جلال الدين

بنجلون والصباحي يواجهان الألم وقسوة الموت بالتصوف

مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية ينفرد بالعرض المغربي الأول لـ جلال الدين وواحة المياه المتجمدة…

بيت الفن

انفرد مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية بالعرض المغربي الأول لفيلمي “جلال الدين” و”واحة المياه المتجمدة”، وهما شريطان لمخرجين من جلين مختلفين (حسن بنجلون ورؤوف الصباحي قارب كل منهما تيمة التصوف بصيغتين مختلفتين تتفقان على أن التصوف هو الطريق الأمثل لمواجهة الألم وقسوة الموت.

شهد المركب الثقافي بخريبكة، تقديم “جلال الدين” ضمن المسابقة الرسمية للدورة الـ23 التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 13 ماي الجاري تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بحضور المخرج حسن بنجلون وثلة من الممثلين المشاركين في الفيلم من بينهم الممثلة التونسية فاطمة ناصر.

قال بنجلون، الذي ينتمي إلى الجيل الثاني من السينمائيين المغاربة، إن الفيلم يتناول مرحلتين في الحياة، الأولى مليئة بالصخب والانطلاق وحب الدنيا، والثانية روحانية تشمل رحلة بحث عن الذات والصفاء وحقيقة الوجود.

وأوضح أن “جلال الدين” شخصية مسكونة بالحب من البداية إلى النهاية، فكان اختيار اسم “جلال الدين” نسبة إلى القطب الصوفي المعروف جلال الدين الرومي، وكذلك زوجة الابن ربيعة من اسم “رابعة العدوية”، بهدف استحضار هذه النماذج وصفاتها ووضعها في ذهن المشاهد.

ويتبنى الفيلم، الذي سبق عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي ضمن مسابقة آفاق السينما المغربية، دعوة عامة ومباشرة للتسامح والمحبة وقبول الآخر من خلال قصة «جلال الدين»، (ياسين أحجام)، الذي يعيش حياة سعيدة ينعم فيها بالمال والحب مع زوجته «هبة» (الممثلة التونسية فاطمة ناصر)، لكن الزوجة تمرض وتموت فيتغير مسار حياته بالكامل.

يهجر جلال الدين مزرعة الخيول التي يملكها، ويترك ابنه الوحيد، الذي قرر الزواج من فتاة لها ماض كانت تعمل في مركز تدليك يخفي في باطنه شبكة للدعارة، مفضلا عدم إفساد حياة الابن الذي اختار الصفح وطريق الحب.

يلجأ “جلال الدين” إلى زاوية للتعبد وتجاوز محنة موت زوجته، ويتمكن خلال 20 عاما من تحويل طاقة الحب التي كانت داخله إلى حب أكبر وأشمل، ويصبح شيخا صوفيا، بعد وفاة شيخة (عز العرب الكغاط)، بينما يمضي ابنه «عادل» في حياته بشكل طبيعي وينجب ابنا من ربيعة صاحبة الماضي السيء.

لكن الماضي يأبى أن يترك عادل وزوجته ربيعة في هناء، فيظهر من يفسد حياتهما ويكشف لابنهما المراهق الجزء المظلم من حياة أمه ويصبح الحفيد أمام خيارين إما أن يعاقب والديه بالسفر إلى الخارج وهجرهما أو اللجوء إلى جده «جلال الدين» لالتماس طريق المغفرة والحب وتقبل الآخرين.

ضمن المسابقة ذاتها، قدم المخرج الشاب رؤوف صباحي فيلمه الجديد “واحة المياه المتجمدة”، الذي يتناول التصوف باعتباره مخلصا الألم النفسي والبدني، الذي يعانيه بطل الفيلم “قادر” الذي يقترب منه الموت جراء إصابته بمرض لا ينفع معه علاج.

ويتمحور الفيلم حول زوجين “فضيلة” الطبيبة الشابة التي تجسد دورها (نسرين الراضي) و”قادر” و(أحمد حمود)، ارتبطا عن حب، لكن علاقتهما تنقلب رأسا على عقب، ويصل بهما الأمر إلى الطلاق، لكن الأمور تأخذ منحى جديدا بعد اكتشاف إصابة الزوج بمرض خطير.

ورغم محاولات “فضيلة” المتكررة لاسترجاع العلاقة، التي أثمرت طفلا كان من المفترض أن يجمع بينهما مهما كانت الظروف، إلا أن “قادر” يفضل عيش ما تبقى له من أيام على طريقة الدراويش.

يلعب أدوار البطولة في الفيلم إلى جانب نسرين الراضي وأحمد حمود كل من حسن بديدة ولطيفة أحرار وزهيرة صادق…

وعبر الصباحي عن سعادته بالعودة مجددا إلى مهرجان خريبكة بعد 6 سنوات، حيث سبق أن قدم فيلمه السينمائي “حياة” ضمن فعاليات دورة 2017، مشيرا إلى أن “واحة المياه المتجمدة” سبق عرضه أول مرة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والأربعين في مسابقة أسبوع النقاد.

ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل 12 فيلما من 10 بلدان إفريقية، أمام لجنة مسابقة الأفلام الطويلة من البوركينابي ميدا ستانيسلاس بيميل (رئيسا) والمصرية فايزة هنداوي، والمغربي نوفل براوي، والأنغولي بيدرو سيماو كلوديو، والإيفواري ديزيري بيكرو.

وتمنح  اللجنة ست جوائز هي “الجائزة الكبرى” (عثمان صامبين)، و”جائزة لجنة التحكيم” (نور الدين الصايل)، و”جائزة الإخراج” (إدريسا ويدراوكو)، و”جائزة السيناريو” (سمير فريد)، و”جائزة أحسن دور نسائي” (أمينة رشيد)، وكذا “جائزة أحسن دور رجالي” (محمد بسطاوي).

كما تتنافس الأفلام الطويلة على جائزة دون كيشوط، وتمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من خلال لجنة تتكون من عبد الرحمان لوس من القنيطرة (رئيسا) وميلود بوعمامة من وجدة، وصلاح الدين البيضاني من خريبكة. وجائزة النقد التي تمنحها لجنة تتكون من ثلاثة نقاد سينمائيين أفارقة هم المغربي عبد النبي دشين (رئيسا) والغينية فاتوماتا سانيان والبوركينابية سيتا باري.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

السينما المغربية تجني أهم جوائز مهرجان بانغي السينمائي

الجائزة الكبرى من نصيب جلال الدين لـ حسن بنجلون والجائزة الفضية لـ اللغم الأخير لـ …