم الفلسطيني “باي باي طبريا” للمخرجة لينا سويلم، والفيلم السوداني “وداعا جوليا” للمخرج محمد كردفاني، والفيلمين الإيطاليين “ما زال هنالك غد” للمخرجة باولا كورطيييسيو و”أنا القبطان” للمخرج ماتيو كاروني، وكذا الفيلم الإسباني “الوطن الأم” للمخرج ألفارو كاجو، والفيلم المغربي “أنيماليا” للمخرجة صوفيا العلوي.

دعم متواصل للشباب

في إطار الدعم الذي يقدمه مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط للشباب حاملي المشاريع السينمائية الواعدة، اختارت إدارة المهرجان 12 مشروعا من أصل 150، للتنافس على منح “محترفات تطوان” في نسختها الثانية التي تدعم الأفلام الروائية والوثائقية قيد التطوير.

وسيجري تقييم المشاريع، التي سيقدمها أصحابها الذين ينتمون إلى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، أمام لجنة تحكيم مشكلة من خبراء من دول مختلفة، ويتعلق الأمر بالصحافية وكاتبة السيناريو المغربية بهاء الطرابلسي، المنتج الألماني كريستوف ثوكي، المخرجة المصرية كاملة أبو ذكرى، والخبير السينمائي الإيطالي أنطونيو بوزيطو.

وخلال هذه النسخة، التي تشهد حضورا قويا لمنتجين وموزعين من كل بلدان البحر الأبيض المتوسط، لفتح المجال أمام الشباب لتبادل الخبرات، والاستفادة من تجاربهم، تم انتقاء 5 مشاريع أفلام وثائقية لكل من جواد بابيلي، محمد على الصغراوي، وحسن معناني، من المغرب ديما الجندي من لبنان، وأنطوني ميزي وأنجليك مولر من مالطا.

أما المشاريع التي تم اختيارها في صنف الأفلام الروائية، فهي من توقيع توفيق بابا من المغرب، ديما حمدان من فلسطين، أحمد الهواري من مصر، مفيدة فضيلة وأنيس الأسود من تونس، وأندريا مغناني وإرين ديونيزيو من إيطاليا.

ويسعى مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الذي يعد ثاني أكبر مهرجان في المغرب، بعد مهرجان مراكش الدولي، إلى التعريف بمختلف المدارس السينمائية التي تحتضنها البلدان المتوسطية، نظرا لالتزامه القوي في الدفاع عن سينما متوسطية والترويج لها، خاصة في مدينة عتيقة مثل تطوان، مهد الفنون والثقافة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان الفيوم السينمائي الدولي ينطلق بمشاركة مغربية

يشارك المغرب في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بفيلم “الثلث الخالي” وفيلم “كليك” للمخرج سعيد النظام …