فيلم مغربي يدعو إلى التسامح وقبول الآخر…
بيت الفن
يعتزم المخرج المغربي حسن بنجلون تقديم فيلمه الجديد «جلال الدين» (90 دقيقة)، في عرض ما قبل الأول في الدارالبيضاء بحضور أبطاله، قبل عرضه في القاعات السينمائية ابتداء من يوم 21 فبراير 2024.
وقال بنجلون إنه يعرض من خلال فيلمه الجديد «جلال الدين» (90 دقيقة)، لمرحلتين في الحياة، الأولى مليئة بالصخب والانطلاق وحب الدنيا، والثانية روحانية تشمل رحلة بحث عن الذات والصفاء وحقيقة الوجود.
وأوضح أن شخصية الفيلم الرئيسية مسكونة بالحب من البداية إلى النهاية، لذلك فإن اختيار اسم «جلال الدين» نسبة إلى القطب الصوفي المعروف جلال الدين الرومي، وكذلك زوجة الابن (ربيعة) من اسم رابعة العدوية، بهدف استحضار هذه النماذج وصفاتها ووضعها في ذهن المشاهد.
وأشار إلى أنه يوجه من خلال الفيلم، الذي سبق تتويجه بالجائزة الكبرى للدورة 26 للمهرجان الدولي لسينما حوار الأديانfestival of spiritual cinema and inter-religious dialogue الذي نظمته مدينة ترينطو الإيطالية في شتنبر المنصرم، دعوة للتسامح والمحبة وقبول الآخر من خلال قصة «جلال الدين» ياسين أحجام، رجل أعمال يعيش حياة سعيدة ينعم فيها بالمال والحب مع زوجته «هبة»، تجسد شخصيتها الممثلة التونسية فاطمة ناصر، لكن الزوجة تمرض وتموت فيتغير مسار حياته بالكامل.
يهجر جلال الدين مزرعة الخيول التي يملكها، ويترك ابنه الوحيد، الذي قرر الزواج من فتاة لها ماض كانت تعمل في مركز تدليك يخفي في باطنه شبكة للدعارة، مفضلا عدم إفساد حياة الابن الذي اختار الصفح وطريق الحب.
يلجأ جلال الدين إلى زاوية بعيدة للتعبد وتجاوز محنة موت زوجته، ويتمكن خلال 20 عاما من تحويل طاقة الحب الغزيرة، التي كانت داخله إلى حب أكبر وأشمل، ويصبح شيخا صوفيا، بينما يمضي ابنه (عادل) في حياته بشكل طبيعي وينجب ابنا من زوجته (ربيعة) ذات الماضي السيء.
لكن الماضي يأبى أن يترك (عادل) وزوجته (ربيعة)، إذ يظهر من يفسد حياتهما ويكشف لابنهما المراهق الجزء المظلم من حياة الأم ويصبح الحفيد أمام خيارين إما السفر إلى الخارج أو اللجوء إلى جده جلال الدين لالتماس طريق المغفرة والحب وتقبل الآخرين.
وأسند بنجلون دور «جلال الدين» للممثل ياسين أحجام، فيما لعب باقي الأدوار الرئيسية عدد من الممثلين من بينهم الممثلة التونسية فاطمة ناصر وعز العرب الكغاط وفاطمة الزهراء بلدي وأيوب اليوسفي ومليكة الحماوي…
يشار إلى أن حسن بنجلون يعد، حسب ورقة للناقد أحمد سيجلماسي، من أغزر المخرجين المغاربة إنتاجا وإخراجا للأفلام السينمائية الروائية الطويلة، ففي رصيده لحد الآن 13 فيلما يحتل بها الرتبة الأولى.
وهذه الأفلام السينمائية هي تباعا “عرس الآخرين” (1990) و”ياريت” (1994) و”أصدقاء الأمس” (1998) و”محاكمة امرأة” (2000) و”شفاه الصمت” (2001) و”ولد الدرب” (2002) و”درب مولاي الشريف” (2004) و “فين ماشي يا موشي؟” (2007) و”المنسيون” (2009) و”القمر الأحمر” (2012)، ومن أجل القضية”، و”حب في زمن الحجر”، و”جلال الدين”، الذي مثل المغرب في مهرجانات دولية عديدة من بينها مهرجان القاهرة الدولي، ومهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة.
تجدر الإشارة إلى بنجلون ولد يوم 12 أبريل 1950 بسطات، وبها تابع دراسته الابتدائية والإعدادية، وفي سنة 1965 التحق بثانوية عبد المالك السعدي بالقنيطرة لإتمام دراسته الثانوية.
بعد حصوله على شهادة البكالوريا سافر إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في علوم الصيدلة بجامعة (CAEN) حيث حصل سنة 1976 على دبلوم الصيدلة. عندما عاد إلى المغرب التحق بكلية الطب بالدارالبيضاء، في إطار الخدمة المدنية، وفي فبراير 1979 افتتح صيدليته الخاصة بمسقط رأسه.
دفعه عشقه للسينما وولعه بالفنون إلى الانخراط في نوادي السينما، عندما كان طالبا بباريس، والمشاركة في العديد من التظاهرات الثقافية والفنية، وهناك انفتح على التجارب السينمائية العالمية الرائدة كالموجة الجديدة الفرنسية والواقعية الجديدة الإيطالية.. وبعض رواد السينما المصرية كصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح… وبعد عودته إلى المغرب أنجز من 1976 إلى 1979 مجموعة من الروبورتاجات والأفلام الطبية.
وإرضاء لميولاته الفنية والسينمائية قرر العودة إلى باريس سنة 1980 لدراسة الإخراج السينمائي بالكونسيرفاتوار الحر للسينما الفرنسية (CLCF) . كما استفاد من تدريب سمعي بصري في إنجاز الأفلام الوثائقية والإشهارية بالقناة الفرنسية “فرانس 3” وأخرج سنة 1983 أول أفلامه القصيرة بعنوان “الإتجاه الوحيد” (فيلم التخرج)، وبعد حصوله على دبلوم في الإخراج سنة 1984 عاد إلى المغرب واشتغل مساعدا للمخرج عبد القادر لقطع في برنامجه التلفزيوني “صورة وصوت” ، ثم أسس بتعاون مع سينمائيين مغاربة من بينهم الراحل محمد الركاب (1938 – 1990) شركة “الفيلم المغاربي”، أنجزوا من خلالها أفلاما مؤسساتية ووثائقية وإشهارية (1985 – 1990)، وفي سنة 1989 شارك مع أربعة مخرجين (عبد القادر لقطع، مصطفى الدرقاوي، سعد الشرايبي وحكيم نوري) في تأسيس “تجمع الدار البيضاء” الذي تمخض عنه إنجاز خمسة أفلام روائية طويلة من بينها فيلمه الروائي الطويل الأول “عرس الآخرين” (1990).