فاز المخرج المغربي مهدي عيوش بالجائزة الكبرى لمهرجان تيرانغا السينمائي بداكار، عن فيلمه القصير شيفورة ..السائقة، الذي مثل المغرب في الدورة الرابعة إلى جانب الفيلم المغربي العبد لمخرجه عبد الإله الجوهري…
بيت الفن
فاز المخرج المغربي مهدي عيوش بالجائزة الكبرى لمهرجان “تيرانغا” السينمائي بداكار، عن فيلمه القصير “شيفورة” (السائقة)، الذي مثل المغرب في الدورة الرابعة إلى جانب الفيلم المغربي “العبد” لمخرجه عبد الإله الجوهري المتوج بالجائزة الكبرى للفيلم الروائي الطويل وجائزة أفضل ممثل لبطل الشريط سعد موفق.
وهذا هو التتويج الثاني للمخرج الشاب مهدي عيوش، بعد نيله جائزة لجنة تحكيم الدورة الحادية عشر للمهرجان المغاربي للفيلم بوجدة (أكتوبر 2023).
وترأست لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة للمهرجان، الذي احتضنته العاصمة السنغالية دكار في الفترة من 27 إلى 29 أبريل 2023، المخرجة والمنتجة بولين سيلفيان غبولو مبابوندو، المندوبة العامة لمهرجان بانغي بإفريقيا الوسطى.
وفيلم “شيفورة”، الذي سبق له تمثيل المغرب في العديد من المحافل الدولية، هو ثالث أفلام المخرج مهدي عيوش، بعد فيلمه الأول “فور” (أربعة)، الذي صوره بأوكرانيا أثناء متابعته دراسة الطب والسينما، وفيلمه الثاني “ألو بسي” (2020)، الذي ترك أصداء طيبة في أوساط النقاد السينمائيين أثناء عرض في العديد من المهرجانات داخل المغرب وخارجه.
ويتناول فيلم “شيفورة” حكاية سائقة حافلة تعاني من نظرة المجتمع الذكورية تجاهها اعتبارا لكون المهنة التي تزاولها هي حكر على الرجال ولا يحق للمرأة بسبب قصورها، وفقا لبعض التصورات السائدة، أن تقترب منها.
الفيلم تم تصويره بالدار البيضاء تحت إدارة علي بنجلون، هو إنتاج مغربي نرويجي مشترك من تأليف وإخراج مهدي عيوش، وبطولة مها البخاري، مهدي شيخاوي، سعد موفق، محمد فركاني، إسماعيل فلاحي، وفؤاد شنديد…
والجدير بالذكر أن المهدي عيوش، يعمل حاليا على فيلم وثائقي طويل حول التبرع بالأعضاء، باعتباره مخرجا وطبيبا متخصصا في أمراض الكلي بالدارالبيضاء، التي استقر بها بعد عودته من أوكرانيا، حيث تابع دراساته العليا بكلية الطب بمدينة خاركوف، كما درس السينما وتحصل على دبلوم في الإخراج من أكاديمية الفنون البصرية سنة 2017.
وإلى جانب ممارسة الطب يعشق مهدي عيوش، المزداد بفاس سنة 1990، الفنون وعلى رأسها السينما وممارسته للتشخيص والكتابة والإخراج والإنتاج في مجالات السينما والسمعي البصري،
كما تجدر الإشارة أيضا، إلى أن العلاقة بين الطب والفنون علاقة قديمة جدا، إذ تكاد تكون مهنة الطب أكثر المهن التي أعطت فنانين وأدباء كبار، من بينهم عملاق الأدب والمسرح الروسي أنطوان تكشوف، وإيميل زولا في فرنسا، ويوسف إدريس في مصر الذي كتب للسينما أفلام خالدة من أهمها “الحرام” إخراج هنري بركات. ولعل السبب في ذلك أن موضوع الطب والفن واحد الإنسان، فكلاهما يدرس الألم الإنساني، ولكن ببواعث مختلفة، الطبيب يدرس الألم الإنساني كي يخففه، أما الفنان فيربطه بالظواهر الاجتماعية ويعبر عنه بفيلم مسرحية قصيدة أو قصة، بذلك فالطب والفن وجهان لمهنة واحدة.