بيت الفن
انتهى نور الدين لخماري من وضع اللمسات الأخيرة على فيلمه الجديد “بورن أوت” BURN-OUT، الذي يخوض من خلاله تجربة الإنتاج لأول مرة، إلى جانب الإخراج وكتابة السيناريو.
وأكد الخماري أنه اضطر إلى خوض تجربة الإنتاج بدعم من المركز السينمائي المغربي وشركة “أسفيليكس” حتى يتسنى له التسويق للفيلم وتوزيعه بالطريقة الصحيحة وتجاوز العقبات التي واجهها في أفلامه السابقة، خصوصا “الزيرو”.
ويشارك في بطولة الفيلم ممثلون شباب ومخضرمون من بينهم مرجانة العلوي، وفاطمة الزهراء الجوهري، وإلياس الجيهاني، والسعدية لديب، ومحمد الخياري، وأنس الباز، بطل فيلمه “كازا نيكرا”، الذي يعد بمثابة الجزء الأول من ثلاثية سينمائية حول الدارالبيضاء جزؤها الثاني “زيرو” والثالث “بورن أوت”.
Burnout ” “بيرن أوت”، هو الشريط الروائي الطويل الرابع للمخرج نورالدين لخماري، ومسك ختام ضمن ثلاثيته التي تدور أحداثها حول مدينة الدارالبيضاء.
هذه المرة حاول لخماري في جديده السينمائي إعطاء صورة جديدة للدارالبيضاء عير شخصيات نوعا ما ضائعة، هناك الثري الذي يبحث عن الحب في هذا المحيط البيضاوي.
“بورن أوت” شريط يثمن أعمال لخماري، فبعد فيلميه اللذين خلقا الجدل، “كازانيكرا”، و”الزيرو”، هاهو الجمهور يتطلع إلى جديد لخماري، المخرج الذي لا يتوانى في طرح جديده، بطعم الجدل.
يقول الخماري إنه اختار تسليط الضوء على مدينة الدار البيضاء بطريقة مختلفة، عما قدمه سابقا في ” كازا نيكرا” و”الزيرو”، من خلال طريقة التصوير التي تعتمد على التعريف بالمدينة من الأعلى، وكشف الفارق الاجتماعي الذي يعيشه الغني والفقير، والعلاقة الملتبسة التي تجمعهما، مشيرا الى أن المتفرج سيستخلص من خلال الفيلم على أن الحب هو الحل الوحيد لتلاشي مشكل الفروقات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع.
وأضاف لخماري أن الدارالبيضاء تتميز بطبقاتها الاجتماعية التي تعيش جماعيا، لكنها تبقى غير متجانسة، نجد الأثرياء في جهة، والفقراء في جهة أخرى، هناك حدود غير مرئية، لكنها واضحة في ما يتعلق بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكل مواطن، حين نتجول في الدارالبيضاء يتولد لدينا انطباع كأننا عبرنا مجموعة من المدن، وأحيانا كأننا سافرنا عبر الزمن، من حي إلى آخر، ويبدو ذلك ظاهرا من خلال العمران والبنيات الهندسية. الدارالبيضاء مدينة المتناقضات، من هنا يمكن الحديث عن الدارالبيضاء إلى اللانهائي.
دائما هناك تبادل معرفي مع الجمهور المتنوع، من خلال اللقاءات الصحفية، هناك نقاش حول ما يراه المشاهد، وضرب الخماري مثلا بذلك الشاب الذي يتحدر من طبقة ميسورة، الذي قال للمخرج ذات مرة إن الدارالبيضاء هي “توين سانتر”، لا يحب أن يرى فيها الفقراء.
وبخصوص سؤال حول دور السينما في تنمية المجتمع، أفاد لخماري، أنه يمكن الرجوع إلى العشر سنوات الأخيرة، إنهم وحدهم المخرجون السينمائيون الذين حركوا المياه الراكدة، وحركوا المجتمع، وخلقوا نقاشا وسط المجتمع، أظن أن مجهودات كبيرة بذلها كل من فوزي بنسعيدي، وليلى مراكشي، ونبيل عيوش، ونرجس النجار، وهشام العسري، أنتجوا أفلاما يطبعها الجدل، وأسالت الكثير من المداد، وحررت الأصوات، إلى جانب كتاب مرموقين حركوا الساحة الثقافية، لا نحبذ أن تناقش أفلامنا خارج الوطن، فالأحرى أن نتناولها بالنقد هنا من خلال ملتقيات صحفية وندوات وموائد مستديرة، كما أن للتليفزيون والوسائط الأخرى دورا في هذا النقاش، هي مطالبة بتنوير الرأي العام، وفتح العقول، وإعطاء نماذج حية للمواطنين لأن الثقافة لها أهمية كبيرة في المجتمع.
وفي ما يتعلق بقرصنة الأفلام للخماري رأي مغاير، إذ قال بخصوص هذا الأمر أنه يعتقد ان هناك خطأ بالقول إن القرصنة تقتل القاعات السينمائية، ففي النرويج مثلا هناك قراصنة معروفون، مثل نيت فليكس، إش بي أو، وشبكات متطورة في عمليات القرصنة، لكن رغم ذلك فالحركة تذب في القاعات السينمائية، لأن الإمكانات متوفرة، فالأشخاص يحتاجون إلى أماكن خاصة لركن لسياراتهم، وتوفير الأمن، وقاعات مريحة، فالاستثمار في هذا الجانب كله إيجابي، فضلا عن توزيع أقراص الدي في دي.
بورن أوت Burnout يحكي قصة لقاءات غير عادية ولا متوقعة، حيث يضع وجها لوجه، أشخاص متحدرون من أوساط مختلفة، بغرض تقديم وصف دقيق للسكان المختلطين، وهنا يواجه المشاهد مواقف غير متوقعة، حيث تتقاطع مسارات شخصيات الفيلم، وفي تصادمها ومواجهاتها تظهر إنسانيتهم ولا إنسانياتهم، وأفراحهم وأحزانهم، ولحمتهم وفراقهم.
وعن تفاصيل فيلمه الجديد أبرز نورالدين لخماري، انه تطلب منه ثلاث سنوات من التحضير، وثلاث أشهر من التصوير، التي مرت في ظروف صعبة، سواء على الطاقم التقني، الذي تنقل في عدة مناطق أبرزها دور الصفيح، والممثلين الذين كانوا يستمرون في التصوير الى غاية حلول الصباح
كما كشف مخرج فيلم “الزيرو” عن تفاصيل أدوار بعض أبطال فيلمه الجديد، وقال إن أنس الباز يلعب دور شاب ورث ثروة مهمة عن والده، والطفل إلياس، الذي سيكون أحد الشخصيات الرئيسية في العمل، ماسح أحذية يتمنى عيش حياة الأغنياء، ومحمد الخياري رئيس مجموعة متكونة من عدة أطفال متسولين، يقوم بتوزيعهم على عدة مناطق من المدينة، للحصول على لقمة عيشه عن طريقهم.
وأكد أن للمرأة دورا مهما في هذا العمل، بمشاركة كل من مرجانة العلوي، وسارة برليس، وفاطمة هراندي، اللواتي سيظهرن في موقع قوة، من أجل إزالة الصورة النمطية عن المرأة، التي تقبل بكل شيء، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها.