بيت الفن
أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، أخيرا، رواية “خطبة الشيخ” لعميد الأدب العربي الراحل طه حسين، بتصدير الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة وتقديم الناقد جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق.
وذكر النمنم في تصديره للرواية أن طه حسين بعد عودته إلى باريس مرة أخرى لاستكمال بعثته بعد انقطاعها بسبب أزمة مالية ألمت بإدارة الجامعة، بدأ يرسل إلى جريدة “السفور”، عدة فصول تحت عنوان “خطبة الشيخ”، نشرتها المجلة مرة في “باب الأدب”، ومرة في “باب الاجتماع”، وكانت تصنيفات المجلة مرنة ، بحيث تتيح نشر الموضوع الواحد تحت أكثر من عنوان.
وكانت “دار الكتب والوثائق القومية” شرعت في إعادة نشر جريدة “السفور”، واستقر الرأي على أن يتم نشر خطبة الشيخ مستقلة بعد تجميع فصولها من أعداد الجريدة، لتقديمها للقراء والباحثين، وإحياء الجدل النقدي والأدبي في الوسط الثقافي المصري والعربي.
وكان جابر عصفور، أثناء توليه الإشراف على دار الكتب والوثائق القومية في 1998، أصدر قرارا بتشكيل لجنة علمية لجمع تراث طه حسين من المقالات، أسند الإشراف عليها إلى المؤرخ الراحل رؤوف عباس، وصدرت ستة مجلدات، مثلت إضافة مهمة إلى إنتاج الدكتور طه حسين، غير أنه تبين أن ذلك المشروع ركز على المقالات ذات الطابع السياسي والتاريخي. وتعمل دار الكتب والوثائق القومية الآن على استكمال المشروع لاكتشاف تراث طه حسين الأدبي كاملا.
ووصف جابر عصفور الرواية في تقديمه لها بالملتبسة، حيث يمكن أن نقرأها على أنها مكتملة ومكتفية بذاتها، لتحقيق أهداف طه حسين من وراء كتابتها، ويمكن أن نقرأها على أنها رواية غير مكتملة، ما نشر منها هو مقدمة لما يتوقع أن تنتهي به الأحداث في الرواية.
وكتبت خطبة الشيخ على هيئة رسائل متبادلة بين الأبطال، وهى طريقة روائية كانت مستخدمة في الآداب الأوروبية في ذلك الوقت، ولكنها كانت جديدة بالقياس إلى الرواية العربية في ذلك الزمن الذي لم يكن قد عرف بعد الرواية التي تتكون من الرسائل المتبادلة، بدلا من الفصول التي تتعاقب فيها الأحداث.
والرواية عبارة عن مجموعة رسائل تدور بين خمس شخصيات هي “إحسان” الخطيبة وصديقتها والشيخ علام الجيزاوي “الخطيب” وصديق الخطيب والأب والد إحسان.
ويظهر من خلال الرواية مدى تأثر طه حسين بحركة تحرير المرأة ورأيه في عدد من قضايا المجتمع آنذاك، وأيضا، رؤيته لرجال الدين وشيوخ الأزهر.
وتأتى أهمية “خطبة الشيخ” في أنها تعد المحاولة الروائية الأولى لعميد الأدب العربي طه حسين، وقد نشرت في جريدة السفور التي تعد واحدة من أولى المنابر الإعلامية التي انتهجت الفكر التنويري وكتب فيها كبار الكتاب والمفكرين أمثال أحمد لطفي السيد ومحمد حسين هيكل والشيخ مصطفى عبد الرازق.