حمادي كيروم: التظاهرة مختبر للتكوين والتفكير في مفهوم الصورة والأسس الفنية التي تقوم عليها
الدورة الجديدة تسلط الضوء على التجربة المزدوجة للأخوين الدرقاوي وتراهن على التكوين
بيت الفن
تستعد مدينة الدارالبيضاء في الفترة من 2 إلى 7 يونيو 2023 لاحتضان فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسينما المستقلة FICIC، بمشاركة 40 فيلما سيجري عرضها بالمركب الثقافي محمد زفزاف، والمركز الأمريكي للفنون بالدارالبيضاء، ضمن 3 فئات (مسابقة الأفلام الطويلة ومسابقة الأفلام القصيرة وعروض الأفلام الوثائقية “بانوراما”).
واعتبر مدير مهرجان السينما المستقلة الناقد السينمائي، حمادي كيروم، خلال لقاء صحفي جرى تنظيمه بالمركز الأمريكي للفنون بالدارالبيضاء لتسليط الضوء على برنامج الدورة الثانية، أنه بالموازاة مع عروض الأفلام ستشهد الدورة الثانية من المهرجان تنظيم ندوة محورية حول “التجربة المزدوجة للأخوين الدرقاوي”، وماستر كلاس مع المنتج ألان ديبارديو Alain Depardieu والمخرج مانويل سانشيز، فضلا عن تنظيم مختبر تكويني بشراكة مع “صحر لاب” تحت إشراف المخرج المغربي حكيم بلعباس، لمساعدة المخرجين الشباب في صناعة أفلامهم من الفكرة إلى العرض.
وقال خلال كلمته التقديمية للدورة الثانية إن المهرجان تحركه روح شبابية على أساس أن هذه الفئة تسعى جاهدة إلى البحث عن سينما مغايرة، مشيرا إلى أن المهرجان ليس موسما شعبيا، بل مختبرا للتكوين والتفكير في مفهوم الصورة السينمائية وطبيعتها وأنواعها والأساس الفني الذي تقوم عليه.
فالمهرجان، حسب صاحب كتاب “فن فهم السينما بين اللغة والنظرية”، يدعو إلى السفر في مجاهل الصورة وما تختزنه من إشكالات وقضايا. وبالتالي، فإن الأفلام المختارة تمثل أرضية حقيقية للنقاش حول راهن السينما.
من جهتها أكدت الكاتبة غيثة الخياط، عضو (ة) لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، أن مدينة الدارالبيضاء تستحق مهرجانا سينمائيا كبيرا يعرف بالإنتاج السينمائي الوطني، بعد الطفرة الكمية التي بصمت الإنتاج السينمائي المغربي في السنوات الأخيرة.
وتشهد الدورة الجديدة من المهرجان عرض أزيد من 40 فيلما من مختلف أنحاء العالم، تم انتقاؤها بعناية فائقة من طرف لجنة متخصصة، وفقا لسلسلة من المعايير السينمائية الصرفة.
ويتضمن برنامج العروض مسابقة للأفلام الروائية الطويلة تتبارى على جوائزها 12 فيلما من إنتاج 16 دولة هي فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، كندا، جورجيا، روسيا، البرتغال، إيران، قطر، السعودية، البحرين، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين والمغرب الدولة المنظمة،
ومسابقة للأفلام القصير تتبارى على جائزتها الوحيدة 16 فيلما قصيرا، وعروضا سينمائية مختارة للأفلام الوثائقية الطويلة تتضمن 12 فيلما.
وتتنافس أفلام المسابقة الروائية الطويلة على 7 جوائز هي: جائزة أنفا الذهبية للفيلم الطويل (الجائزة الكبرى) وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الإخراج وجائزة السيناريو وجائزتيا التشخيص ذكورا وإناثا، فضلا عن جائزة السينماتوغرافيا الخاصة بالمهرجان.
ويقود اللجنة المنتج الفرنسي ألان ديبارديو Alain Depardieu بمساعدة السينمائية الألمانية كارين شيل، والمخرج الفرنسي مانويل سانشيز، والكاتبة المغربية غيثة الخياط، والمخرج المغربي لحسن زينون.
وتتبارى أفلام المسابقة القصيرة على جائزتين هما جائزة أنفا الذهبية للفيلم القصير وجائزة السينماتوغرافيا الخاصة بالمهرجان، أمام لجنة تحكيم تقودها المخرجة المغربية خولة أسباب بنعمر، بمساعدة الناقدة جوديث سيرس، والفنانة سناء أسيف.
يشار إلى حمادي كيروم ناقد سينمائي، أستاذ جامعي، دكتوراه في علم جمال السرد السينمائي، وهو من أبرز وجوه الثقافة السينمائية المعروفة داخل المغرب وخارجه، راكم تجربة معتبرة في التنشيط السينمائي وتنظيم اللقاءات والندوات والتظاهرات والمهرجانات السينمائية، منذ كان عضوا نشيطا ورئيسا لأكبر نادي سينمائي شهدته مدينة الدارالبيضاء في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بشكل خاص وهو “نادي العمل السينمائي“.
بعد ذلك ساهم إلى جانب فاعلين آخرين في تأسيس “الجمعية المغربية لنقاد السينما” في منتصف تسعينيات القرن العشرين، كما أسس مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، وظل يسيره إلى أن بلغ دورته الـ25 في أكتوبر 2020.
ويتميز السينفيلي والأستاذ الجامعي حمادي كيروم بحضوره اللافت في المهرجانات والندوات ولجان التحكيم وغيرها من المناسبات السينمائية، وبتأطيره لطلبة السينما والسمعي البصري هنا وهناك، خاصة طلبة المدرسة الوطنية العليا للفن و”الديزاين” بالمحمدية وطلبة ماستر تحليل الخطاب السينمائي بكلية أبي شعيب الدكالي بالجديدة، وبشبكة علاقاته الواسعة مع كبار المبدعين السينمائيين داخل المغرب وخارجه.